أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-3-2021
![]()
التاريخ: 29-4-2021
![]()
التاريخ: 12-8-2020
![]()
التاريخ: 25-2-2022
![]() |
قال (عليه السلام) : (ان أخسر الناس صفقة ، وأخيبهم سعيا ، رجل أخلق(1) بدنه في طلب آماله ، ولم تساعده المقادير على إرادته ، فخرج من الدنيا بحسرته ، وقدم على الآخرة بتبعته).
الدعوة إلى التوازن في الإقبال على الدنيا ، وعدم مقاطعة الدين ، لما يسببه ذلك من مشكلات في الاخرة ، وبحسب الموازين العقلانية المتبعة يلزم التوقي من جميع الامور التي تكون خسارتها أعظم ، وسلبياتها أكثر ، لذا يلزم التعامل بدقة ، وعدم التورط بشيء ينتج ما يندم عليه العاقل، لأن ذلك مؤشر إما على انعدام الوعي ، أو التغافل عن نداء التحذير، وكلاهما مما يسجل ضد صاحبه ، فإن المفروض توقي العاقل من مظنون المخاطر فضلا عن مؤكدها ومتيقنها فعدم المبالاة تنبئ عن خلل كبير ، بحاجة إلى تصحيح ، وهذا ما دعاه (عليه السلام) إلى التوعية المبكرة ، لئلا يتزايد عدد الخاسرين ، في الوقت الذي يمكن تفادي الخسارة ، والعمل على تقليص حجم الانتشار ، من خلال التثقيف على إمكانية ان يحيا في الدنيا ، وهو ملتفت إلى زوالها وانقضاء مدتها ، والتحول عنها إلى محل آخر ، ليقدم للأشخاص كشوفات بممارساتهم كافة {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [النحل : 111] ، فيمارس نشاطه ، من خلال إمكانياته المتاحة ، في الحدود المباحة ، دون ضغط او توجيه ، ليملأ الفراغات كافة ، حيث يحتاج وجوده الدنيوي إلى عمل ، كما الاخروي ، فلا يميل لجانب على حساب الاخر.
وهذا نقد هادف لما يعمله البعض من تحقيق طموحاته الدنيوية ، مع اهماله لما بعدها ، بحيث يتوحد في تفكيره وعمله للدنيا ، ويتناسى ما ينتظره، من الرحيل العاجل ، فلا يستمتع طويلا ، ولا يأخذ من مقتنياته شيئا ، فيجتمع عليه في يوم القيامة امرأن : تحسره وأسفه ، وتحمل مسئولية الجواب والكشف الحسابي عن المصدر الممول وطريقه الصرف ، بينما هو قادر على استثمار ذلك كله بحيث يستهلكه في ما ينفعه ، دنيويا واخرويا ، وهذه هي الحذاقة والفهم ، إذ لا يراد منه ان يتخلى عن مشتهياته، بل ينظمها وفقا لثوابت الحق ، ويبرمجها مع معايير الانسانية ، دون ان يتصور التضارب بينهما.
كما أوصى (عليه السلام) بأن لا يكد الإنسان بدنه ، لأنه أول المتضررين ، إذ من المؤكد عدم القدرة على الإحاطة بما في الدنيا ، من مال او سواه ، فلابد من تقييم الحالة ، ليكتشف بنفسه انه يعيش مدة ثم ليغادر الحياة الدنيا ، ليموت فتبدأ حياة اخرى ، يحتاج إلى التكيف مع اجوائها وأوضاعها ، ولا يصح منه مطلقا التجاهل والتغافل ، كونه لا يقدر على رفض الانتقال، سواء آمن ام جحد، فعليه الاستعداد.
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) أي اتعبه وكده.
|
|
مقاومة الأنسولين.. أعراض خفية ومضاعفات خطيرة
|
|
|
|
|
أمل جديد في علاج ألزهايمر.. اكتشاف إنزيم جديد يساهم في التدهور المعرفي ؟
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تقيم ندوة علمية عن روايات كتاب نهج البلاغة
|
|
|