أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-7-2021
2256
التاريخ: 15-6-2021
1837
التاريخ: 12-11-2020
2414
التاريخ: 1-8-2021
2219
|
تصنيفاتها:
إنّ أوَّلَ نظام صناعي عرفه المجتمع البشري هو نظام الطوائف الحرفية، (The Guild System) الذي كان شائعاً في منطقة الشرق العربي والقارة الأوربية خلال القرون الوسطى، وهذا النظام يقضي بتصنيف المهن على أقسام مختلفة ،تبعاً لطبيعة السلعة التي تتخصص بإنتاجها. وكلُّ جماعةٌ حرفية من العمال تمارس إنتاج سلعةٍ معينة تقع ضمن اختصاصها الوظيفي، وتتمتع بمزايا ممارسة الحرفة واحتكارها لصالحها. والعمل الحرفي هذا كان يمارس في دكاكين أو ورش عمل خاصة.
أمّا القوّة المحّركة للعمل الحرفي فهي القوة اليدوية، وبعد انقراض نظام الطوائف الحرفية ،حلَّ محلَّه نظام الصناعات المنزلية أو المحلية
Domestic Industrial System)) غير أنّ بعض آثار نظام الطوائف الحرفية ما تزال باقية في الكثير من الصناعات اليدوية .إنَّ (الطائفة الحرفية) تعني منظمة عمالية تمارس حرفة معينة ،كحرفة النجارة والحدادة والغزل والحياكة والصباغة وصناعة الذهب والفضة… الخ ، وممارسة الحرفة تكون تحت إشراف ورقابة الطائفة وقادتها. أما نظام الصناعات المنزلية الذي كان يمنح للعوائل المجال لممارسة مهنة الصناعة اليدوية في بيوتها. وقد وجد هذا النظام من الصناعة في مرحلة ما قبل التصنيع ، أيْ خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر. وللصناعة الحديثة (Modrean Industry ) اليوم مفاهيم مركبة جديدة ، دخلت بعد الثورة الصناعية ، وأخذت تتنوع مجالاتها بسبب التعقيد الصناعي ، من حيث المدخلات والمخرجات وما يتم بينهما ، إذ ما علمنا أنّها تنحصر في مجالات تحويلية وتجميعية وتحليلية واستخراجية.
فالصناعة بالمفهوم الأمريكي مثلاً تقتصر على ما هو معروف بالصناعة التحويلية (Manufacturing Industry) التي تتضمن معالجة المواد الخام لزيادة قيمتها، ولجعلها أكثر ملائمة لإشباع حاجات الإنسان ورغباته.
وكذلك نجد أنّ بعض الأقطار قد تجمع بين الحرف الصناعية والصناعات الآلية تحت عنوان الصناعة (Industry). وتعرّف منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية( UNIDO)،مصطلح الصناعة التحويلية (Manufacture Industry) بأنها التحويل الميكانيكي أو الكيمياوي للمواد العضوية وغير العضوية الى مواد أخرى جديدة ، سواء تَّمت هذه العملية بواسطة المكائن أم يدوياً، وسواء تَّمت في المصانع أم في البيوت ، وسواء بيعت منتجاتها بالجملة أم بالمفرد.
وبما أنّ منتجات الصناعات الحرفية تُصنع على الغالب في وحدات إنتاجية ضيقة النطاق، لا تتجاوز حدود منزل الحرفي في أغلب الأحيان، أو ما شابه من أماكن صغيرة، فهنا لابّد من الإشارة الى الصناعات الصغيرة، إذ تتوزع، في كثير من دول العالم، شركات أو مؤسسات صناعية تحمل مفهوماً متداولاً هو الصناعات الصغيرة الحجم (Small – Scale Industry)، ولكن لكلّ بلدٍ في العالم معياره الخاصّ في تصنيف وتحديد صناعاته، وهذا الاختلاف ناشئ بطبيعته من سياسات التصنيع بين الدول، بحيث تحدَّد صناعة معينة بأنها صغيرة ،او متوسطة، أو كبيرة الحجم. وقد يكون التحديد للصناعات حسب حجومها ، لأغراض تنموية، إذ تحاول التسريع في نمو بعض الصناعات لتصبح شركات مثلاً، في ضوء الامتيازات والإعفاءات التي يحقِّقها لها القانون، أو قد تكون لأسباب أخرى تتضمّن عمليات تنظيمية، لتقليل الارتباكات الداخلية التي تنشأ في القطاع الصناعي، إذ تتداخل في مفهوم الصناعات الصغيرة صناعات حرفية أو أسرية أو بيئية، أو قد يكون الهدف الحفاظ على نوع معين من الصناعات له علاقة بحياة الفرد وحاجاته المتعددة وأذواقه المختلفة.
وللتمييز بين مفهوم الصناعات ذات الحجوم المختلفة ، يمكن تصنيفها الى نوعية وكمية، وقد عَّرفتها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) فجاءت بتعريف مفتوح غير محدَّد لمفهوم الصناعات الصغيرة، وتركت للبلدان مسؤولية تقرير ذلك، ولكن أَشارت الى طبيعة هذه الصناعات في كونها وحدات صناعية تمارس إنتاج السلع المصنَّعة أو شبه المصنَّعة، وتتَّسم بصغر حجم استثماراتها، وقلَّة عدد المشتغلين فيها، عند موازنتها بمنشآت ضخمة في موجوداتها الثابتة. وهذه المنشآت تعدّ صغيرة بغضّ النظر عن مستوى وحداتها الإنتاجية، سواء أَكانت بمستوى المصنع الحديث أَم بمستوى وحدات حرفية حديثة أم تقليدية.
أما المفاهيم الكمية فقد وجدت العديد من الدول والهيئات المحلية والدولية أنّ الركون الى المفاهيم الكمية يمكن أن يعطي دقّة في التمييز وسهولة في العمل من الجانب التطبيقي، ولاسيَّما في النواحي الإحصائية والقانونية والمقارنة، ويعتمد في تصنيفه لحجوم الصناعات على مؤشرات متعددة، إمَّا ان تكون على أساس عدد المشتغلين، ورأس المال الثابت، وإمَّا على أقيام الإيرادات أو كمية الإنتاج الصناعي أو القيمة المضافة، ولكن يفضل استخدام المؤشرات التي يمكن حسابُها بسهولة، ويأتي أولها مؤشر عدد المشتغلين في تصنيف الصناعات.
وقد عُرِّفت (الصناعات الصغيرة) في العراق، وفق قانون تنمية الاستثمار وتنظيمه رقم 22 لسنة 1973، بأنَّها: المشروع الذي يكون غرضه الأساس إنتاج سلعة للاستهلاك النهائي، أو إنتاج سلعة استثمارية او وسيطة، تصلح لإنتاج سلعة للاستهلاك النهائي، سواء باستخدام مواد أولية أو شبه أولية أو حاصلات نباتية أو حيوانية أو جميع هذه الأمور.
وتعدّ الصناعات الريفية ضمن الصناعات الصغيرة ،وفق عدد العمال ورأس المال، إذ لا يتجاوز عدد العمال العشرة، ويكون رأس المال ضئيلاً، وإنّ أيّ تطوير بسيط للصناعات الريفية يحِّولها الى صناعات صغيرة متقِّدمة.
وعلى الرَّغم من قدم هذا التصنيف الآتي: فأن الباحثة تتفق معه لأنه مايزال مستعملاً في اغلب الدراسات التي ينصب هدفها في معالجة موضوع الحرف الصناعية والصغيرة ، إذ وضع تصنيف الحرف الصناعية في العراق على الوجه الآتي :
(أ) مجموعة الحرف الصناعية أو (اليدوية) .
(ب) مجموعة الصناعات الخفيفة .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|