أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-5-2017
3701
التاريخ: 18-4-2017
3381
التاريخ: 12-12-2014
4022
التاريخ: 28-5-2017
4489
|
لقد كانت رحلة النبيّ صلى الله عليه وآله في تجارته مع خديجة إحدى مقدّمات الزواج الميمون، ولكن لم يكن من السهل على السيدة خديجة عليها السلام أن تصارح النبيّ صلى الله عليه وآله بذلك، في ظل ما تتميّز به من شخصيّة رفيعة، ومكانة محترمة بين نساء قريش، فبعثت صديقتها وصاحبة سرّها نفيسة بنت منية إليه, لتبحث معه حول موضوع الزواج، وتنظر رأيه في ذلك. فأجابها محمّد صلى الله عليه وآله : "ليس عندي ما أتزوّج به". قالت عليها السلام: "فإن كُفيت ذلك...، ألا تجيب؟". فأشارت عليه بالسيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام التي أرسلت معها
أن تقول له: "إنّي قد رغبت فيك لقرابتك، وشرفك في قومك، وأمانتك، وحسن خلقك وصدق حديثك".
وكانت السيدة خديجة عليها السلام يومئذٍ أوسط قريش نسباً، وأعظمهنّ شرفاً، وأكثرهنّ مالاً، كلّ شخصٍ من قومها كان حريصاً على خطبتها لو قدر على ذلك.
وقد تقدّم رسول الله للزواج منها، فخرج معه عمّه أبو طالب عليه السلام من أهل بيته ونفر من قريش، إلى عمّها عمرو بن أسد, لأنّ أباها خويلد بن أسد كان قد قُتل في حرب الفجّار، وقيل إنّه كان حيّاً، وإنّ أبا طالب دخل عليه, فخطب ابنته لابن أخيه، فوافق الأب، وتمّ الزواج المبارك.
وقد خطب أبو طالب، فقال: "الحمد لله ربّ هذا البيت الذي جعلنا من ذريّة إبراهيم، وزرع إسماعيل، وضِئْضِئ معدّ، وجعلنا حفظة بيته وسُوّاس حَرَمِه، وجعل لنا بيتاً محجوجاً وحرماً آمناً، وجعلنا الحكّام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه، ثمّ إنّ ابن أخي هذا محمّداً بن عبد الله لا يوزن به رجل من قريش إلّا رجَح به، ولا يقاس به رجل إلّا عظم عنه، ولا عِدْلَ له في الخلق، وإن كان في المال قلّ، فإنّ المال رفدٌ جارٍ، وظلٌّ زائل، وأمرٌ حائل، ومحمّد من عرفتم قرابته، قد خطب خديجة بنت خويلد، والمهر عليَّ في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله، وهو، والله، بعد هذا له نبأ عظيم، ودين شائع، ورأي كامل، وخطر جليل جسيم"1.
وقيل: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله نفسه قد أمهرها عشرين بكرة2، ولعلّ ذلك كان بواسطة أبي طالب.
وكانت السيّدة خديجة عليها السلام لا تزال بكراً، ولعلّها بقيت كذلك لسؤددها وشرفها, ولأنّها لم تجد كفؤاً لها في قريش حتّى عرفت النبيّ صلى الله عليه وآله . ولو قارنَّا هذا الموقف للسيّدة خديجة بنت خويلد بموقف أبناء جحش، لوجدنا زينب وحمنة وأخاها، يغضبون حين عرض عليهم النبيّ صلى الله عليه وآله تزويج زينب بزيد بن حارثة، معتبرين أنَّ ذلك يحطّ من شأنهم،
وسُمِعت زينب بنت جحش، وهي تقول: "أنا سيّدة أبناء عبد شمس"3.
فإذا لم تكن المرأة القرشيّة العاديّة من بطون قريش لتقبل بالزواج من أعرابيّ، بل كان أمراً مستهجناً، فإنّه من الأولى أن نستهجن ما يزعمونه من أنَّ السيّدة خديجة عليها السلام كانت متزوّجة قبل رسول الله صلى الله عليه وآله برجلين من أعراب بني تميم، فإنَّها كانت أعظم قدراً وأشرف نسباً، وأجلّ موقعاً من زينب بنت جحش. فكيف رضيت هذه المرأة الشريفة العاقلة، والتي كان كلّ أشراف وأمراء قريش حريصين على الزواج منها4، بأن تتركهم جميعاً، ثمّ تختار أعرابياً مجهولاً من بني تميم، ليكون زوجاً لها، وأباً لأولادها؟!
ورُزِق رسول الله من هذا الزواج ثلاثة أولاد, ابنان هما: القاسم والطاهر، وقد توفّيا في مكّة قبل البعثة، وهما طفلان، وابنة واحدة هي فاطمة عليها السلام، وأمَّا زينب ورقيّة وأمّ كلثوم فلم يكنّ بناته صلى الله عليه وآله ، بل كنَّ ربيباته5،6.
____________
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|