أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-3-2018
1821
التاريخ: 14-6-2022
1540
التاريخ: 24-10-2017
4969
التاريخ: 27-3-2017
2626
|
المدارس البيئية:
لقد أصبحت قضية العلاقة بين الإنسان والبيئة من القضايا الشائكة والمختلف عليها، وهي قضية شغلت أذهان المفكرين والفلاسفة والباحثين على اختلاف مشاربهم ولمراحل زمنية طويلة، الأمر الذي ولد آراء ونظريات متعددة، وقد تأثرت هذه الآراء بالمراحل الزمنية التي عاشها أصحابها. ويمكن تصنيف هذه الاتجاهات إلى المدارس الاتية:
المدرسة الحتمية (Deter Minism): تعد المدرسة الحتمية من أقدم المدارس التي حاولت أن تحدد العلاقة بين البيئة والإنسان، وتعمقت بوادر هذه الفلسفة وتبلورت في أواخر القرن التاسع عشر على يد فردريك راتزل (1810-1892) الذي أخذ بمبدأ السببية causuallty في تحديد العلاقة بين الإنسان وبيئته الطبيعية، فهم يعتبرون أن للظروف البيئية الطبيعية الأثر الأكبر في حياة الإنسان وفي نظمه الاقتصادية والحضارية. وازدادت وضوحاً على يد أتباعه في مطلع القرن العشرين. وقد خرجت تعاليم راتزل من ألمانيا لتنتشر في أمريكا على يد سمبل Semple التي امتهنت التدريس بجامعة شيكاغو، وهي إحدى تلاميذ راتزل. وقد أصدرت كتاباً تحدثت به عن أثر البيئة الطبيعية على تاريخ الولايات المتحدة خلال الفترة الواقعة بين 1903-1932. ومن أنصار هذه المدرسة أيضاً هنتكتون Huntington الذي ألف مكتبة كاملة في دراسة حتمية تأثير البيئة على الإنسان والتاريخ والحضارة. وفي إنكلترا انضم إلى مدرسة راتزل أساتذة كبار من أمثال Fleure وروكسي Roxby وفير غريف. وهناك امتداد لآراء راتزل في فرنسا تمثلت في آراء لوبلاي Leplay ودومولان Demolins وتورفيل Tourville Fairgrieve .
وبدايات هذه النظرية ترتبط بظهور علم الجغرافية لكن بشكل غير واضح المعالم. وتقوم الفكرة البيئية الحتمية على أن الإنسان خاضع للمؤثرات البيئية، وبأنه سلبي التأثير في بيئته التي يعيش فيها، وأنها هي ا التي تحدد نمط حياته وفعالياته المختلفة، وأن البناء الاجتماعي والظاهرة الاجتماعية ما هما إلا نتاج حتمي للبيئة، وأن نتاج بيئته الطبيعية تتحكم فيه قوانينها. وتشير (Ellen Semple)، إلى أن الحتمية تؤكد أن البيئة هي كل شيء في حياة الإنسان، وأن التطور البشري والجهد الإنساني لا يخرجان عن كونهما نوعاً من التفاعل السلبي مع البيئة وخضوعاً لها(1).
ويظهر الأثر الحتمي في العمران الريفي بشكل واضح من خلال التجمعات القروية حول مصادر المياه في المناطق الجافة وشبه الجافة، كما هو الحال في مناطق الواحات الصحراوية، في حين يميل السكان للانتشار في المناطق الرطبة أو الممطرة. ويميل السكان للتجمع في المناطق السهلية وإنشاء أنماط سكنية حضرية للاستفادة من الوفورات الاقتصادية التي يوفرها التجمع البشري، ومن أهمها الأمن والدفاع المشترك والعلاقات الاقتصادية، في حين يميل سكنة المناطق الوعرة إلى التباعد والتشتت، وهو أمر يعود إلى قلة المساحات الصالحة للزراعة. بعبارة أخرى، فإن النمط السكني ونوعية العمران ماهي إلا انعكاس للعوامل الطبيعية، فنوع القرى والمستوطنات واحجامها وأشكالها تتأثر إلى حد كبير بالمؤثرات الطبيعية. وقد ساهم العامل البشري بعد تقدم البشرية في إيجاد منافذ ومبررات لا تجعل العامل الطبيعي هو المسيطر على الأنماط العمرانية والسكنية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فؤاد محمد الصقار، دراسات في الجغرافية البشرية، وكالة المطبوعات، الكويت، 1981. ص21.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|