الظروف الداخلية لبلدان الحوض الدولي

إن للطروف الداخلية التي تعيشها بلدان الأنهار الدولية علاقة وثيقة بالصراع بين بلدان تلك الانهار، إذ أن الصراع بين دول الحوض التي تتبنى أيديولوجيات سياسية أو اقتصادية متقاربة هو أقل منه في حالة تبني تلك الدول أيديولوجيات سياسية أو اقتصادية متناحرة أو غير منسجمة. كما أن الاستقرار السياسي لبلدان الحوض الدولي يعد هو الآخر عاملا من العوامل المؤثرة على الصراع وحدته، فانشغال احدى دول الحوض بمشاكلها الداخلية الناجمة مثلا عن الانتماءات السياسية أو القومية أو الدينية المتعددة و المتناحرة لسكانها قد يؤدي إلى أضعافها، ويقلل من قدرتها ورغبتها في الدخول بمنازعات بينها وبين دول الحوض الأخرى. الا أن بعض هذه الدول قد تتغلب على أوضاعها تلك بأتباع سياسة من شأنها تجميد مشاكلها الداخلية ريثما يتم الانتهاء من مواجهة الأخطار الخارجية المحتملة . يزاد على ذلك تنوع الأنظمة القانونية والادارية لبلدان الحوض الدولي فيها يساعد على زيادة احتمالية نشوب الصراع بينها، كما أن الاحتياجات المتوقعة للمياه من قبل بلدان الحوض الدولي في المستقبل ستقود إما الى التعاون أو التعارض فيما بينها، فإذا توقعت أحدى هذه الدول أن حاجتها إلى المياه ستزداد فأنها تأخذ موقفا متشددا حيال المشاركة فيه من قبل الاخرين، والعكس صحيح.