أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2016
10628
التاريخ: 19-11-2015
8516
التاريخ: 14-2-2016
14422
التاريخ: 17-12-2015
10829
|
مصبا- الديوان : جريدة الحساب ، ثمّ اطلق على الحساب ثمّ اطلق على
موضع الحساب ، وهو معرّب والأصل دوّان ، والجمع دواوين والتصغير دويوين ، ودوّنت
الديوان : وضعته وجمعته. وهذا دون ذلك على الظرف أي أقرب منه ، وشيء من دون أي
حقير ساقط ، ورجل من دون هذا : أكثر كلام العرب ، وقد تحذف من وتجعل دون نعتا ، ولا
يشتقّ منه فعل.
مقا-
دون- أصل واحد يدلّ على المداناة والمقاربة ، يقال هذا دون ذاك ، أو هو أقرب منه.
وإذا أردت تحقيره قلت دوين ، ولا يشتقّ منه فعل. ويقال في الإغراء : دونكه أي خذه
، أقرب منه وقرّبه منك. ويقولون أمر دون وثوب دون أي قريب القيمة. قال القتيبي :
دان يدون دونا إذا ضعف. وأدين إدانة. وهو عنده من الشيء الدون أي الهيّن ، فان
كان صحيحا فقياسه ما ذكرناه.
التهذيب
14/ 180- قال الليث : يقال زيد دونك أي هو أحسن منك في الحسب ، وكذلك الدون يكون
صفة ويكون نعتا على هذا المعنى ، ولا يشتقّ منه فعل ، ويقال هذا دون ذلك في
التقريب والتحقير ، فالتحقير منه مرفوع ، والتقريب منصوب لأنّه صفته. ويقال دونك
زيد في المنزلة والقرب والبعد عن الفرّاء : دون يكون بمعنى على ، وتكون بمعنى بعد
، وتكون بمعنى عند ، وتكون إغراء ، ويكون بمعنى أقلّ من ذا وأنقض من ذا ، ودون يكون
خسيسا.
لسا-
دون : نقيض فوق ، وهو تقصير عن الغاية ، ويكون ظرفا والدون : الحقير الخسيس.
والتحقيق
أنّ
الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الغيريّة مع التسفّل ، أي مغايرة شيء مع
تسفّله. وبمناسبة هذا المعنى يفهم منها القرب والحقارة والخسّة والضعف والهوان
والظرفيّة في مقابل فوق.
وأمّا
مفاهيم- عند ، بعد ، أقل ، أنقض : فباعتبار القرب والتأخّر والتسفّل رتبة أو
كمّيّة أو كيفيّة.
وأمّا
كلمة- دونكه : فالفعل محذوف ، أي خذ ما هو دونك أو قرّبه ويؤيّد هذا الأصل :
موادّ- دنى ، دنو ، دنأ ، دين.
فظهر
أنّ معاني- المقاربة والمداناة والحقارة والنقص ونظائرها :
ليست من
الحقيقة ، بل تستعمل المادّة فيها تسامحا ومجازا ، فهي من لوازم الأصل الّذى
ذكرناه ، فلا بدّ من ملاحظة قيوده.
وهذه
الخصوصيّة ملحوظة في جميع الموارد المستعملة فيها المادّة في القرآن الكريم- {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ
دُونِ اللَّهِ...} [الأعراف : 194] ، {أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ...} [آل عمران : 64] ، {مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ ...} [يونس : 66] ، {مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً...} [مريم : 81] ، {ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ...} [يونس : 104] ، {مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا...} [النساء : 123] ، {مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا...} [العنكبوت : 17] ، {مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ...} [النجم : 58] ، {مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ} [الفرقان : 18] ... ، . {مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ...} [النحل : 35] ، {مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ...} [الزمر : 15] ، {مِنْ دُونِي وَكِيلًا...} [الإسراء : 2] ، {مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا...} [الكهف : 93] ، {مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ...} [القصص : 23] . {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ
شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ} [الأعراف : 81] - فانّ الرجال من لحاظ هذا
الموضوع في المرتبة النازلة بل انّهم لم يخلقوا الاستمتاع.
{إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ
الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} [البقرة : 94] - {أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ
النَّاسِ}
[الجمعة : 6] - في مقام تحقيرهم وتنقيصهم بالنسبة الى الناس ، فانّ الآيتين من قول
اللّه العزيز.
{ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ
نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً
لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ } [الأحزاب : 50] - جملة {إِنْ وَهَبَتْ الى يستنكها }: معترضة وقوله خالصة حال من المرأة ، وليس فيه عدولا من
الغيبة الى الخطاب ، فانّ المقام للخطاب ، ومرجع الحال اليه-. {إِنّٰا أحللنا لَكَ أزواجك.... } {وامْرَأَةً مُؤْمِنَةً }. ولمّا كانت صفة الاستنكاح
وارادته عملا دنيويّا ومن التمايلات
النفسانيّة
ظاهرا : فأراد تعالى تجليل مقام الايمان وتعظيم مرتبة المؤمن من جهة أي مانه وبلحاظه ، فعبّر بكلمة دون المؤمنين. فهذا
التعبير فيه اشارة الى أنّ هذه الخالصة ليست بخاصّة كماليّة روحانيّة في نفسها
توجب مزيد شرف وعلوّ مقام ، بل هي دون مرتبة الايمان ، وانّما أعطيت للنبي (صلى
الله عليه واله) لمصالح خاصّة وجهات منظورة.
فظهر
لطف التعبير بهذه المادّة في موارد استعمالها.
فلا
تغفل عن خصوصيّة المادّة في أي مورد استعملت فيه في القرآن الكريم وأمّا التدوين :
فالظاهر انّه مشتقّ انتزاعىّ من الديوان ، وهو امّا معرّب من الفارسيّة ، أو عربي.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|