السياسات الإسكانية وعلاقتها بمشكلة السكن

اختلفت السياسات الإسكانية الموضوعة لحل مشكلة السكن إلا إنها جميعا أخفقت في حل هذه المشكلة أو جاءت بحلول مؤقتة لها والسبب الرئيس وراء ذلك هي ان هذه السياسات لم تعبر عن رؤية واضحة لواقع هذه المشكلة وتحتل مشكلة السكن او الاسكان اليوم مساحة ملموسة من اقتصاديات الدول. فعلى سبيل المثال كانت المبالغ المصروفة لحل جزء من هذه المشكلة في العراق للأعوام 1977- 1978  قد شكلت 2.11%  من الدخل النفطي العراقي لهذه السنوات . فكان على الجهات التخطيطية المسؤولة عن رسم السياسة الاسكانية ان تحدد اسباب مشكلة السكن بدقة قبل الخوض في وضع هذه السياسات لأن المشكلة ليست في ايجاد سياسات اسكانية عالية المستوى ولا في  ضعف الموارد المالية المخصصة لتنفيذ هذه السياسات وانما هي في تحليل مشكلة السكن من خلال بناء أنموذج أسكاني له القدرة على اعطاء فكرة واضحة عن واقع هذه المشكلة ، ومن ثم تحديد الإطار العام الذي يكون مدخلاً الى رسم السياسة الاسكانية التي تخرج بأنموذج اسكاني له القدرة على بناء سياسة اسكانية في حل مشكلة السكن بشكل فعال وتعاني مختلف الدول من ضياع الاموال والجهود والوقت عند تنفيذها للسياسات الإسكانية الموضوعة على اساس الفكر التخطيطي لا على اساس النماذج التخطيطية المستقاة من الواقع ، صحيح أن  هذا الفكر نجح في تعريف مشكلة السكن الا انه لم يحاول تحليل هذه المشكلة.