أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-25
1063
التاريخ: 2024-02-07
1249
التاريخ: 3-10-2016
1844
التاريخ: 27-9-2016
4441
|
من أهم النقوش الحيوية التي خلفها لنا «أوسركون الثالث» نقش الفيضان العالي الذي تركه لنا منقوشًا بالخط الهيراطيقي على جدران معبد «الأقصر» على الجدار الداخلي في الركن الشمالي الغربي لقاعة العمد، وهذا الفيضان يُذَكِّرنا بمثيله الذي حدث في عهد الفرعون «نسوبانبدد» (سمندس)، وقد غمر معبد «الأقصر» في السنة الثالثة من حكم «أوسركون الثالث»، وقد وصلت المياه إلى عمق أكثر من قدمين على طوار المعبد (أي 62 سنتيمترًا بالضبط)، وهذا النقش لا يقل عن خمسين سطرًا، كُتِبَ بخط هيراطيقي جميل، ولكن مما يؤسف له جد الأسف أنَّ تَآكُلَ الحَجَرِ الذي كتب عليه المتن في أماكن، وتَشَقُّقَهُ في أماكن أخرى أَضَرَّ به! حتى إن بعض أجزاء خاصة منه قد أصبحت لا يمكن قراءتها.
ولقد طغى الفيضان في هذه السنة حتى أصبحت كل معابد طيبة كالمستنقعات؛ ولذلك أُحْضِرَ آمون من المعبد في قاربه المقدس، وصَلَّت الكهنة له طالبين إليه أن يخفف من حدة الفيضان، وهاك النص:
(1) «السنة الثالثة، الشهر الأول من الفصل الثاني، اليوم الثاني عشر،1 في عهد جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين «وسرماعت-رع ستبن آمون» معطي الحياة والسعادة والصحة ابن رع رب التيجان.»
(2) «أوسركون الثالث» بن «إزيس» محبوب آمون معطي الحياة أبديًّا.
لقد أتى الفيضان في كل هذه الأرض وغزا الأرضين كما حدث في البداية، وهذه الأرض كانت في قبضته مثل البحر، ولم يكن هناك جسر (قناة) للناس لتقاوم، وكل القوم كانوا مثل البجع، وقد نَشَرَ على مدينته الرعب مرتفعًا على الآثار الجميلة مثل السماء (5) وكل معابد طيبة كانت مثل المستنقعات.
وفي هذا اليوم جعل آمون يظهر في إبت (الأقصر)، وقارِبُ تمثاله (محمولًا؟) (6) وعندما دخل البيت العظيم (وهذا هو المحراب الذي يشغل وسط القارب المقدس وكل ما كان يُحمَل على أعناق الكهنة) الخاص بقاربه لهذا المعبد الذي كان سكانه مثل العائمين في سيل، ولقد كانت صلاتهم للسماء نحو«رع» لمرور هذا الإله العظيم في الجزيرة الجميلة (يحتمل أن يكون محرابًا في معبد الأقصر لم يُكشَف عنه بعد) يثوي في المقصورة في المكان المقدس، ولم يكن في القدرة إقامة مقصورة مثل السماء لعبادة الإله العظيم في قواه العظيمة، وعلى ذلك نطق ابنه محبوبه بهذا القول الذي (9) ألفه كاهن «آمون رع» ملك الآلهة والكاتب الملكي في بيت — نختو-تايف موت (ابن كاهن) آمون «باكنخنسو»: «(11) يأيها الإله الفاخر الذي خلق نفسه وملك مقاطعته (؟) الرفيع في إشراقه (؟) والثابت بقرصه، والذي مثل المحيط بجسمه؛ ليخفي سره العظيم الذي وجد قبل الأرض، وفي بدايته خلق كل شيء (12) جاعلًا كل معابده في سرور، والذي يلمع أبديًّا، والذي في سلام سرمديًّا، والذي يقود القرون! (13) مجددًا الولادات عندما يضيء الليل في صورته التامة للقمر، وآتيًا في صورة النيل ليغمر الأرضين ويجعل كل إنسان يعيش في قوته، وإنه الهواء الذي يخترق الجو، وإنه يفتح كل الخناجر، والنار منبعثة من أشعته لأجل أن يتم كل الذي عمله».
وهو الآمر المنظم العامل بيده (؟) والآلهة والإلهات وجدت بوساطته، وهو الذي خلق البشر وذوات الأربع والطيور والسمك وكل النباتات بارئًا هذه الأشياء جملة بوحي قلبه؛ ليغمر الأرضين، وعمل لنفسه سكنًا في صورة عرش؛ ليكون مثل مدينتك (وإنها طيبة) عين رع حاكمة الأمم.
وإنها على صورة السماء، وعند تركها يقف الإنسان فيها للمرة الأولى، وهي المهد الجميل للروحين المتحدين، وينزل إليها من فرج «نوت»، وإنها المكان الذي ولد فيه روحه وثور أمه (كاموتيف) ليزيد انتصاراته في سورها، وهي مركز البشر والآلهة والإلهات، وفيها تُجْمَعُ لسببٍ مُفْرِحٍ الناسُ كلٌّ بحالته، ولا يمكن الإنسان أن يتركها هاجرًا إياها بسبب جمالها، وإن لها رائحةَ كل العطور، والأشجار تنتج فيها ورودها، وإنها مكان قلب الإله الأجل، فمن ذا الذي يحميها إذا لم تكن أنت؟ ولقد أينعت في وسط البلاد قاطبة، مشرقة كل يوم كانعكاس حنجرة الهواء لتملأ الفم، التي تأخذ في الظهيرة الماء لمعبدها، وإنها مكانك العظيم المقدس بوصفك مقسم الأرض، وإنك تختفي في داخلها، والملوك يزيدون في آثارها تعظيمًا لشخصك، ولم يَكُفَّ الناس عن قطع الأحجار لجدرانها ليقيموها في المسكن المقدس، ونقوشها ليعظموك؛ لأنك قلت عنها بفمك نفسه: إنني الخفي الذي يسكن مقصورته على حسب الكتب المقدسة. ولقد عُمِلَ لك نداء لتضرب الشر بوساطة أهل المقاطعة، والمدن تناديك كل يوم لتبعد كل الشر عن مبانيهم؛ لأن النيل قد فاض عليها، وقد جَدَّدْتَ عودة الفيضان، وهذه الحالة لعنة كبيرة، ولا نذكر شيئًا مماثلًا لها؛ فإن نصف المقصورة قد ابتلعه الفيضان، فهل يشمل ذلك الناس؟ والنيل يزداد على حسب ما أمرتَ، فهل ينبغي أن يغمر سَكَنَك في عمقه اللامع المشرق في طيبة؟ وهل يعلمون كيف يجدد صورته (أي النيل) ذلك الذي يعلو وينخفض على حسب قواعد، والذي يضع رمالًا …
ونهاية المتن مهشمة؛ مما عاق ترجمتها ترجمة متصلة، ونفهم مما تبقى أن الملك يتحدث عن غمر المياه لمقصورة الإله، لدرجة أن الإنسان يرى السمك فيها، وعندئذ يتضرع للخالق أن يغير هذه الحالة المقلقة للأهلين، وأن يبعد الطوفان الذي يقضي على مدينته. ثم يذكر بعد ذلك ما فعله «تحتمس الثالث» في مثل تلك الحالة حتى لا يقال في عهد «أوسركون» ابنه: إن طيبة قد خربها الفيضان، وإن كل سكانها كانوا مخلصين مطيعين له فلا يولي وجهه إذن عنهم وليس لديه إلا كلمة واحدة يقولها بها يعود النهر إلى مجراه الأصلي.
والنقوش لم تذهب أكثر من هذا، ولم تحدثنا عن القبول الذي تقبل به «آمون» هذا التضرع الحار من أهل طيبة.
والقارئ لهذا الشعر يجد له أهمية من الوجهتين الأسطورية والأدبية في نواح مختلفة.
ولم تذكر لنا النقوشُ المنسوبَ الذي وصل إليه هذا الفيضان، وإذا كان ذلك هو الواقع؛ فإن الماء كان قد ارتفع إلى حوالي 60 سنتيمترًا في الحجرة المجاورة لحجرة المحراب، وإلى ثلاثة أمتار في ردهة «رعمسيس الثاني»، وهذا هو المنسوب الذي تبلغه الفيضانات التي يصل ارتفاعها إلى تسعة أمتار. وإذا لاحظنا أن تربة مصر تزيد في السمك باستمرار حوالي ديسمتر كل قرن؛ فإننا نجد أن ارتفاع التربة منذ الأسرة الواحدة والعشرين قد بلغ في هذه السنة حوالي أحد عشر مترًا، ومُغَطِّيَة الريف بحوالي ثلاثة أمتار من الماء.
ويقول «دارسي»: «إن هذا الفيضان الهائل لا يمكن أن يحدث إلا بوساطة انخفاض مفاجئ للشلالات بسبب انهيار الحواجز الجرانيتية عند أسوان، وعلى أية حال، لا يمكننا أن نفرض نظريات في هذا الموضوع؛ إذ قد يكون السبب المباشر زيادة عظيمة في هطول الأمطار عند منابع النيل.» (راجع Rec. Trav. XVIII p. 181–186).
وقد ترك هذا الفرعون على مرسى «الكرنك» عدة نقوش هي:
(1) فيضان النيل في السنة الثالثة من عهد جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري «وسرماعت رع ستبن آمون» بن «رع» (محبوب «آمون» بن «إزيس» «أوسركون») معطي الحياة مثل «رع» أبديًّا، وأمه هي الزوجة الملكية العظيمة «كارمعمع» (راجع A. Z. XXXIV. p. 111).
(2) فيضان النيل في السنة الخامسة من حكم ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وسر ماعت رع ستبن رع) بن «رع» (محبوب آمون أوسركون)، وأمه الزوجة الملكية العظيمة (موت مرت كارمعمع).
(3) فيضان النيل السنة السادسة لملك الوجه القبلي والوجه البحري … إلخ (راجع A. Z. XXXIV. p. 112).
وقد نَسَبَ هذه التواريخَ الخاصة بمقياس النيل كل من «بتري» و«برستد» (راجع Petrie, Hist. of Egypt III p. 249 Br. A. R. IV 696) للملك «أوسركون الثاني»، وهذا أمر مستحيل؛ وذلك لأن «أوسركون الثاني» كان يسمى «أوسركون بن باستت» لا ابن «إزيس»، هذا إلى أن والدة «أوسركون الثاني» كانت تدعى «كابس» لا «كارمعمع»، و«أوسركون الثالث» هو ابن «تاكيلوت الثاني» والملكة «كارمعمع»، وكان في بادئ الأمر الكاهن الأكبر «لآمون» في عهد والده، ومن المحتمل في عهد خَلَفِ والده وهو «شيشنق الثالث»، وقد أمر «أوسركون» هذا حينما كان كاهنًا أكبر بنقش ما حدث في عهده على بوابة «بوبسطة» «بالكرنك»، وهي التي تَحَدَّثْنا عنها فيما سبق، وفيها نجد معلومات ثمينة من حيث سلسلة نسبه، ومن ذلك علمنا أنه كان حفيدًا «لأوسركون الثاني» من جهة والده، وحفيدًا ثانيًا من جهة أمه «لأوسركون الثاني» أيضًا.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل: شراكتنا مع المؤسّسات الرائدة تفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بجودة التعليم الطبّي في العراق
|
|
|