نعني بالتفسير الأصولي الاجتهادي : المنهج المتداول بين الفقهاء الأصوليين في اجتهاداتهم واستنباطاتهم ، من استظهار مداليل النصوص الواردة عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام واستكشاف معانيها المقصودة بمعونة القواعد الاصولية.

كذلك في تفسير الآيات القرآنية يتّخذون هذا المنهج في استظهار مداليلها ومعانيها المقصودة.

ومن هنا ترى الفقهاء في تفسير القرآن يستدلّون بالآيات القرآنية ، على المنهج المتداول بينهم في اجتهاداتهم واستنباط فتاواهم ، بلا فرق.

فيخصّصون عمومات القرآن بمخصّصاته ويقيدون مطلقاته بمقيّداته ، ويجعلون الآيات المحكمة المبيّنة قرينة على بيان المقصود من مجملاتها.

نعم يتعبدون بالنصوص الصادرة عن أهل البيت عليهم السلام في تفسير متشابهات‏ الآيات ، بل في جميع الآيات القرآنية ، ما لم تعارضها تعارضا مستقرّا ، إذا صحت أسنادها وطرقها وتمّت شرائط حجيتها ودلالتها. وذلك لما ثبت عندهم بالنصوص المتواترة القطعية أنّ الأئمّة المعصومين عليهم السلام هم الراسخون في العلم ، والعالمون بتأويل القرآن وتفسيره ، والكاشفون عن حقائقه.