أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-3-2022
1711
التاريخ: 28-8-2016
1439
التاريخ: 22-2-2022
1474
التاريخ: 2023-03-15
1277
|
ماهية وتطور جغرافية المدن
يقول الأستاذ هربرت ديفيد Herbert . D لماذا ندرس المدينة؟
وكلنا نسأل أنفسنا نفس السؤال، والكل منا لديه مبرراته وأسبابه. فمعظمنا في أمريكا الشمالية، يعيش في المدينة، وقد ولدنا وسوف نعيش بقية حياتنا فيها، ولا يعـني هذا أننا فهمنا المدينة. ولماذا كل هذه الأنشطة القائمة في كـل مـكـان ؟؟ أو لمـاذا تـتغير المتجاورات السكنية باستمرار؟؟ وأين يذهب الناس ووظائفهم؟؟
هذه أنواع من الأسئلة التي يبحث الجغرافيون عن إجابات شافية لها. فنحن ندرس المدينة؛ لأنها تمثل عدة إجابات ومشكلات متعددة تحتاج إلى حلول. فخبرتنـا مع المدينة تسير بمثالية، بناء على أسلوب الحياة والمرونة في القدرة على ابتياع حاجاتنـا اليومية في المدينة.
كما إنه من السهولة بمكان أن تبرز المدينـة سلبياتها Short comings فالمشاعر السلبية عن المدن، غالباً ما تزيد عبر الاتجاهات الفلسفية المرتبطة بالحنين Nostalgia للبيئات الريفية في دول العالم المختلفة.
فمثلا" نقرأ غالباً عن مشكلات المدينة المتمثلة في تزايد معدلات الجريمة، أو ارتفاع مستوى البطالة أو أشياء أخرى لا نحب الاعتياد على ذكرها.
وبالرغم من ذلك، إلا أن المدينة تعتبر مركـزاً مـن مراكـز القـوة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في المجتمع. إنهـا توجـد حيـث التفاعـل بـين الابتكارات Innovations والنظـام. فـرؤوس الأموال الطائلة قد تم استثمارها فيهـا، مما أدى لاستمرار تطور تلك المدن.
وتعتبر جغرافية المدن في الواقع – من أكثر فروع الجغرافيـة ديناميكية في مجـال البحث. فقد طرأت عليها تغيرات جذرية - منذ بداية القرن العشرين حتى يومنا هذا. رغم حداثة ميلادها كعلم قائم بذاته-
فقد احتوت هذه التغيرات الكـم والكيـف مـعـاً. حيث عملت على تطـوير منهجها، وزيادة المادة المتجمعة عن ظاهرة الحضرية في جميع بقاع العالم؛ ولا سيما تلك التي لديها بيانات وإحصاءات تساعد على تفهم هذه الظاهرة وتوضيحها. كمـا تعتبر مادة هذا الفرع من فروع الجغرافية البشرية، متنوعة ومتطورة، حيث تستقي معلوماتها مـن مـصـادر شـتى . فكثيراً مـا ارتـدى دارسـوهـا لبـاس الديموغرافيين والمؤرخين، والاقتصاديين وعلماء الاجتماع، والاحصاء ومخططي المدن وشبكات النقل. إذ ان المدينة تعبر – بطريقة أو بأخرى- عن كل شيء في الحياة تقريباً. وبالرغم من حداثة هذا الفرع مـن فـروع الجغرافية البشرية، إلا أن المدن كانت موضع اهتمـام العـالم الجغرافي، بدءاً من العصر اليوناني ثـم العصر الروماني، فالعصر الإسلامي حتى النهضة الحديثة للمجتمع البشري .
والمدينة بوجه عام ليست ظاهرة قائمة بذاتها، بل ترتبط في عوامل قيامها ونموها بالمناطق المحيطة بها، والمعتمدة عليها ومن خارج حدود الوطن. فهي التي تمدها بحاجتها من المواد الأولية لتصنيعها. كما تنبثق أهمية المدينـة مـن فعالية موقعها الجغرافي في إقليمها والأقاليم المجاورة لها.
لقد أكدت الجغرافية الأمريكية منذ زمن بعيد على موقع وموضع المدينة. وقد تطور هذا الأسلوب إلى أساليب فلسفية للمدينة، عن طريق أعضاء كثيرين لهذا النظام الحضري، الذي صنعه وصاغه الإنسان. ومن العلماء الذين وضعوا اللبنة الأولى في هذا النظام خلال القرن العشرين الماضي، هو الأستاذ كارل ساور Carl Sauer حينما نشر مقالته عام 1925م عن منظر شكل المدينة، والذي أصبح مرجعاً للموضوع، حيث يمثل هذه الفلسفة لحد كبير.
ولم يكن كارل ساور جغرافي مدن، ولكـن تـأثر بعمله بالعديـد مـن جغرافيـي الحضر، لدراسة خصائص السكان والمدن المرتبطة بمواقعها الطبيعة. كمـا كـان العمـل الميداني هو الجزء المكمل لهذا النوع من البحث العلمي. حيث أجريت العديد من الدراسـات للـمـدن الأمريكيـة خـلال عقـدي الثلاثينيات والأربعينيـات مـن القـرن العشرين، والمتعلقة بهذا الموضوع.
كما أظهرت دراسات المنطقة التجارية مع الظهير للمدينة Hinterland and Trade Area بحثاً آخر يعالج جغرافية المدن، والذي ربمـا تـأثر لحـد كـبير بأسلوب الدراسات الإقليمية في حقل الجغرافية.
وقد شمل ذلك العرض النواحي الطبيعية والاقتصادية والثقافية، والسياسية لتلك المنطقة، مبيناً كيفية تشابهها وتباينها عن المناطق الأخرى.
كما تم نشر مقالة أخرى مهمة عام 1945م، تعالج الوضع القائم لميدان جغرافية المدن، منوهة بالدراسات التي تم نشرها في الصحف اليومية، عـن تجارة التجزئة في المناطق التابعة للمدن Tributary Areas كأمثلة لهذا البحث العلمي.
وبوجه عام، فإن الهدف الرئيسي من هذا النشاط العلمي، هو شرح وتوضيح وظيفة المنطقة الحضرية، فهناك دراسات علمية مقارنة للمدن تركز على نقطة معينة بالذات. كما أن هناك رغبة من مستوى آخر، تطورت بشكل متزامن أيضاً عـن حقـل جغرافية الحضر، وهو التركيز على الدراسات الوظيفية للمدينة. وقد سلطت تلك الدراسات الضوء على مورفولوجية المدينة (تركيبهـا الـداخلي)، حيث يوجـد لهـذا الأسلوب أيضاً جذور قيمة مع أسلوب الدراسات الجغرافية الإقليمية. كمـا سـهلت استنباطات استخدام الأرض، عملية تصنيف وتخريط المناطق الوظيفية في المدينة، كالضواحي السكنية الصناعية والتي اعتبرت كنشاط علمي مبكر في هذا المجال.
وعليه، فقد تطور هذا البحث العلمي بالتدريج، ليصبح الأساس لشخصية الجغرافي كمخطط للمدينة. فقد أدت الدراسات المتعمقة لتحليـل الـتغير السكني، وزحف المدينة على البيئات الريفية، بالإضافة للتغيرات الوظيفية المرافقة لذلك، كلها مجتمعة إلى تطابق الجغرافيا مع عملية التخطيط الشاملة .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|