الخرائط الكمية المساحية (خرائط الكوروبلث)

وهي نوع من أنواع الخرائط الموضوعية الكمية، وتعد من أبسط الطرق المستخدمة لتمثيل البيانات التابعة للوحدات المساحية، وأوضح مثال على خرائط الكوروبلث خرائط السكان التي تبين التوزيع المكاني للسكان، حسب التجمعات السكنية أو الوحدات الإدارية: كالمحافظات والألوية والأقضية.

لإنتاج خريطة كوروبلث (خريطة توزيع مساحي كمي)، نقوم وببساطة بترتيب الظواهر أو المعالم الجغرافية إلى فئات بناء على القيم التي تمثلها، ثم نظلل كل فئة بالظلال والألوان المناسبة. وتعتمد طبيعة الظلال على طريقة قياس الظاهرة المستخدمة، فإذا استخدمنا المقياس الاسمي Nominal Scale فعندها لا نستخدم الألوان المتدرجة، لأن الهدف من هذا المقياس هو القدرة على تمييز الظواهر بعضها عن بعض. أما إذا استخدمنا مقياساً ترتيبياً Ordinal Scale أو المقياس النسبي Ratio Scale فيجب علينا استخدام سلسلة من الألوان أو الأنماط المتدرجة. فمثلاً يجب أن نستخدم عدة درجات من لون واحد، فتمثل أقل قيمة بالدرجة الأفتح وتمثل أعلى قيمة بالدرجة الأغمق للون نفسه. إن الأمر المهم في إنتاج خرائط الكوروبلث هو الاختيار السليم والمناسب لنظام التصنيف (الشكل رقم 13)، ففي التصنيف الاسمي والترتيبي Nominal and Ordinal Scale يكون لدينا عادة مجموعة من الأصناف. أما في حالة بيانات المقياس النسبي أو الفئات، فيجب علينا أولاً ترتيب المشاهدات أو المعالم إلى أصناف Classes.

إن لمشروع أو نظام التصنيف المستخدم أثرا كبيرا في الانطباع الذي تتركه الخريطة في ذهن قارئها. لذلك يجب تصنيف البيانات المراد تمثيلها على الخريطة بطريقة تبرز الاختلافات المكانية الموجودة في المنطقة المدروسة، وتقلل من إمكانية حدوث لبس أو سوء تفسير للخريطة. كما يجب الاهتمام بالهدف من خرائط الكوروبلث، هل هو مقارنة مجموعة من الخرائط أم عمل خريطة واحدة فقط. فإذا كان الهدف هو مقارنة مجموعة من الخرائط فإنه يتوجب اختبار الفئات أو الأصناف بطريقة منتظمة لضمان إمكانية المقارنة.