أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-3-2017
1685
التاريخ: 1-07-2015
1719
التاريخ: 8-2-2017
2022
التاريخ: 1-07-2015
1601
|
قال: ( وهو فعليّ وانفعالي وغيرهما ).
أقول: العلم منه ما هو فعليّ ، وهو: المحصّل للأشياء الخارجيّة ، الذي يكون
سببا لوجود المعلوم في الخارج ، كعلم واجب الوجود تعالى بمخلوقاته ، وكما إذا
تصوّرنا شيئا لم نستفد صورته من الخارج ثمّ أوجدنا في الخارج ما يطابقه.
ومنه انفعاليّ ، وهو المستفاد من الأعيان
الخارجيّة ، كعلمنا بالسماء والأرض.
ومنه ما ليس كذلك بأحدهما ، كعلم واجب
الوجود تعالى بذاته ، وكما إذا تصوّرنا الأمور المستقبلة التي ليست فعلا لنا.
قال : ( وضروريّ ـ له أقسام ستّة ـ ومكتسب
).
أقول : قد تقدّم أنّ العلم إمّا ضروريّ
وإمّا كسبيّ ، ومضى تعريفهما.
وأقسام الضروريّ ستّة :
[ الأوّل ] : البديهيّات ، وهي قضايا يحكم
بها العقل لذاته لا بسبب خارجي هو تصوّر طرفيها ، كالحكم بأنّ الكلّ أعظم من الجزء
وغيره من البديهيّات.
الثاني : المشاهدات ، وهي إمّا مستفادة من
الحواسّ الظاهرة كالحكم بحرارة النار ، أو من الحواسّ الباطنة وهي القضايا الاعتباريّة
بمشاهدة قوى غير الحسّ الظاهر ، أو بالوجدان من النفس لا باعتبار الآلات مثل
شعورنا بذواتنا وبأفعالنا.
الثالث : المجرّبات ، وهي قضايا تحكم بها
النفس باعتبار تكرار المشاهدات ، كالحكم بأنّ الضرب بالخشب مؤلم. وتفتقر إلى أمرين
: المشاهدة المتكرّرة ، والقياس الخفيّ ، وهو أنّه لو كان الوقوع على سبيل
الاتّفاق ، لم يكن دائما ولا أكثريّا.
والفارق بين هذه وبين الاستقراء هذا
القياس.
الرابع : الحدسيّات ، وهي قضايا مبدأ الحكم
بها حدس قويّ يزول معه الشكّ ، كالحكم باستفادة نور القمر من الشمس. وتفتقر إلى
المشاهدة المتكرّرة والقياس الخفيّ.
إلاّ أنّ الفارق بين هذه وبين المجرّبات
أنّ السبب في المجرّبات معلوم السببيّة غير معلوم الماهيّة، وفي الحدسيّات معلوم
بالاعتبارين.
الخامس : المتواترات ، وهي قضايا تحكم بها
النفس ؛ لتوارد أخبار المخبرين ، والتواطؤ المانع عن احتمال الكذب والخطأ.
السادس : الفطريّات ، وهي قضايا قياساتها
معها ، بمعنى أنّه تحكم بها النفس باعتبار وسط لا ينفكّ الذهن عنه.
قال : ( وواجب وممكن ).
أقول : العلم ينقسم إلى واجب وهو علم واجب
الوجود بذاته ، وإلى ممكن هو ما عداه.
وإنّما كان الأوّل واجبا ؛ لأنّه نفس ذاته
الواجبة.
قال : ( وهو تابع ، بمعنى أصالة موازيه في
التطابق ).
أقول : اعلم أنّ الأشاعرة استدلّوا على كون
أفعال العباد اضطراريّة على وجه الجبر : بأنّ الله تعالى عالم في الأزل بصدورها
عنهم ، فيستحيل انفكاكهم عنها ، وإلاّ يلزم كون علمه تعالى جهلا ، فهي لازمة لهم ،
وهم مجبورون عليها كالمنشار للنّجار (1).
وأجاب عنه المعتزلة (2) والإماميّة (3)
بأنّ العلم تابع للمعلوم ، فلا يكون علّة له.
فأورد الأشاعرة (4) بأنّه كيف يجوز أن يكون
علمه تعالى تابعا لما هو متأخّر عنه ، فإنّه يستلزم الدور؟
فأجاب المعتزلة (5) والإماميّة (6) بأن لا
نعني بالتابعيّة التأخّر حتّى يلزم الدور ؛ فإنّ التابع يطلق على ما يكون متأخّرا
عن المتبوع ، وعلى ما يكون مستفادا منه ، وهما غير مرادين في قولنا : « العلم تابع
للمعلوم » فإنّ العلم قد يتقدّم المعلوم زمانا ، وقد يفيد وجوده كالعلم الفعلي.
وإنّما المراد هنا كون العلم والمعلوم متطابقين ، بحيث إذا تصوّرهما العقل حكم
بأصالة المعلوم في هيئة التطابق ؛ فإنّ العلم تابع له وحكاية له ، فنسبته إليه
كنسبة الصورة المنقوشة على الجدار إلى ذات الفرس ، فكما أنّ الفرس أصل للصورة فكذا
المعلوم أصل للعلم. ولذا يصحّ أن يقال : إنّما علمت زيدا شرّيرا ؛ لأنّه كان في
نفسه شرّيرا ، ولا يصحّ أن يقال : كان زيد في نفسه شرّيرا ؛ لأنّي علمته شريرا.
وكذا علمه تعالى في الأزل ؛ لأنّهم كانوا فيما لا يزال كذلك ، لا أنّ الأمر
بالعكس.
مضافا إلى أنّه تعالى كما كان عالما بأنّهم
يفعلون كذلك ، كان عالما بأنّهم يفعلون بالاختيار ، ولا أقلّ من الاحتمال المنافي
للاستدلال ، فلو لم يكونوا مختارين لزم كون علمه تعالى جهلا.
قال : ( فزال الدور ).
أقول : الذي يفهم من هذا الكلام أمران :
أحدهما : أن يقال : قد قسّمتم العلم إلى
أقسام من جملتها : الفعلي الذي هو العلّة في وجود المعلول ، وهاهنا جعلتم جنس
العلم تابعا فلزمكم الدور ؛ إذ تبعيّة الجنس تستلزم تبعيّة أنواعه.
وتقرير الجواب عن هذا : أن نقول : نعني
بتبعيّة العلم ما قرّرناه من كون العلم والمعلوم متطابقين على وجه إذا تصوّرهما
العقل ، حكم بأنّ الأصل في هيئة التطابق هو المعلوم ، وأنّ العلم فرع.
ووجه الخلاص من الدور بهذا التحقيق أنّ
العلم الفعلي محصّل للمعلوم في الخارج لا مطلقا.
الثاني : أن يقال : المتبوع يجب أن يتقدّم
على التابع بأحد أنواع التقدّم الخمسة ، وهاهنا لا تقدّم لا بالشرف ولا بالوضع ؛ لأنّهما
غير معقولين ، فبقي أن يكون التقدّم هنا بالذات أو بالعلّيّة أو بالزمان.
وعلى هذه التقادير الثلاثة يمتنع الحكم
بتأخّر المتبوع عن التابع في الزمان ، ولا شكّ أنّ علم الله تعالى الأزليّ والعلوم
السابقة على الصور الموجودة في الخارج متقدّمة بالزمان ، والمتأخّر عن غيره
بالزمان يمتنع أن يكون متقدّما عليه بنوع ما من أنواع التقدّمات بالاعتبار الذي
كان به متأخّرا عنه... .
__________________
(1) هذا أحد الوجوه التي استدلّوا بها في المقام
، انظر : « المطالب العالية » 9 : 46 ـ 48 ؛ « نهج الحقّ وكشف الصدق » : 122 ؛ « إرشاد
الطالبين » : 264 ـ 265 ؛ « شرح المواقف » 8 : 155 ؛ « شرح المقاصد » 4 : 232 ـ
233 ؛ « شرح تجريد العقائد » : 254 و 341 ـ 366.
(2) « شرح تجريد العقائد » : 254.
(3) « نقد المحصّل » : 328 ؛ « نهج الحقّ وكشف الصدق
» : 123 ؛ « إرشاد الطالبين » : 267.
(4) نقله القوشجي
في « شرح تجريد العقائد » : 254.
(5) نقله القوشجي في « شرح تجريد العقائد » : 254.
(6) « نهج الحقّ وكشف الصدق » : 123 ـ 124 ؛ « مناهج
اليقين » : 90 ـ 91.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
بأجواءٍ يغمرها الفرح والابتهاج والسرور ... الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة تقيم حفلها المركزي بمناسبة ذكرى ولادة أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام)
|
|
|