المنظمات الدولية- المنظمات الحكومية الدولية- المنظمات الحكومية الدولية العالمية- عصبة الأمم |
1593
02:11 صباحاً
التاريخ: 21-1-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ:
2113
التاريخ: 21-7-2019
2225
التاريخ: 9-5-2022
2419
التاريخ: 8-5-2022
1886
|
- المنظمات الحكومية الدولية العالمية
عصبة الأمم :
شعر العالم بعد نهاية اكرب العالمية الأولى بحجم الكارثة التي أدت إلى الدمار والخسائر الفادحة التي حلت بالدول المشاركة في هذه الحرب، وكثير من الدول بطريق غير مباشر، فقد بلغ عدد ضحايا هذه الحرب نحو ثمانية ملايين نسمة ونصف، وجرح وأسر نحو تسعة وعشرين مليونا، وأصبح من الضروري وضع نهاية لهذا الصراع والسعي لإقامة العلاقات الودية بين شعوب العالم، وتجنب تكرار مثل هذه الحروب، وذلك بإقامة هيئة دولية دائمة تعمل على حفظ السلام ونشر الأمن والطمأنينة بين الشعوب، والسعي في حل المشكلات وإنهاء المنازعات بين الدول بالطرق السلمية، وبما يحفظ لهذه الدول امنها وسلامتها وسيادتها.
ولذلك دعا الرئيس ولسن (رئيس الولايات المتحدة الأمريكية) لإنشاء عصبة أمم يكون الفرض منها تحقيق التعاون العالمي، وضمان تنفيذ الالتزامات الدولية، ولتدعيم السلام في جميع أنحاء العالم.
وقد اهتم بهذه الفكرة كل من فرنسا وبريطانيا رغم اختلاف وجهة نظر كل منهما، ففرنسا كانت ترى أن تتكون هذه العصبة من الحلفاء، يتفقون على توحيد مواردهم وإنشاء جيش موحد لهم، وهذا يعني أن يكون هناك تحالف دائم لتأمين فرنسا وحلفائها، بينما كانت بريطانيا ترى تكوين مجلس دائم يجتمع في فنترات محددة، حيث يتفق أعضاء هذا المجلس على استخدام جيوش الدول الممثلة في العصبة للقضاء على كل نشاط حربي تقوم به أية دولة يثبت لمجلس العصبة عدوانها.
وجاء قرار إنشاء عصبة الأمم أقرب إلى وجهة النظر الإنجليزية، وقد اتفق على أن يكون دستور العصبة وميثاقها جزء لا يتجزأ من معاهدات الصلح الفتي انعقدت في باريس في يناير عام 1919، حيث كان القسم الأول من المعاهدة عبارة عن الست والعشرين مادة التي تتألف منها ميثاق عصبة الأمم، وفي القسم الأخير من المعاهدة جزء خاص بشئون العمال وقد جاء في ميثاق عصبة الأمم "أن الفرض من إنشائها هو تأييد السلام العام، وأن هذا السلام لا يقوم إلا على أساس العدالة الاجتماعية".
وتقرر أن تضم هذه العصبة مندوبين يمثلون الدول المتحالفة المنتصرة، كما يسمح للدول المحايدة بأن تنضم إلى الجمعية، ولذلك انضم إليها خمس دول كأعضاء أصليين (الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان)، وأربعون دولة ذات سيادة، منها الدول النني وقعت المعاهدات (٣٣ دولة)، وثلاث عشرة دولة محايدة دعيت للانضمام للعصبة، واستبعدت المانيا من الانضمام إلى العصبية.
ويدير شئون العصبة هيئتان تشريعيتان، وهما: الجمعية العمومية النني تجتمع مرة واحدة في العام في جنيف، والثانية مجلس العصبة (الهيئة التنفيذية) الذي يجتمع مرارا أثناء السنة بحسب ظروف المشكلات الغني تعرض عليه هذا بالإضافة إلى سكرتارية دائمة للعصبة.
ولكل دولة مشتركة صوت واحد في الجمعية العمومية تتساوى في ذلك الدول الكبرى والصغرى، أما مجلس العصبة فيتكون من الأعضاء الدائمين الذين يمثلون الدول الخمس الكبرى وهم : الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان، ومن الأعضاء غير الدائمين وهم أربعة مندوبين عن الدول النني يختارها مجلس العصبة، وقد زاد عدد الأعضاء غير الدائمين بعد ذلك إلى تسعة أعضاء.
وقد كانت الوظائف الرئيسة للعصبة تتركز فيما يلي:
(١) تدعيم السلام العالمي و تحكيم العقل في حسم المنازعات الدولية بدلا من الالتجاء إلى الحرب.
(٢) النظر في المنازعات التي لا يمكن تسويتها بأحكام القانون.
(٣) على كل دولة من دول العصبة أن تحيل كل نزاع من هذا النوع إلى المجلس، وألا تقوم بأي إجراء حربي إلا بعد أن يصدر المجلس قراره في النزاع، وإذا خالفت ذلك تكون معرضة لجزاء تأديبي يفرضه جميع أعضاء العصبة.
(4) إنشاء محكمة العدل الدولية تنظر في المنازعات النني يمكن الفصل فيها بأحكام قانونية، ولذلك انشئت محكمة العدل الدولية في عام ١٩٢١ ومقرها لاهاي.
(5) العمل بالتدريج على نزع سلاح الدول المنضمة للعصبة.
(6) على جميع الدول الأعضاء أن تودع في مقر العصبة كل ما تبرمه من معاهدات مع دول أخرى، لكي تضمن العصبة عدم تعارض شروط هذه المعاهدات مع ميثاقها، وذلك لضمان عدم عقد اتفاقيات سرية بين الدول.
(٧) حماية حقوق الأقليات لمنع اضطهادها من الدول التي عرفت بالتعصب ضد الأقليات الجنسية أو الدينية.
(٨) الاهتمام بشئون الشعوب التي خضعت للاحتلال أو الانتداب.
(٩) تضم العصبة منظمة دولية تسمى مكتب العمل الدولي، تحقيقا لأغراض عصبة الأمم التي تدعو إلى السلام الذي يقوم على أساس العدالة الاجتماعية، وتمثل في هذا المكتب دول مختلفة لبحث ساعات العمل، والشروط الغني يخضع لها أصحاب الأعمال والممال، ومشكلة البطالة، وتعويض العمال، والتأمين الصحي، وتشغيل النساء والأطفال، والعمل الليلي، وعقد الاتفاقيات الدولية الغني تضمن تنفيذ القرارات التي يتفق عليها. وتجتمع هيئة المكتب الدائمة في مقرها بجنيف مرة كل ثلاثة أشهر على الأقل.
ورغم أهمية عصبة الأمم في الظروف الى أنشئت فيها والدور الهام الذي يمكنها أن تقوم به، إلا أن طبيعة دستورها، والظروف التي أحاطت بالعالم بعد الحرب العالمية الأولى أضعفت من قيمتها وجعلتها تفشل في تحقيق أهم هدف قامت من أجله، وهو منع الحروب وتدعيم السلام، وذلك لأن ثلاث دول من اهم دول العالم (الولايات المتحدة وروسيا والمانيا) لم يكونوا أعضاء في العصبة، لأن المانيا استبعدت نظرا لأنها كانت الدولة المعتدية، وكانت سببا في ويلات هذه الحرب المدمرة، وروسيا لأنها انسحبت من الحرب واتفقت منفردة مع ألمانيا ولم تنضم للعصبة إلا في عام 1934، والولايات المتحدة رغم أنها الداعية لإنشاء العصبة لأن مجلس الشيوخ الامريكي لم يوافق على الانضمام إليها، وبالتالي لم توقع من قبل الولايات المتحدة.
ورغم ضعف عصبة الأمم، إلا أنها استطاعت القيام ببعض الخدمات المطلوبة منها، وازداد الإقبال للانضمام إلى عضويتها، ففي عام ١٩٢٠ كان عدد أعضائها الأصليين 4٢ دولة، وارتفع إلى 45 دولة في عام ١٩٢١، وانضمت إليها المجر في عام ١٩٢٢، وفي عام ١٩٢٣ انضمت إيرلندا والحبشة (إثيوبيا)، وفي عام ١٩٢٩ انضمت المانيا، واخيرا انضمت روسيا في عام ١٩٣5، وأصبح أعضاء العصبة اثنين وستون دولة.
وقد تمكنت العصبة من حسم بعض المنازعات النني نشبت بين بعض الدول ولو أنها كانت بين الدول الصغرى مثل الخلاف بين فنلندا والسويد ,عام ١٩٢٠ حول جزر ألاند Aland، والنزاع بين بولندا وألمانيا على حدود سيليزيا العليا في عام ١٩٢١، وبين اليونان وبلغاريا حول الحدود في عام 5 ١٩٢، وبين بيرو وكولمبيا حول الحدود في عام ١٩٣٣.
لكن عصبة الأمم كانت ضعيفة عند تعرضها لحل النزاع بين دولة كبرى وإحدى الدول الصغرى، مثل النزاع بين بريطانيا والعراق حول زيت البترول في الموصل الذي كان حله على حساب العراق لصالح بريطانيا. ومثل النزاع الذي نشب بين بولندا ولتوانيا عام ١٩٢٣ حول مدينة فيلنا Vilna، وكانت فرنسا تؤيد بولندا، ولذلك لم تستطع عصبة الأمم حسم هذا النزاع، بل ترك الأمر لاتفاق بين فرنسا وبريطانيا وإيطاليا الذي انتهى بتأييد استيلاء بولندا على فيلنا.
وفي نفس العام ثار نزاع بين إيطاليا واليونان عندما احتلت إيطاليا جزيرة كورفو، اليونانية متجاهلة عصبة الأمم، ولم تكن عصبة الأمم تستطيع اتخاذ قرار عنيف ضد إيطاليا لضعفها في تنفيذ قرارها، فتوسطت فرنسا وبريطانيا لدى إيطاليا حتى تم الجلاء عن جزيرة كورفو.
كما ظهر فشلها عند قيام نزاع بين اليابان والصين حول منشوريا، حيث كان اليابانيون يطمعون في منشوريا، ولكن الصين وقفت أمام هذه الأطماع، واعتقدت الصين أن عصبة الأمم يمكنها حل المشكلة، ولكن العصبة لم تستطع منع اليابان من احتلال منشوريا، ولما رفضت عصبة الأمم الاعتراف باحتلال منشوريا انسحبت اليابان منها.
كما عجزت عصبة الأمم عن منع إيطاليا من اعتدائها على الحبشة في عام ١٩٣5، ثم زادها ضعفا عدم احترام ألمانيا لقراراتها ثم انسحابها منها في النهاية، وتلتها إيطاليا عندما رأت أن العصبة لا تخدم مصالحها، وبذلك لم تعد عصبة الأمم تشكل أداة تستطيع منع الحروب التي تعد من أهم وظائفها، وخاصة بعد انسحاب دول هامة منها مثل اليابان وإيطاليا والمانيا ولعدم انضمام الولايات المتحدة إليها، ثم لعدم وجود قوة عسكرية تحت نصرفها تستطيع بها تنقيذ قراراتها، كما أن معظم قراراتها كانت تصدر لصالح الدول الكبرى التي اتخذنها أداة لتحقيق سياستها.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|