أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-12-25
221
التاريخ: 22-4-2019
2184
التاريخ: 20-1-2021
2484
التاريخ: 18-7-2021
2490
|
قال (عليه السلام) : لقد علق بنياط هذا الإنسان بضعة هي أعجب ما فيه (1)، وذلك القلب، وله مواد من الحكمة وأضداد من خلافها، فإن سنح (2) له الرجاء أذله الطمع ، وان هاج به الطمع أهلكه الحرص(3)، وان ملكه اليأس قتله الأسف ، وان عرض له الغضب أشتد به الغيظ (4) وان اسعده الرضى نسي التحفظ ، وان غالبه (5) الخوف شغله الحذر، وان اتسع له الامن استلبته الغرة (6) ، وان اصابته مصيبة فضحه الجزع ، وان افاد مالا أطغاه الغنى ، وان عضته الفاقة شغله البلاء ، وان جهده الجوع قعد به الضعف ، وان أفرط به الشبع كظته البطنة(7)، فكل تقصير به مضر، وكل إفراط له مفسد.
بيان لانطواء الإنسان على صفات متضادة ، حيث لديه العقل، كما عنده العاطفة ، فلابد ان يحفظ التوازن بينهما ، لئلا تؤثر عليه صفة سلبية ، فتميل به عن الصواب ، فإنه مختار في تصرفاته ، وعليه اختيار الأليق به ، كفرد يتميز بعقله وطاقاته التي أودعها الله تعالى فيه ، مما يتيح له فرصة الانطلاق لتحقيق الكثير من المنجزات المثمرة على صعيدي الفرد والمجتمع ، ليفيد هو وغيره من إمكانياته المتجددة ، ليتاح له تقديم الأفضل وتصحيح الاخطاء السابقة ، بما يلزمه بملاحقة تصرفاته وقبول نقد الاخرين لها، فلا يجعلها أعلى من ان تنتقد، بل هو كغيره له ما يصيبه يصح منه فعله او قوله ، والعكس صحيح ايضا ، لذا قد عرض (عليه السلام) للعناصر الاولية الاساس في تكوين قناعات الإنسان وما يستتبعها من تصرفات ، وهي :
1- الحكمة ، باعتبارها تمنع عن الجهل (8).
2- وعكسها مما يعد من حالات الجهل كالطيش وسائر التصرفات التي لا تليق بالعاقل.
ثم بين (عليه السلام) تطبيقا يوضح كون الإنسان مما ينقاد للعقل احيانا فيظهر ذلك من خلال الرجاء والرضا والاطمئنان النفسي والرغبة في تحصيل المال بوجوهه المشروعة ، واخرى يسيطر عليه الجهل ، من خلال الطمع والحرص واليأس والأسف والعصب والغيظ والخوف والغرور والجزع والبطر والشره ، مما يبعده عن الاستقامة بوصفها الحل الامثل لمشكلات عديدة ، ولم يرق بديلها إلى مستواها ليحل محلها، لذا فمن الضروري تعويد النفس على مقررات العقل، ومحاولة التطبع عليها حتى تتحول إلى طبع ملازم للإنسان ، فيصلح وضعه ، و يترشد قوله وفعله ، وبعكسه تكون المزلقة والنهاية لوجوده المعنوي الذي يؤمل من خلاله النهوض بمسئوليته كعضو صالح في مجتمعه ، الامر الذي يحتم الابتعاد عما يكشف عن تأثير الجهل في الإنسان.
فالدعوة إلى تغليب حالة الرشد والوعي وإدراك الأفضل وتشخيص الاحسن ، مع التصميم على نبذ ما عداها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نياط : عرق به القلب، قيل : انها خيوط عضلية تدعى الحبال الوترية تتصل بدورها بواسطة عضلات خاصة توجد في جدار البطين يسمح بمرور الدم من الأذين الأيسر إلى البطين الايسر ويمنع عودته بالعكس ، أو أنها الوتين ، ظ العين 3/164 ، فإن الوتين : عرق ملازم للقلب يسقيه ، ظ مقاييس اللغة 6/84 ، وإذا انقطع مات صاحبه ،ظ النهاية 5/150 بضعة : قطعة من اللحم.
(2) سنح : عرض.
(3) الحرص : الجشع والإفراط في الرغبة.
(4) الغيظ : أشد الغضب.
(5) غالبه : إذا أخذه الشيء من حيث لم يدر.
(6) اسلبته الغرة : اختلسته الغفلة.
(7) كظته البطنة ، بهضه وأجهده الإمتلاء الشديد من الطعام.
(8) ظ/ مقاييس اللغة 2/91.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
استمرار توافد مختلف الشخصيات والوفود لتهنئة الأمين العام للعتبة العباسية بمناسبة إعادة تعيينه
|
|
|