أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-05-2015
![]()
التاريخ: 13-11-2014
![]()
التاريخ: 17-7-2016
![]()
التاريخ: 26-11-2015
![]() |
ربما كان أبرز تسويغ تلوذ به هذه المدرسة،
أنّ هذه المعارف تستعصي بطبعها على قوالب الألفاظ وعلى المفاهيم والأطر الفكرية
المتداولة في لغة النظر العقلي، لأنّها عبارة عن معاينة وملامسة ومعايشة مباشرة
وكينونة وجودية فعلية يحياها صاحبها من دون واسطة، تماما «كالعلم بحلاوة العسل
ومرارة الصبر ولذة الجماع والعشق والوجد والشوق ... فهذه علوم من المحال أن يعلمها
أحد إلّا بأن يتصف بها ويذوقها» (1) . ومن هنا سمّيت ذوقية،
لا لأنّها تخضع للذوق والمزاج ولا ينتظمها ناظم كما ظن بعض.
هذه الشكوى من ضيق اللغة وقصور وعائها عن
استيعاب المعاني والتعبير عنها باللغة المألوفة، هي شكوى قديمة، وإلى ذلك لا تزال
تسري بين المعاصرين.
وبتعبير النفري محمد بن عبد الجبار : «كلّما
اتسعت الرؤية ضاقت العبارة» (2) ، وبحسب ابن عربي أنّ
علم الأسرار لو «أخذته العبارة سمج واعتاص على الأفهام دركه وخشن، وربما مجّته
العقول الضعيفة المتعصّبة ... ولهذا صاحب العلم كثيرا ما يوصله إلى الأفهام بضرب
الأمثلة والمخاطبات الشعرية» (3) . ومن المعاصرين يذهب الطباطبائي إلى
أنّ الإدراك الذوقي والشهودي نادر في الحياة الإنسانية ، وأنّ :
«الإنسان الذي يريد أن يبيّن معلومات هذا
الإدراك الذوقي عن طريق آخر هو الفكر، سيكون حاله تماما كحال من يريد أن يعرّف
مجموعة من الألوان المختلفة لمولود أعمى بواسطة القوّة السامعة. لذا فإنّ من يريد
أن يضع المعاني الشهودية في قالب الألفاظ يكون مثله تماما كمثل الذي ينقل الماء
بالغربال من مكان لآخر» (4).
أمّا الإمام الخميني فيشير إلى المعضل ذاته،
ويزيد عليه بأنّ من يتكلّم من العرفاء، ويسعى إلى صبّ مشاهداته وكشوفاته في إطار
اللغة وفي قالب الاصطلاحات والألفاظ، فإنّما يفعل ذلك بدافع الرأفة بالناس والرغبة
في فتح قلوبهم إلى عالم الذكر وإشراكهم فيما ذاقه العرفاء، وإلّا ما من عائدة ترجع
إليهم من وراء ذلك : «فالعرفاء الكمّل لما شهدوا ذلك ذوقا ووجدوا شهودا، وضعوا لما
شهدوا اصطلاحات وصنعوا لما وجدوا عبارات، لجلب قلوب المتعلّمين إلى عالم الذكر
الحكيم، وتنبيه الغافلين وتيقيظ الراقدين، لكمال رأفتهم بهم ورحمتهم عليهم. وإلّا
فالمشاهدات العرفانية والذوقيات الوجدانية غير ممكن الإظهار بالحقيقة، والاصطلاحات
والألفاظ والعبارات للمتعلّمين طريق الصواب، وللكاملين حجاب في حجاب» (5).
______________________________
(1)- الفتوحات المكية : 31.
(2)- المواقف : 51، نقلا عن فلسفة التأويل :
269.
(3)- الفتوحات المكّية 1 : 33.
(4)- مقالات تأسيسية في الفكر الإسلامي :
68- 69.
(5)- مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية :
36.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|