أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-03
457
التاريخ: 10-4-2018
1814
التاريخ: 21-11-2021
2155
التاريخ: 21-9-2018
2052
|
ليس في مقدور أي نشاط أن يقرب بين فردين أكثر مما يمكن للمشروع ذي الاهداف النبيلة ، او بمعنى ادق تنظيم وتنفيذ مشروع خيري بمجهوداتك الشخصية ، وتلك الاستراتيجية تستحق ان توليها عظيم الاهتمام. هناك العديد من الازواج في غاية الكرم ويقومون بالمساهمة بصفة مستمرة في المشاريع ذات الاهداف النبيلة وذلك بالجهود الذاتية ، او يقومون بمساعدة المشاريع التابعة للهيئات الدينية ، او يتطوعون بالعمل الخيري ، الا ان نسبة قليلة من الازواج سوف يشاركونه معاً للمساهمة في وضع مشاريع بجهودهم ويستمتعون بالمشاعر السعيدة للعطاء السمح الخالص. إن أثر تلك الافعال الخيرية على علاقتك جلي ودائم ، وسوف تنشأ صداقة حميمة بينكما ويزداد امتنانكما للهبات التي تتقاسمانها وسيتعمق فهمكما بشكل يجعلكما تتجاهلان الاستفزازات البسيطة والتي قد تتخذ حجما أكبر من حقيقتها .
بسبب اضطراب الحياة اليومية فمن السهل ان تقع أسير أقوالك وأن تصبح مستاءً ومحبطا بسبب متطلبات الحيلة. حقيقة لا جدال فيها ان الحياة تبعث الشعور بالإحباط وبصورة طاغية وغامرة في بعض الاوقات ، الا انه يماثلها واقعية وتأثيراً قيامك بأي عمل لمساعدة الاخرين أو القيام بعمل ذي هدف نبيل يساعد على تقليل مشاعر الاحباط . عندما تركز انتباهك على ((عمل الخير)) وتصرف قليلا من وقتك وجهدك في شيء آخر غير ((صغائر امور حياتك)) ، اننا بهذا نوالي تذكير أنفسنا ان في الحياة أموراً كثيرة واضحة للعيان ، وعليه فان مشاكلنا وخاصة الصغيرة منها يمكن وضعها في حجمها الصحيح. ولكن الاكثر من هذا انه يتيح لنا ان ننعم بالإحساس الرائع للعطاء ، او نرى المشاريع وقد تحققت وشارفت على الاكتمال – وان تلك الاعمال تعود بالنفع العميق ولا تنبع من الانانية ، وانها لا علاقة لها (( بنا )) او بأسلوب الحياة اليومي.
كان أول مشروع خيري قمنا به سوياً هو حملة توفير الغذاء الاساسي والتي اعددنا لها عند تواجدنا في رحلة الى الهند ، ولقد نبهتنا المعاناة التي كنا نراها كم اننا محظوظون بسبب توافر جميع احتياجاتنا الاساسية وكان توفر الغذاء احد تلك الاحتياجات ، كما انه نبهنا الى حاجة العديد من الافراد في موطننا ليد المساعدة . وبالرغم من اعتيادنا على التبرع بالأموال والطعام للعديد من المنظمات الحسنة السمعة ، فإننا لم نخطط أبداً لنتائج أعمالنا. وعلى الرغم من ان مشروعنا كان صغيراً جداً في حقيقته وطبقاً لأي معيار ، وكان ذا طبيعة غير معقدة ، فانه اتضح ان تخطيطنا لهذا المشروع كان لحظة مهمة في حياتنا ، ومنذ ذلك الوقت قمنا بتكريس حياتنا لتقديم الخير والخدمات. ولقد شاهدنا بأعيننا كم هو سهل للغاية ان نقدم الخدمات للآخرين وكيف ادخلت تلك الخدمات السعادة لحياتنا وعلاقتنا.
ومن أحد الاقوال المأثورة : (( لا نستطيع القيام بأعمال عظيمة على هذه الارض ، ولكن يمكننا ان نعمل اشياء صغيرة بحب عظيم )) . وهذا يعكس الايمان الراسخ بمشاعر الحب للآخرين.
وكل ما قمنا به في البداية هو اننا ارسلنا خطابا يمس القلب للجميع ، وتقريبا لكل الذين نعرفهم ويسكنون في نطاق منطقتنا ، ونطلب منهم ان يتبرعوا بملء حقيبة مشتروات من الطعام غير سريع الفساد . وكنا نرى ان الطلب عندما يأتي من الاصدقاء سيكون له واقعا اكثر مما لو صدر من شخص غريب – كنا نتصل بهم هاتفيا عقب ارسال كل خطاب ونطلب من الجميع ان يوجهوا دعوة لجيرانهم للمساهمة معنا. لقد جعلنا الامر سهلا على الجميع لدرجة يستحيل معها الا يساهموا معنا ، ثم اخترنا يوما بالتحديد واستأجرنا عربة نقل كبيرة وطلبنا من جميع الاصدقاء ان يتركوا مساهمتهم امام منازلهم صبيحة اليوم المحدد ، وكنا قد اتصلنا بالجميع قبل الموعد المحدد بيومين من اجل تذكيرهم ليدعوا جيرانهم للمشاركة وترك مساهماتهم امام منازل اصدقائنا .
لقد كانت الاستجابة ايجابية بصورة غامرة وغير متوقعة ، حيث ساهم جميع اصدقائنا – وليس هذا فحسب – بل واقنعوا عددا كبيرا من جيرانهم بالمساهمة معنا. لقد كنا نجد عشر او اثنتي عشرة حقيبة كبيرة مملوءة بالطعام امام المنازل وليس مجرد حقيبة او اثنين ، وبدا الامر كما لو ان الجميع قد ساهموا في حملة مصغرة لجمع الغذاء من تنظيمهم ، ثم قمنا بتجميعها جميعا وتوصيلها. بالإضافة لهذا فلقد ارسل الينا العديد من الافراد بطاقات جميلة ، وملاحظات توجه لنا الشكر على مجهوداتنا ، ويقولون ان الفكرة الرائعة. لقد استغرق جمع تلك الحقائب يوما بأكمله وملأنا الشاحنة عن آخرها بأكوام الطعام ثم سلمناها الى مؤسسة دينية تتولى عملية توزيع الطعام على المحتاجين وابدى القائمون على المؤسسة جزيل امتنانهم لان ذلك يعد من اكبر واعظم التبرعات التي تسلموها من الافراد العاديين ، ان معرفتنا ان الطعام سيصل الى من يحتاجه بالفعل زودنا بإحساس غامر بالرضا عن الذات وهو شعور لم يحس به اي منا من قبل. كنا ندرك انه لو تكللت جهودنا عن تجميع ولو مجرد حقيبة طعام واحدة لكان هذا يستحق كل الجهود التي بذلناها. والامر المهم في هذا المشروع لم يكن مقدار ما جمعناه من طعام بقدر ما كان مقدار الخير الذي لمسناه عن كثب .
وفي اليوم التالي بعثنا بخطابات شكر لكل من ساهم معنا ، واطلعناهم على نجاح المشروع وكيف اننا ازددنا تمسكا بالمشروع وتفضيلا له . نحن لا نستطيع ان نقيس مدى التأثير الذي احدثه مشروعنا على الآخرين ، لكن احساسنا ينبؤنا ان هناك العيد من الافراد الذين سيبدؤون في التفكير في الوسائل التي يمكنهم بها ان يقدموا العون اكثر للمجتمع – على ما يبدو فانه عندما تزرع بذرة فانه في الغالب يتبعها حدوث سلسلة من الاعمال الايجابية . وسواء كان تأثير مشروعنا على اصدقائنا ومعارفنا وجيراننا تأثيرا ثانويا ، فإننا نوقن أن الوقت الذي أمضيناه في تنظيم مشروعنا كان له أثر ايجابي على علاقتنا . وما زال تأثيره قائماً حتى يومنا هذا.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاب الفلسفة الغربية برؤية الشيخ مرتضى مطهري
|
|
|