أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-2-2022
4321
التاريخ: 29-7-2016
1611
التاريخ: 26-1-2022
2008
التاريخ: 1-5-2022
1892
|
للتواضع آثار اجتماعية عظيمة في شخصية الإنسان ، ومن تلك الآثار :
انتشار فضله وارتفاعه شأنه، وسمو شرفه ، وتعاظم قدره ، وازدياد حبه في القلوب وانتظام اموره ، فهو يملك القلوب من غير سلطة إلا سلطة الخلق الرفيع، ويتقدم على الناس في مسيرتهم، وبحسن رضاهم ، والسر في ذلك هو : ان سنة الله تعالى في خلقه ، ما من انسان تواضع لله تعالى إلا رفعه ، كما اكدت ذلك الروايات الكثيرة ، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) :
(من تواضع عظمه الله ورفعه)
(ما تواضع احد لله إلا زاده الله تعالى جلالة)(1).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لا عز إلا لمن تذلل لله ، ولا رفعة إلا لمن تواضع لله)(2).
وهذه الرفعة تأتي من قرب الإنسان لله تعالى ؛ لأن المؤمن كلما تواضع لله تعالى ازداد قرباً إليه.
قال النبي (صلى الله عليه واله) : (اوحى الله تعالى إلى داود، يا داوم ان اقرب الناس مني يوم القيامة المتواضعون. كذلك أبعد الناس مني يوم القيامة المتكبرون)(3).
والامر الآخر في سبب رفعه المتواضع ، هو: ان الإنسان بفطرته يحب من يحترمه ويكرمه، وليس هناك اكثر إكراماً من المتواضع للآخرين، ويعجبني ان انقل كلام الحكيم الصيني لا وتسي قال : (إن سبب تلقي البحار والانهار مياه مئات الينابيع الجبلية ؛ يكمن في كونها أدنى منها، وهكذا نستطيع التحكم بكل الينابيع الجبلية، وهكذا إن اراد الحكيم ان يكون فوق سائر الناس، يجب أن يضع نفسه أدنى منهم، وان أراد ان يكون في مقدمتهم يضع نفسه خلفهم وهكذا رغم وجوده فوق سائر الناس فهم لن يشعروا بثقله، ورغم وجوده في المقدمة فهم لم يعتبروا ذلك إهانة)(4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الآمدي، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم : 249
(2) علي الطبرسي، مشكاة الأنوار، باب التواضع : 400.
(3) المصدر نفسه.
(4) دل كارينجي، كيف تتعامل مع الناس ؟ : 165.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|