أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-05-2015
![]()
التاريخ: 17-10-2014
![]()
التاريخ: 2024-03-25
![]()
التاريخ: 2024-02-28
![]() |
قال تعالى : {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ..} [الحشر: 1، 2]
للإمام كمن سواه من أهل المعرفة، عناية خاصّة بسورة الحشر ولا سيّما الآيات المباركة آخر السورة، إذ الآيات السبع الأخيرة هي من غرر الآيات بحسب تعبيرهم المشهور (1).
لذلك لا تكاد تغيب هذه السورة عن مؤلّفات الإمام الخميني، بل لها حضورها في جلّ هذه المؤلفات فضلا عن الدروس والخطب والرسائل.
يحثّ الإمام على الالتزام بتلاوة الآيات الأخيرة من السورة، ويشير إلى ما في ذلك من آثار نافعة، في مواقع متعدّدة من كتبه، منها قوله : «إذا ما ثابر الإنسان على تلاوة الآيات الشريفة آخر سورة الحشر، من قول اللّه تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وهي الآية الثامنة عشرة إلى آخر السورة، ممّا يشتمل على التذكّر ومحاسبة النفس، وينطوي على مراتب التوحيد والأسماء والصفات؛ إذا ما ثابر الإنسان على ذلك في وقت فراغ النفس وعدم اشتغالها بالامور الدنيوية، كآخر الليل أو بين الطلوعين، واقترنت التلاوة بحضور القلب والتفكّر بهذه الآيات، فالمرجوّ أن يخرج بنتائج حسنة إن شاء اللّه» (2).
كما يحثّ أيضا على التدبّر بهذه الآيات التي لا غنية للإنسان عنها، إذا ما أراد أن يتقرّب إلى اللّه ويسلك السبيل إلى لقائه، حيث يكتب باللغة العربية مباشرة :
«فانظر أيها السالك سبيل الحقّ، إلى الآيات الشريفة أواخر الحشر، وتدبّر فيها بعين البصيرة» (3). ثمّ يأتي بها ويعقّب عليها بكلام.
في موضع آخر ينقل الوصية بهذه الآيات عن أحد كبار مشايخه في التهذيب والمعرفة والتربية الأخلاقية والمعنوية الشيخ محمد علي شاهآبادي (1292- 1369 هـ)، وهو يكتب : «كان جناب العارف الكبير وشيخنا الجليل، يقول : إنّ المثابرة على تلاوة الآيات الشريفة آخر سورة الحشر، من الآية الشريفة : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18] إلى آخر السورة المباركة مع تدبّر معانيها، في تعقيبات الصلوات، وخاصّة أواخر الليل حيث يكون القلب فارغ البال، مؤثّر جدّا في إصلاح النفس» (4).
يبدو أنّ هذه العلاقة الوثيقة للإمام مع هذه السورة وولعه بآياتها الأخيرة، دفعه لتفسير هذه الآيات تدريسا، لمجموعة من طلابه ومحبّيه على ما يذكر بعضهم(5), لكن للأسف لا أثر لتلك الدروس التفسيرية، لا نصا ولا تقريرا. بيد أنّ ذلك لم يحرمنا تماما من فرصة الإطلالة على بعض رؤى الإمام إزاء هذه الآيات، من خلال الرسالة التي كتبها إلى ولده أحمد في شوال 1404 هـ ، وتضمّنت إشارة مستأنفة للآيات الكريمة.
على هذا ستكون هذه الرسالة هي مصدرنا الأساس في هذه الفقرة، بالإضافة إلى نصوص اخرى نحيل إليها جاءت في بقية المصادر.
_________________________
(1)- راجع في هذا الوصف مثلا : الميزان في تفسير القرآن 19 : 201، حيث قوله :« ومن غرر الآيات فيها الآيات السبع في آخرها».
(2)- شرح حديث جنود عقل وجهل : 106.
(3)- مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية : 20.
(4)- الأربعون حديثا : 208.
(5)- هذا ما ذكره الشيخ محمد تقي جعفري( ت : 1998 م)، وهو يقول :« وجدت الإمام الخميني منذ أوّل يوم حضرت فيه درسه في الأخلاق، شخصية ذات بعد روحي عميق ونظرة ثاقبة، يحدّث مستمعيه بكلام يتناغم مع ما يجري في أعماقهم.
كان في تلك الأيام يدرّس الآيات الأخيرة من سورة الحشر. واذكر على وجه الدقّة أنّه حينما جاء على تفسير الآية الشريفة { هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ والْأَرْضِ وهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ( الحشر : 24) أصبح البحث على درجة عالية من الجذّابية بحيث أخذ الطلاب يصغون إلى ما في كلامه من فيض عرفاني وهم يعيشون تحوّلا روحيا جارفا. وقد اتضح من خلال التفاعل الروحي وعمق الموضوعات المطروحة أنّ هذا الكلام يفوق المعلومات التي تستلزمها مهنة عالم الدين، وهي معلومات غالبا ما ينهمك البعض فيها- وللأسف- دون سواها من الأمور». ( راجع : ملف خاص بمناسبة مئوية ولادة الإمام الخميني، دار الولاية للثقافة والإعلام، قم، 1420 ه، العدد 37 : 59- 60).
|
|
تحذير من "عادة" خلال تنظيف اللسان.. خطيرة على القلب
|
|
|
|
|
دراسة علمية تحذر من علاقات حب "اصطناعية" ؟!
|
|
|
|
|
شركة اللواء العالمية تعرض منتجاتها في الأسبوع الزراعي السادس عشر في بغداد
|
|
|