العوامل البشرية المؤثرة في قوة الدولة- الموارد والانشطة الاقتصادية- الموارد المعدنية |
2170
05:54 مساءً
التاريخ: 3-1-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2021
1780
التاريخ: 20-11-2020
2859
التاريخ: 2023-03-01
1029
التاريخ: 13-4-2020
1903
|
الموارد المعدنية:
يختلف توافر الموارد المعدنية في الدول بالمقارنة بالموارد الغذائية، لأن توزيعها اقل انتظاما من توزيع الأراضي الزراعية، فلا توجد دولة لديها اكتفاء ذاتي في جميع المعادن مهما بلغت قوتها واتساعها، فإذا كان الحديد منتشرا في كثير من الدول فإن البوكسيت (المادة الخام للألمونيوم) يتركز في استراليا وغينيا وجاميكا، كما يتركز النيكل في كوبا وروسيا وكندا، وكما تركز الكروم في زمبابوي وجنوب أفريقيا، والتنجستن في الصين، والكوبالت في زائير وزامبيا ولذلك نتصارع الدول الكبرى للسيطرة على الدول التي تضم بعض المعادن الهامة التي تفتقر إليها هذه الدول، لأن تقدمها الصناعي مرهون بمدى توافر المواد الخام اللازمة لها.
ويختلف الموقف بالنسبة للموارد المعدنية من عدة نواحي عن الموقف بالنسبة للموارد الغذائية:
فأولا : الأرض إذا ما وجدت العناية والتسميد الغافي ستستمر في الإنتاج دون تغيرات كبيرة، على العكس نجد أن المناجم فانية مستهلكة، وأي تكوينات معدنية إذا استمر استهلاكها فبعد مدة من الزمن لابد وان تفني، وهذا العامل لابد وان يعطي هذا النوع من الموارد صفة عدم الثبات والاستقرار، وتصبح هناك حاجة ملحة لاستمرار البحث عن المعادن.
ثانيا: ان المواد الغذائية نفسها تتعرض للتلف، حقيقة أن القمح والحبوب الأخرى يمكن تخزينها لعدة سنوات، ولكن هذا يقتضي درجات حرارة ورطوبة معينة إلى جانب حماية من الحشرات والقوارض. وعلى العكس يمكن تكديس المعادن فوق بعضها ومعظمها لن يصيبه ضررا إذا ما نترك مكشوفا معرضا للأحوال الجوية، هذان العاملان يعدلان لا شك في قيمة الموارد المعدنية.
وإذا كانت الإمكانات الزراعية تتوقف على نوع التربة والظروف المناخية، فإن الإمكانات التعديلية تتوقف على نوع الصخور، وليس لها علاقة بالمناخ الحالي، وبينما يعمل نحو نصف القوى العاملة في العالم بالإنتاج الزراعي، فإن من يعملون في التعدين نسبتهم قليلة حتى في الدول التي تعتمد على التعدين بصورة كبيرة مثل ليبيا، وفنزويلا، وجنوب افريقية، ويحتاج التعدين إلى استثمارات ضخمة وعدد قليل من الكفاءات الممتازة الفتي تتقاضى أجورا مرتفعة، ويمكن أن نضيف أيضا أن التعدين تقوم به شركات ضخمة، واحيانا متعددة الجنسية Multinational واحيانا تقوم به الدول في ظل التأميم، ولا مجال فيها للمشروعات الصغيرة او للهواة، وتستهلك الدول النامية والمتقدمة الحاصلات النباتية غذائية او خامات بصورة لا نقول متعادلة ولكنها متفاوتة ولكن90% من استهلاك المعادن من نصيب الدول المتقدمة وحدها الغلي تضم نحو ٣0% فقط من سكان العالم، ولذلك تبدو حساسية المعادن من الناحية الاستراتيجية عن الإنتاج الزراعي.
وأخيرا يمكن أن نذكر أن إمكانات العالم الزراعية أصبحت معروفة، وإن كان التقدم التكنولوجي قد يأتي بجديد، ولكن قشرة الأرض وما تحت الطبقات السطحية لم تلتم دراسته بالكامل، وكل ببوم يأتي بجديد وغريب في ميادين التعدين ليبيا: البترول النيجر: اليورانيوم فضلا عن الإمكانات التعدينية الضخمة لدول الكومنولث الآسيوية الغني ظهرت بعد الحرب الثانية وبترول بحر الشمال بالنسبة لبريطانيا.
وهناك ما يعرف بالمعادن الاستراتيجية، وهي تلك المعادن الغني تشتد إليها الحاجة في الأغراض الأساسية زمن الحرب، والغني لا تضمن الدولة توفرها بكميات وأنواع كافية في وقت الحاجة لسبب من الأسباب، ومن ثم يتحتم الاحتفاظ باحتياطي مسبق منها. وتأتي هذه المعادن الاستراتيجية في الدرجة الثانية بعد موارد الوقود، ولسنا في حاجة هثا إلى تأكيد استراتيجية معادن كالصلب والنحاس والألمنيوم والزنك والرصاص والمنجنيز والنيك، إذ اشتدت إليها الحاجة وقت الحرب بكميات كبيرة لصناعة المعدات الحربية، وضياع هذه الموارد وقت الحرب، معناه خسارة كبيرة، وخطيرة، للجانب الذي فقدها، فاستيلاء اليابان على قصدير الملايو، وقطع الألمان لموارد الحديد الخام السويدي، كذلك وقوع مناجم الزئبق في إيطاليا ويوغسلافيا، في أيدي المحور كان له نتائجه الخطيرة على الحلفاء اثناء الحرب العالمية الثانية، ولأهمية هذه الموارد الاستراتيجية يعتقد البعض أن عمل ميزان لهذه الموارد بين كل من روسيا والولايات المتحدة قد يكون له قيمته في تقدير كل من القوتين ويكون مفتاحا للمستقبل.
ولا ننسى أن هناك عامل يتدخل في الندرة النسبية للمعادن، وهو استعمال الخردة، فقد يكون تجميع هذه الخردة أثناء السلم وإعادة صهرها أكثر تكلفة بكثير من استيراد المعدن من الخارج، ولكن هذه الخردة التي يلقي بها بعيدا خارج حدود المدن، تصبح أهميتها كبيرة وقت الحرب.
وللاستفادة من التعدين فإن الأمر يتطلب توافر مقوماته الأساسية من خبرة ورأسمال وقوى عاملة وسوق... إلخ، وقد لا يتوافر كل هذا في كثير من الدول، وبقدر ما يتوافر من هذه المقومات بقدر ما يستفاد من هذه المعادن، وبقدر ما مثل توافر الموارد المعدنية عوامل قوة للدولة، فإنه يكون سببا في وضعها تحت سيطرة الدول الكبرى وفي دائرة نفوذها، بل كان ذلك سببا في احتلال الكثير من هذه الدول من قبل.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف: ملتقى مدرسة الحلة الكلامية شهد مشاركة 17 بحثًا علميًّا
|
|
|