أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-18
956
التاريخ: 0000-00-00
5606
التاريخ: 0000-00-00
2590
التاريخ: 2024-04-02
888
|
نلاحظ أن هناك تعظيما للعلم في كتاب اللّه باعتباره رسالة تخدم البشرية، فتكون محترمة من قبله، حينما يتوجه الإنسان لاستغلالها في مسارها الصحيح، ويستفيد منها لخدمته، باعتبارها أداة ووسيلة إلى مصالحه الدنيوية، لتحقيق السعادة التي يصبوا إليها، فبهذه الرسالة يرفع عنه الضيق المادي والحرج الاجتماعي، ساعيا لتسخير كل ما يمتلك من موارد، وثروات طبيعية في هذه الأرض باستخدام عقله لتحويلها إلى تقنية متجددة في لباس آخر غير لباسها التي هي عليه، وهي مواد خام، فتكون الاستفادة حينها ذات قيمة، واكثر تطورا، واقل كلفة، واكبر راحة للإنسان.
إذا هذه الرسالة يجب أن تستغل في خدمة البشرية، وأن توضع في مكانها المناسب، ولذا أشار القرآن في آيات كثيرة حول تعظيم هذه الرسالة، فقال سبحانه وتعالى : {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [المجادلة : 11]
{ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [العلق : 5] وفي تعظيم أهل العلم يقول جلّ شأنه : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر : 9]، وهناك ثمانون آية وردت في القرآن بلفظة العلم، وقد وردت هذه اللفظة بصيغ مختلفة كثيرا في القرآن (1)
وكل ذلك التكرار ليس إلا تأكيدا على أهمية العلم، وخطورة عدم الالتزام بهذه الرسالة الإنسانية، ووفاء حقوقها في كل المجالات التي تخدم البشر ودعوة القرآن إلى العلم لم تقتصر على تعلم على معين، بل أطلقت العنان إلى الإنسان ليسيح في الأرض، ويسبح في الفضاء، وأن يتعلم كل ما يوصله إلى التقدم والرقي، وأن لا يقتصر طموح الإنسان على قضايا جزئية، واكتشافات لا تتجاوز حدود ممارساته اليومية، بل هناك دعوة قرآنية صريحة إلى سبر هذا الفضاء، والغوص في أعماقه، واكتشاف أسراره، ومعرفة ما فيه، فيقول سبحانه : { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} [الرحمن : 33]
فليست هناك محدودية للعلم، فمجاله واسع وبحره عميق،
يقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : «العلم لا ينتهي» (2), «العلم اكبر من أن يحاط به» (3)
«شيئان لا تبلغ غايتهما العلم والعقل» (4)
وإنما المحدودية في الإنسان فهو يأخذ من العلم حسب طاقاته وإمكانياته وقدرته، وبما يحتاج إليه في مسيرة حياته فما يأخذه ما هو إلا القدر اليسير من العلم فيقول سبحانه وتعالى : { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء : 85]
باعتبار أن الإنسان محدود في كل الاتجاهات، فيكون حظه من العلم بمقدار حظه من الوجود، ولكن العلم بحر واسع يمتد بامتداد الزمن ما دام الإنسان موجودا.
فتتواصل المسيرة العلمية عبر المسيرة الزمنية بوجود الإنسان المتعاقب جيلا بعد جيل. ومع ذلك فان استلهام الإنسان العلمي وعطاءاته العلمية تبقى محدودة بحدود قدرته، فالتقدم العلمي المذهل في عصرنا يدلل على أن قدراتنا العقلية والحسية لا تستطيع أن تحيط بالحقيقة المطلقة علما. وتبين أيضا أن المعرفة البشرية هي ليست كل ما لا تراه أجهزتنا ليس بموجود، وربما ذلك إشارة إلى أن هناك علم آخر، وهو علم الغيب وما وراء الطبيعة التي لا يصلها الإنسان، كما يقول ربنا سبحانه وتعالى : { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام : 59]. ويقول أيضا : { وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} [البقرة : 255]
و كذلك يقول جل وعلا : { وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 216] إلا في حدود ما انتم فيه مع ذلك فان القرآن اعتمد العلم، كما يقول سبحانه :
{وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ} [الأعراف : 52]
و اعتبره منظارا لمعرفة الحياة والدخول إليها عن طريق معرفة الدين والشريعة السماوية، وقد ذم الجهل ودعا إلى رفعه بالعلم والمعرفة، ولكي يكتمل العلم عند الإنسان، وتصبح رسالة يتحمل مسئوليتها أمام البشر، ويؤدي ما فيها على أكمل وجه دون أن يستغلها لأغراض شخصية، أو مصالح ذاتيه على حساب الشعوب.
______________________
1. يراجع المعجم المفهرس مادة علم .
2. غرر الحكم .
3. غرر الحكم .
4. غرر الحكم .
|
|
هل تعرف كيف يؤثر الطقس على ضغط إطارات سيارتك؟ إليك الإجابة
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|