اقتصاد أدوات وسائل الإعلام الإلكتروني- ثانيا: الرسائل الالكترونية

أثر تبادل الرسائل الإلكترونية على سوق شراء أوراق كتابة الرسائل وظروف الرسائل والطوابع البريدية، فالجيل الجديد ليس عنده الوقت الكافي ليمسك بالقلم ويكتب خطاباً منذ أن اكتشف نعمة الرسائل الإلكترونية، ولأنه وبساطة لا يجد الوقت ليهب إلى دائرة البريد ليبعث برسالة وتلك اللعنة طالت الكتاب والصحفيين، ففي السابق كان الصحفي يكتب موضوعاته ويبيض مقابلاته الصحفية بخط يديه، أما الآن فقد تخلى عن اقتناء الأقلام كثيراً وعوضها بالتنضيد والطبع من خلال جهاز الكومبيوتر، وبدل البحث عن الدفاتر ليسجل فيها أخباره الصحفية صار يبحث عن آخر التطورات في عالم اكتشاف الحروف، وطبع ما ترده من أخبار وإرسالها إلى أصقاع الدنيا عبر البريد الإلكتروني.

سابقا، منحت تقنية الصحافة المكتوبة عملية رجع الصدى (leed back) إمكانات حقيقية لم تكن متوفرة من قبل بوسائل الإعلام، وخاصة بالنسبة للصحافة، وبات الحديث ممكناً عن تفاعل بين الصحف والقراء بعد أن ظلت العلاقات محدودة وهامشية طيلة عمر الصحافة الورقية ويمكن أن يجد متصفح مواقع الصحف الإلكترونية حقولاً خاصة في شتى الصفحات تتضمن الطلب من القارئ أن يبدي رأيا حول موضوع المنشور، أو يكتب تعليقاً حوله، وفي حال قيام المستخدم بذلك سيظهر تعليقه فورا على موقع الصحيفة، حيث أصبح بإمكان المستخدمين في أي مكان الاطلاع عليه، وتشمل هذه الإمكانية بطبيعة الحال رسائل القراء التي تنتشر فوريا على صفحات الصحيفة الإلكترونية.