أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-7-2022
1998
التاريخ: 31-3-2021
3000
التاريخ: 2-1-2021
4340
التاريخ: 2023-04-02
1643
|
قال (عليه السلام) : (لو رأى العبد الأجل ومصيره لأبغض الأمل وغروره) .
يتضح من خلال استعراض كلمات الإمام (عليه السلام) واستفهام معانيها واستجلاء مقاصدها انها نابعة من قلب عطوف مشفق يحب الناس ويسعهم ويود لهم ما يوده كل لنفسه ولكنه يتحرك بعيدا عن الانانيات الطبيعية المتحكمة في الإنسان ، فالأمام (عليه السلام) يتعامل معاملة الوالد ، المعلم ، المربي ، القائد ، المحاسب ، المسؤول ، الذي ينطلق من موقع الاهتمام المباشر بالأمر ولم يتعامل اطلاقا كإنسان مجرد وبعيد عن هذه الأحاسيس والمشاعر النبيلة ، وكانت هذه الحكمة من إحدى الادلة على ذلك إذ قد تكرر منه تكرارا ومرارا وفي مناسبات عديدة نصحه وحثه واهتمامه على ان لا ينساق الإنسان مع الامل والحرص والركون للدنيا بل عليه ان يحاذر ويناور ويحترز فيها لأنها سرعان ما تتغير وتتحول فيبقى المتعلق بها كالواقف في جزيرة صغيرة وسط البحر الخضم المواج الضخم لا ساحل ينجيه ولا منطاد ينتشله ولا يد تخلصه مما هو فيه.
فعلى العاقل ان يحكم امره جيدا ويفكر في عاقبه انجراره للدنيا وما يؤول إليه مصيره في الاخرة ، فإن الدنيا وما فيها من إغراءات وإقبالات وتوجهات توقع الإنسان في حبال الامل ببقائها – انما هي – زائلة ، ويختزن في داخلها من عوامل التبدل والتغير ما يجعل الإنسان اللبيب حائرا مبهوتا في سرعة التحول وتبدل الولاءات ، فبينا هي مقبلة على احد ، وإذا بها مدبرة مولية عنه.
فالإمام (عليه السلام) يدعو لأخذ العظة والعبرة من الموت وما بعده من قبر واهوال وحساب ومسائلة دقيقة ومصير مجهول وحالة ترقب ورجاء للشفاعة ، كل ذلك مما يجعل الإنسان من عمال الآخرة الاكفاء غير المضيعين جهودهم وأوقاتهم على شيء يعود عليه بالخسارة والندم ، بل يكونون من المبغضين لكل ما ورطهم في الابتعاد عن الخط السليم ، وأساس ذلك طبعا الأمل البغيض ببقاء الدنيا والعمل بما تمليه من مواقف غير متوازنة مما يحكم عليه بالفشل والخيبة.
ولا يفهم من هذا سلبية الموقف من الدنيا بل مرحبا بها ما دامت مزرعة للآخرة ، وما دامت فرصة لاكتساب الفضائل ، واقتناص الفرص مزرعة للآخرة، وما دامت فرصة لاكتساب الفضائل ، واقتناص الفرص الصالحة ، لإحراز المراتب العالمية المتقدمة في الاخرة ، وما دامت زادا ليوم يلقى الإنسان فيها ما عمل حرفيا ومن دون ما ظلم او تحريف.
وبطبيعة الحال العكس صحيح فالمقاطعة والرفض التام وكل عبارات الشجب والتأنيب لها ان كانت مصدر توريط للإنسان ، فهي سلاح ذو حدين يمكن كل احد الاستفادة منه ولكن بعد استيعاب التعليمات ومعرفتها جيدا.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|