المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4957 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



القول في كيفيّة كونه تعالى مريدا  
  
949   11:59 مساءاً   التاريخ: 4-08-2015
المؤلف : العلامة الشيخ سديد الدين الحمصيّ الرازيّ
الكتاب أو المصدر : المنقذ من التقليد والمرشد الى التوحيد المسمى بالتعليق العراقي
الجزء والصفحة : ج1 - ص84- 87
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / الارادة /

إن قال قائل: أتقولون إنّ اللّه تعالى مريد لذاته، كما يقوله النجّار؟ أو إنّه مريد بإرادة قديمة، على ما تقوله الصفاتيّة؟ أو بإرادة محدثة، كما يقوله بعض أصحابنا؟

قلنا: إضافة الصفة إلى النفس أو المعنى فرع على ثبوتها، ونحن لا نثبت له - تبارك وتعالى- بكونه مريدا، أمرا زائدا على داعيه، على ما فصّلنا القول فيه، فكيف نجعله ذاتيّا او معنويّا.

فإن قيل: إذا ذهبتم إلى أنّ المرجع بكونه مريدا إلى داعيه، وداعيه المرجع به إلى كونه عالما لذاته، فقد قلتم بأنّه مريد لذاته، فكيف تمنعون من إضافة كونه مريدا إلى الذات؟

قلنا: هو تبارك وتعالى عالم لذاته، ولكن داعيه ليس مطلق كونه عالما.

ألا ترى بأنّه يعلم ذاته وكذا يعلم وجود الموجودات، ولا يدعوه علمه بذاته وبوجود الموجودات إلى شي‏ء.

فإن قيل: فكونه عالما بالمعلوم الذي يكون داعيا له إلى إيجاده أيضا نفسيّ، فهو مريد لنفسه على قولكم هذا.

قلت: كونه عالما بذلك المعلوم وإن كان نفسيّا، إلّا أنّ دعوته إلى الفعل حكم كونه عالما، فلا يضاف إلى النفس. كما أنّ كون أحدنا عالما بأنّ له في‏ فعل نفعا أو دفع ضرر يدعوه إلى ذلك الفعل، ثمّ كونه عالما صادر عن المعنى فيكون معنويّا عند المشايخ، ثمّ دعوته إلى الفعل لا تسند إلى المعنى. وبالجملة إطلاق القول بأنّه مريد لذاته يوهم أنّا نذهب مذهب النجار في المسألة وانّا نثبته تعالى مريدا لجميع الكائنات، وهذا خلاف يذهب إليه.

والذي يدلّ على فساد ما ذهب إليه النجار في هذه المسألة، هو أنّه تعالى لو كان مريدا لذاته لوجب أن يكون مريدا لكلّ ما يصحّ أن يكون مرادا. كما أنّه لمّا كان عالما لذاته، وجب أن يكون عالما بكلّ ما يصحّ أن يعلم، وكلّ ما يصحّ حدوثه يصحّ أن يكون مرادا، وكان يجب أن يكون مريدا لكلّ ما يصحّ حدوثه، وفي ذلك لزوم كونه مريدا لحدوث الكفر من المؤمن، لأنّه صحيح الحدوث، وقد أجمعت الأمّة على أنّه تعالى لا يريد الكفر من المؤمن، وكان يلزم أن يريد حدوث كلّ ما نهى عنه، لصحّة حدوث جميع ذلك، فقد علمنا أنّه كاره لما نهى عنه، وكان يلزم أن يكون مريدا لها كارها لها في حالة واحدة، وهو محال. وبمثل هذه الطريقة يعلم أنّه لا يجوز ان يريد بإرادة قديمة من حيث انّ عند أصحاب الصفات القديمة أنّ تعلّق الإرادة القديمة عامّ في جميع المرادات.

ومن وجه آخر: وهو أن يكون إثبات قديم آخر معه، وسنبيّن أنّه لا يجوز أن يكون في الوجود قديم سواه تعالى.

وامّا اصحابنا فإنّهم لمّا أثبتوا كونه تعالى مريدا حالة زائدة على سائر أحواله قالوا: لا يخلوا تلك الحالة من أن تكون مستحقّة لنفسه تبارك وتعالى أو لغيره. وغيره إمّا أن يكون موجبا أو مختارا والموجب إمّا أن يكون معدوما أو موجودا، والموجود إمّا أن يكون قديما أو محدثا.

قالوا: ولا يجوز أن يستحقّ تعالى صفته بالفاعل، وأبطلوا كون تلك الحالة مستحقّة للنفس أو للمعنى القديم ...، وأبطلوا كونها مستحقّة لمعنى معدوم، بأن قالوا في العدم ضدّ الإرادة من الكراهة، فليس القديم بأن يكون‏ مريدا بإرادة معدومة أولى من أن يكون كارها بكراهة معدومة مضادّة لها، فيلزم أن يكون مريدا للشي‏ء كارها له في حالة واحدة، وهذا محال. فلم يبق الا أن يستحقّه لمعنى محدث.

ثمّ قالوا: ذلك المعنى المحدث لا يخلو من أن يحلّ ذاته، وهو محال، لأنّ ذاته تعالى ليست محلّا للحوادث أو يحلّ غيره، وهو الثاني من القسم ثمّ قالوا: ذلك الغير إمّا أن يكون حيّا أو غير حيّ. إن لم يكن حيّا لم يصحّ وجود الإرادة فيه، وإن كان حيّا كانت الإرادة مختصة بذلك الحيّ، لأنّه تبارك وتعالى لا يكون بتلك الإرادة مريدا، إذ لو كان مريدا بإرادة توجد في حيّ، لوجب أن يكون كارها بكراهة توجد في حيّ آخر، وكان يلزمه إذا أراد أحد الحيّين ما كرهه الآخر أن يكون تعالى مريدا لذلك الشي‏ء كارها له في حالة واحدة، وهذا محال، قالوا: فلم يبق إلّا أن تكون الإرادة التي يريد بها موجودة لا في محلّ.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.