الوظيفة الدينية:

تعد الوظيفة الدينية من اهم الوظائف التي تمارسها المدن ولاسيما تلك التي نشأت لأسباب دينية، اذ تعد من المدن المقدسة من قبل الناس لأنها تمس الناحية الروحية والعقلية لديهم، لذا كثيراً ما تجذب هذه المدن الحجاج من مختلف المناطق. تتواجد المدن الدينية في مناطق مختلفة في العالم مثل مدن نبارس – الله اباد في الهند و (اسا) في اليابان، ومكة المكرمة والقدس في الشرق الاوسط، والقيروان في تونس وفاس في مراكش وطنطا في مصر وكربلاء والنجف في العراق وقم ومشهد في ايران. ترتبط الحياة في المدن الدينية بمواسم الحج او الزيارة، حيث يتوافد اليها اعداد كبيرة من البشر من بقاع مختلفة وعليها ان تتأهب لاستقبال هذه الاعداد فتوفر لهم الاقامة والطعام والماء وتدبر وسائل الانتقال وتتيح لهم ممارسة الشعائر بسهولة، ولذلك تأتي اهمية هذه الوظيفة في المدينة كونها تعمل على تنشيط الحركة التجارية فيها من خلال ارتفاع مستوى مبيعات المحلات التجارية من السلع والبضائع الى الزائرين او الحجاج، اضافة الى ارتفاع ايجارات الشقق السكنية او الفنادق الموجودة في المدينة ويأتي هذا الارتفاع نتيجة لضخامة اعداد الزائرين او الحجاج وبالقدر الذي يجعلها غير قادرة على استيعاب اعدادهم الكبيرة، كل ذلك ادى الى انتعاش المدينة من الناحية الاقتصادية وبالتالي تصبح جاذبة ومستقطبة لليد العاملة التي غالباً ما تكون قادمة من الاقليم للعمل في المدينة اثناء المناسبات الدينية. وتعد الوظيفة الدينية من الوظائف الاقليمية المهمة اذ تتجاوز اهميتها حدود المدينة وحدود اقليمها الاداري وحدود المحافظات القريبة منها والبعيدة عنها وقد تصل الى ابعد من ذلك لتشمل الدول العربية والاسلامية لتكون بذلك اقليماً عالمياً، ويعبر عن تلك الاهمية بعدد الزوار والحجاج الدائميين او الموسميين. وخير مثال على تلك المدن مكة المكرمة والقدس الشريف وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف وقم ومشهد المقدستين.