ان الاستعمال الامثل للأجسام الكيتونية والاحماض الدهنية الحرة يوفر الجلوكوز من اجل وظائفه الاساسية

تقوم الأجسام الكيتونية والأحماض الدهنية الحرة بتجنيب الجلوكوز (توفيره) من الأكسدة في العضلات، عن طريق إعاقة دخوله إلى الخلية وفسفتته بالهكسوكيناز والفسفوفركتوكيناز ونزع كربوكسيله التأكسدي إلى البيروفات. وتسبب أكسدة الأحماض الدهنية الحرة والآجسام الكيتونية ازديادا فى تركيز السيترات داخل الخلية، الأمر الذي يثبط بدوره الفسفوفركتوكيناز تفارغياً. وتسبب أكسدة هذه الركائز أيضاً ارتفاع نسبة [أسيتيل -CoA] إلى [CoA] ونسبة [ATP] إلى [ADP] ، مثبطة بذلك فاعلية نازعة هيدروجن البيروفات. وتؤكد هذه الملاحظات وغيرها بأنه تجري أكسدة الأسيتوأسيتات في القلب المروى أفضل من أكسدة الأحماض الدهنية الحرة، وهذا يثبت الاستنتاج القائل إنه فى ظروف نقص السكريات يؤكسد الوقود المتوافر وفقاً للتسلسل التالي من حيث الأفضلية:

(1) الأجسام الكيتونية (ومن المحتمل الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة كالأسيتات)؛ (2) الأحماض الدهنية الحرة؛ و(3) الجلوكوز. لكن هذا لا يدل إلى أن أكسدة أي وقود خاص تؤدي إلى الاستبعاد الكلي لأي من أنواع الوقود الأخرى، حيث تجري إعادة استخدام مزيج من أنواع الوقلود المختلفة (الشكل 29-2 ادناه). وهذه الآليات أكثر أهمية في الأنسجة التي تتمتع بسعة مرتفعة من الأكسدة الهوائية للأحماض الدهنية مثل القلب والعضلات ذات النفضة البطيئة، أكثر منها في الأنسجة ذات السعة المنخفضة، مثل العضلات ذات النفضة السريعة.

يعرف مجموع تأثيرات الأحماض الدهنية الحرة في توفير استعمال الجلوكوز في العضلات والقلب، وتأثير التلقيم الراجع للجلوكوز الموفر (من الأكسدة) في تثبيط تحريك الأحماض الدهنية الحرة في النسيج الشحمي، بدورة الجلوكوز والأحماض الدهنية (Glucose-Fatty Acid Cycle). إن الشحميات هي الوقود الأساسي عند ممارسة التمارين الثابتة باعتدال، لكن عند ممارسة التمارين الثابتة بشدة فإنه يصبح أقل كفاية، فتقوم السكريات بدور الوقود الرئيسي حتى يتم استنفاد جليكوجين العضلات. وتحظى مخازن ثلاثي أسيل الجليسرول في الخلايا العضلية بأهمية إضافية لأنها تستطيع بنفسها استخدامه كوقود.