العوامل الطبيعية المؤثرة في قوة الدولة- علاقة المساحة بالاستراتيجية العسكرية- العمق الجغرافي |
2222
06:08 مساءً
التاريخ: 29-12-2021
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2022
1739
التاريخ: 26-5-2022
2148
التاريخ: 28-11-2021
2083
التاريخ: 19-12-2021
3308
|
علاقة المساحة بالاستراتيجية العسكرية
لا شك أن لمساحة الدولة ميزة استراتيجية خاصة وميزات اقتصادية عامة فالدولة ذات المساحة الكبيرة تتصف بمميزات عسكرية تجعل غزوها واحتلها متعب للغاية. مثال ذلك الصين التي حاربت العسكرية اليابانية خلال الثلاثينات من القرن الماضي ونجحت بفعل عوامل مختلفة أهمها مساحتها الكبيرة وخير الأمثلة يعطيه لنا الاتحاد السوفيتي السابق ووقوفه صامدا - بمساحته وحجمه الكبير - أمام غزوة نابليون وغزوة هتلر.
والاستراتيجية العسكرية تدرس الترتيبات الاستراتيجية التي تقوم بها الدولة في أوقات السلم والحرب، والتي تتوافق مع حجم مساحتها، وذلك بهدف حماية إقليمها والحفاظ عليه من أي عدوان خارجي يهدد سلامة ووحدة أراضيها. وتنحصر الترتيبات الاستراتيجية المرتبطة بمساحة الدولة في فكرتين هما:
1- العمق الجغرافي Geographical Depth: وهو يعني عمق النطاق الإقليمي للدولة، ويقاس بالمساقة بين الوسط الهندسي أو الجغرافي الذي يجب أن يشقله مركز صناعة القرار السياسي (العاصمة)، وحدود الدولة أو محيطها الحدودي. ويعبر عنه بنصف قطر مساحة الدولة في شكلها الدائري، وهو في علاقة طردية مع مساحة الدولة في شكلها المندمج ، وللعمق الجغرافي أهمية خاصة في أوقات الحروب، وتظهر هذه الأهمية فيما يسمى بمبدأ الدفاع في العمق Defence in Depth، الذي يقوم على فكرة التنازل عن الأرض لكسب الوقت Selling space to gain time ؛ هو مبدأ يمكن أن يطبق على السواء في الدول الكبيرة المساحة, لكنه لا يكون مفيدا في الدول المتوسطة والصغيرة المساحة، التي لا تتمتع بعمق جغرافي كافي كما اتضح في حالة دولة العراق في حرب الخليج الثالثة عام 2003م، حيث اعتمدت القيادة العراقية في استراتيجيتها العسكرية على مبدأ وتنظيم عسكري دفاعي تقليدي وهو " استراتيجية الدفاع الثابت " ، والنني ننتم من داخل العمق الجغرافي في قلب الدولة، مع الدفع بمجموعات عسكرية صغيرة للقيام بما يشبه حرب العصابات الإرباك للقوات المهاجمة ومحاولة استنزافها قبل وصولها لعمق الدولة
ولتطبيق هذه الاستراتيجية الدفاعية، قام النظام العراقي بعمل الآتي :
1- جعل مركز الدفاعات العراقية في منطقة النواة العراقية، وبالتحديد حول العاصمة بغداد وفي داخلها، بحيث يجري من خلالها قيادة الحرب الدفاعية. وعليه فقد ركزت القيادة العراقية علي تحصين بغداد بسياج من الخطوط الدفاعية الثني تضم أفضل القوات العراقية تدريبا وتسليحا، مع الاكتفاء بنشر قوات أقل تدريبا وتسليحا حول منطقة النواة العراقية لممارسة نوع من القتال التعطيلي ضد القوات المهاجمة
2- إدخال تحسينات على الأوضاع الدفاعية في جميع المدن العراقية، خصوصا تلك الموجودة على طول الطريق من البصرة إلي بغداد، كما تم التخلي عن العمل العسكري من خلال وحدات عسكرية كبيرة الحجم (فيالق أو فرق)، في مقابل الاعتماد على نشر القوات المسلحة العراقية في صورة وحدات صغيرة الحجم في المناطق الحيوية والتي لا يمكن توقعها على امتداد الطريق البري من حدود
الكويت و حتي بغداد وحول النهار وذلك لسببين الأول هو ضمان سرعة وخفة الحركة ونعادي الغارات الجوية من جانب القوات البريطانية والأمريكية، والثاني هو زيادة قدرة القوات المتحصنة داخل المدن العراقية على الصمود لأطول فترة زمنية ممكنة في مواجهة القوات المهاجمة وجعل القتال أكثر صعوبة عليها.
3- أدخل تحولات مهمة في هيكل قيادة القوات المسلحة العراقية، حيث نلم إلغاء هيكل القيادة العسكرية التقليدية وإعطاء حرية أكبر للقادة الميدانيين في اتخاذ القرارات المتعلقة بالعمليات العسكرية في الميدان، وذلك استعدادا لخوض معارك حرب عصابات في المدن. كما اهتم النظام العراقي بوضع حواجز على مهابط أهم القواعد الجوية، وخصوصا الموجودة في أطراف الدولة، وذلك بهدف عرقلة أي هجوم أمريكي يحاول احتلالها أو الهبوط فيها بالطائرات ذات الأجنحة الثابتة والمحملة بالجنود.
وقد حققت الاستراتيجية الدفاعية العراقية قدرا من النجاح في بادئ الأمر نتيجة للمقاومة الباسلة و غير المتوقعة من القوات العراقية في الجنوب خصوصا في معارك أم القصر والغاو والبصرة والناصرية، مما دفع بالقوات الأمريكية والبريطانية إلى تغيير استراتيجية القتال من "استراتيجية الصدمة والترويع" إلى "استراتيجية القوة الحاسمة أو مبدأ بأول" ، كما عملت على فتح محاور هجومية أخري للزحف نحو بغداد، الأول من الشمال بالتعاون مع الأكراد والثاني من الغرب عن طريق عمليات الابرار الجوي والاستيلاء على القواعد الجوية في الصحراء العراقية الغربية، والزحف عبر الطريق البري الرطبة - الرمادي نحو بغداد، مما أدي إلى إرباك القيادة العراقية وقواتها وعمل في النهاية على سقوط العاصمة العراقية بغداد بسهولة ويسر وبدون مقاومة بل وعكس ما كان متوقع.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|