أصل مصطلح قادة الرأي 

يقول " شرام " و "بورتر " بأن أصل الدراسات المنهجية لقادة الرأي هي فرضيات النماذج أو القدوات المؤثرة. وتعود هذه إلى الأبحاث التي أجراها " لازرزفيلد " و " ميرتون ". فقد تكهنا فيها بأن وسائل الاتصال الجماهيرية ستكون لها آثار اجتماعية هامة عندما يسندها قادة الرأي في كل مجتمع. ولعل المهد الأول الذي نشأت فيه هذه الفرضيات حسب قول " شرام " و " بورتر " هي مشروعات المزارع النموذجية في الولايات المتحدة. فقد كانت كليات الزراعة في المناطق القروية والمزارع النموذجية مسؤولة عن الاتصال بالمزارعين لعرض الوسائل والمواد الحديثة عليهم وللترويج لها بينهم . وكانت هذه الوسائل الجديدة تقدم أولا للفلاحين بواسطة وسائل الاتصال الجماهيرية، ثم يشجع قادة الرأي لمشاهدة المزيد من عمليات العرض على الطبيعة. ويعتقد " فان ديربان " بأن معظم الدراسات وجدت أن عمليات التبني للمخترعات الزراعية الحديثة والاتصال بوكالاتها ترتبط ارتباطا إيجابيا بتأثير قادة الرأي في المجتمعات المختلقة.

وعندما نستعرض الدراسات التي أجريت في هذا المجال نجد أن عددا منها يؤيد ما ذهب إليه " فان ديربان ". ومن تلك الدراسات بحث " مارش " و " ستانفيلد " ودراسة " ياداف "  و " روجرز " و " ستانفيلد " . . وهذا يعني أن قادة الرأي أو الصفوة يقومون بوظيفة ذات فعالية ملحوظة في الترويج للأشياء الجديدة، وللأفكار ذات الطابع التجاري.

فهل يقتصر أثر قادة الرأي على مجال الترويح للمخترعات والبضائع النافعة؟

لقد أثبتت دراسات أخرى بأن أثر قادة الرأي يتعدى إلى مجال ترويح الآراء والمعتقدات والسلوك. يقول " كيلمان " صاحب نظرية التأثير الاجتماعي بأن القائم بالاتصال الجذاب يمهد عادة لعملية الاقناع والتبني. فالجاذبية إذا توفرت في القائم بالاتصال تجعل منه نموذجا يحتذي به. ويؤكد " شرام " و " لايل " و " باركر " بأن النموذج من أكثر وسائل الإقناع تأثيرا. ويمتد أثر النماذج إلى الأطفال. فهناك دراسات مستفيضة تؤكد تأثير النماذج في الأطفال سواء أكان في مجال الاتصال الجماهيري أم في مجال التعليم.