الحساب والصراط والميزان وتطائر الكتب وإنطاق الجوارح وأحوال أهل الجنة والنار أمور ممكنة أخبر الصادق بوقوعها(1) فتكون حقاً وإلا لخرج عن كونه صادقاً؛ هذا خلف.

فالحساب إيقاف العبد على أعماله الصالحة والطالحة.

والصراط دنيوي وهو ما قصر عن العلو وارتفع عن التقصير واستقام, ولم يعدل إلى شيء من الباطل, وأخروي وهو المراد هنا, فقيل: إنه جسر بين الجنة والنار(2), وقيل: الأعمال الردية التي يسأل عنها ويؤاخذ بها(3).

وأما الميزان فالمشهور أن يوزن صحائف الأعمال, وقيل: هو العدل في القضاء(4), وقيل: ملك يقابل الحسنات بالسيئات(5), وباقي المعاني ظاهر.

[و]النقل الشريف دل على أن جميع المخلوقات الحيوانية تحشر لقوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ }  إلى قوله: {ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام: 38]) فالذي عليه حق أو له حق تجب بعثته عقلاً وما عدا ذلك يجوز عقلاً ويجب نقلاً.

____________

([1]) قد ألف السيد هاشم البحراني المتوفي سنة 1107 هجرية كتاباً في هذا الشأن وجمع فيه روايات الجنة والنار والصراط سماه معالم الزلفي.

(2و3) حكى ذلك بلفظ: ((قيل)) الفاضل المقداد في اللوامع الإلهية: 426.

(4) حكى ذلك بلفظ:((قيل)) الفاضل المقداد في اللوامع الإلهية: 426.

(5) انظر: مجمع البيان 4: 220 ذيل الآية:{ والوزن يؤمئذٍ الحق}.