أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-08-2015
1098
التاريخ: 14-4-2018
1272
التاريخ: 31-3-2017
904
التاريخ: 11-08-2015
1331
|
صفة النار : النار هي دار الهوان ودار الانتقام من أهل الكفر والعصيان ، وقد وصفها القرآن الكريم بأنها كالسجن ، محيط بالكافرين ، حصير لهم ، ولها سرادق محيط بها ، وأنها مُؤصدة في عمدٍ ممدّدة ، وفيها ظلّ ذو ثلاث شعب ، لكنه غير ظليل ، ولا يقي من شدّة فورانها وتصاعد لظاها ، وأن وقودها الناس والحجارة ، وأوارها لا ينقطع ، فكلما خبت ازدادت سعيراً، وتحرسها ملائكة غلاظ شداد موكّلون بالعذاب ، لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون، ولها سبعة أبواب ، لكلّ باب منهم جزء مقسوم (1).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : « أن
جهنّم لها سبعة أبواب أطباق بعضها فوق بعض... فأسفلها جهنّم، وفوقها لظى ، وفوقها
الحطمة ، وفوقها سقر ، وفوقها الجحيم ، وفوقها السعير ، وفوقها الهاوية ».
وفي رواية : « أسفلها الهاوية ، وأعلاها
جهنّم »(2).
وقال عليه السلام في وصفها : « فاحذروا
ناراً قعرها بعيد ، وحرّها شديد ، وعذابها جديد ، دار ليس فيها رحمة ، ولا تُسمع
فيها دعوة ، ولا تُفرّج فيها كُربه »(3).
أهل النار : {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا
الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى
النَّارِ} [البقرة: 175].
جاء في الآيات الكريمة أنّ النار اُعدت
للذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله وماتوا وهم كفّار ، والمشركين الذين جعلوا مع
الله إلهاً آخر ، والمنافقين ، والمتكبرين ، والظالمين ، والطاغين ، والمكذّبين
الله سبحانه ورسله ، ومن يعصي الله ورسوله ، ويتولى عن طاعته ، ويتعدى حدوده،
ويستكبر عن عبادته ، ويصدّ عن سبيله ، ويعرض عن ذكره ، ولا يرجو لقاءه ، والمكذبين
بيوم الدين ، والذين رضوا بالحياة الدنيا وزينتها واطمأنوا بها وآثروها على الآخرة
، ومن كسب سيئة وأحاطت به خطيئته ، ومن يرتدّ عن دينه ويموت كافراً ، والذين
يأكلون أموال الناس بالباطل ، أو يأكلون أموال اليتامى ظلماً ، ومن يقتل مؤمناً
متعمداً ، والذين يكنزون الذهب والفضّة ولا ينفقونها في سبيل الله ، وأئمة الجور
والضلال ، وتاركي الصلاة(4).
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « إني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : يُؤتى يوم القيامة بالامام الجائر
وليس معه نصير ولا عاذر ، فيُلقى في نار جهنم ، فيدور فيها كما تدور الرحى ، ثمّ
يُربَط في قعرها »(5).
وعنه عليه السلام وهو يعظ أصحابه : «
تعاهدوا أمر الصلاة ، وحافظوا عليها ، واستكثروا منها ، وتقرّبوا بها ، فإنها كانت
على المؤمنين كتاباً موقوتاً ، ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا : {مَا
سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [المدثر: 42، 43]؟!
(6)».
الخالدون فيها : لا يخلد في النار إلاّ
أهل الكفر والشرك ، وأمّا المذنبون من أهل التوحيد ، فإنهم يخرجون منها بالرحمة التي
تدركهم والشفاعة التي تنالهم(7).
قال الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه
السلام : « لا يخلد في النار إلاّ أهل الكفر والجحود ، وأهل الضلال والشرك »(8).
عذاب النار : يتعرّض أهل النار لأصنافٍ من العذاب
الحسي والروحي ، وقد وصف الله تعالى عذابها بالمهين والغليظ والأليم والعظيم
والشديد ، فحينما يُساق المجرمون إلى جهنّم زمراً وجماعات ، تتلقّاهم ملائكة
العذاب : أدخلوا أبواب جهنم خالدين فيها ، فبئس مثوى المتكبرين ، هذا والنار
تنتظرهم من مكانٍ بعيد ، فإذا رأتهم تغيّظت وزفرت وزأرت كالأسد إذا رأى فريسته على
بُعد.
فتُفتح لهم الأبواب ، ويُدعّون فيها دعّاً
مع الشياطين وما كانوا يعبدون من دون الله ، فيكونون حصب جنهم ووقود السعير ، وإذا
اُلقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور ، فتكاد تميّز من الغيط، وتتأجّج نارها ،
ويتّقد أوارها ، ويتطاير شررها ، ويتعالى لهيبها ، وهم غرقى فيها ، طعامهم منها ،
وشرابهم منها ، ولباسهم منها ، وهي مهادهم وسقفهم ، يلتحفون حممها ، ويفترشون
لظاها ، ويتقلقلون بين أطباقها ، فيغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، في
مقطّعات النيران وسرابيل القطران ، فتكوي جباههم ، وتلفح وجوههم وتتقلّب في النار
، فتسودّ وجوههم، وينتزع الشَّوى من رؤوسهم.
وهم خالدون في عذابٍ مقيم ، ويأتيهم الموت
من كل مكان وما هم بميتين ، فلا يُقضى عليهم فيموتوا ، ولا يخفّف عنهم من عذابها ،
ولا هم يُنْظَرون ، وكلّما نضجت جلودهم بُدّلت باُخرى ليتجدّد عذابهم ، وكلّما
أرادوا أن يخرجوا منها من غمّ اُعيدوا فيها ، وقيل لهم : ذوقوا عذاب الحريق.
هذا وهم مقرّنون بالأغلال والسلاسل في
الأعناق ، مصفّدون في مكان ضيق ، ثم يُسحبون في الحميم على وجوههم ، ويُؤخَذون
بالنواصي والأقدام ، ثمّ في النار يُسجرون ، وتهشّم جباههم بمقامع الحديد ،
وينتظرهم عذاب السّموم وشجر الزقّوم والحميم الذي يُصبّ من فوق رؤوسهم ، فيصهر ما
في بطونهم والجلود.
وإن استغاثوا من شدة العطش ، يُغاثوا
بماءٍ صديدٍ يتجرعونه ولا يكادون يستسيغونه ، أو بماء الحميم فيقطّع أمعاءهم ، أو
بماءٍ كالمهل يشوي الوجوه ويغلي في البطون كغلي الحميم ، فلا يذوقون برداً ولا
شراباً إلاّ حميماً وغسّاقاً ، وهم مع ذلك يشربون منهما شُرب الهيم.
وإن استطعموا من شدّة الجوع ، اُطعموا
غذاءً ذا غصّة من الغسلين والزّقوم ، وهي شجرة تخرج في أصل الجحيم ، طلعها كأنه
رؤوس الشياطين ، وهم مع ذلك لآكلون منها ، فمالئون منها البطون ، فشاربون عليه من
الحميم.
ولهم من هول العذاب اصطراخ بين أطباقها ،
وهي تغلي بهم غلي المراجل ، فيتعالى زفيرهم وبكاؤهم وعويلهم وتخاصمهم ، وهتافهم
بالويل والثبور ، ولكن لا يُسمعون(9).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام فيوصف
عذابها : « أما أهل المعصية فأنزلهم شرّ دار ، وغلّ الأيدي إلى الأعناق ، وقرن
النواصي بالأقدام ، وألبسهم سرابيل القطران ، ومقطّعات النيران ، في عذابٍ قد
اشتدّ حرّه ، وبابٍ قد اُطبق على أهله ، في نارٍ لها كَلَبٌ ولَجَبٌ ، ولهبٌ ساطع
، وقصيف هائل ، لا يظعن مقيمها ، ولا يُفادى أسيرها ، ولا تُفصَم كبولها ، لا
مُدّة للدار فتفنى ، ولا أجل للقوم فيُقضى »(10).
عذابها الروحي : وله صور عديدة يعرضها
القرآن الكريم ، منها الشعور بالخسران والندامة والخزي والخوف والرهبة ، فينادي
الظالمون بالحسرة ، حسرة فوت الجنة ونعيمها ، وفوت لقاء الله ورضوانه ، وينتابهم
اليأس من الرحمة والمغفرة ، ويصيبهم الذلّ والصغار حين يعرضون على النار خاشعين من
الذلّ ينظرون من طرف خفيّ(11).
وحينما يُعرَضون على النار ويرون عذابها
تتقطّع أنفسهم حسرات من شدة الندم ، فيظهرون البراءة من كبرائهم وساداتهم ،
وتتوارد عليهم الأماني ، فيقولون : {يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا
الرَّسُولَا} [الأحزاب: 66] ، وكلّ منهم يقول : {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ
لِحَيَاتِي} [الفجر: 24] و{يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا
خَلِيلًا} [الفرقان: 28] وأنّى لهم الندم وهم في محضر اليوم العسير؟!
ويضجّون حسرّة على ما فرّطوا في الدنيا ،
فيطلبون العودة إليها ، ليعملوا صالحاً ويكونوا من المؤمنين ، ويتعالى هتافهم : {فَلَوْ
أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } [الشعراء: 102] ويصرخون : {رَبَّنَا
أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [فاطر: 37].
وتلك الأماني لا تعدو كونها سراباً بقيعة
، لأنّهم في عالم الجزاء ، عالم لا تنفع فيه الطاعة والانابة وإظهار الندم ، ولو
كانوا صادقين لأنابوا وتابوا وهم في دار التكليف والعمل {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا
لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } [الأنعام: 28].
ومن هنا يأتيهم الجواب : {فَذُوقُوا
الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} [الأنعام: 30] ويقال لهم : {اخْسَئُوا
فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون: 108] وهو مما يزيد من حسرة نفوسهم وشعورهم
بالخذلان والخيبة واليأس من الرحمة والمغفرة ، فيُصلَون جهنم مذمومين مدحورين
ملومين.
وممّا يحزّ في نفوسهم هو تبكيت الملائكة وتقريعهم
لهم بمجرد أن يدخلوا النار ، قال تعالى : {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ
سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} [الملك: 8] وهم يجيبون
بالإقرار والاعتراف : {بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا
نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ *
وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ
السَّعِيرِ } [الملك: 9، 10].
وحينما يستسلمون لليأس يقولون لخازن النار
: {يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77] فيقول لهم : {إِنَّكُمْ
مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77](12).
أعاذنا الله جميعاً من شرّ الجحيم ومن
أهوال يوم القيامة ، ورزقنا رحمته التي وسعت كل شيء وشفاعة نبيه المصطفى وآله
الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين.
________________
1) راجع : سورة البقرة : 2/24 ، سورة التوبة : 9/49 ، سورة الحجر : 15/43
ـ 44 ، سورة الإسراء : 17/8 و97 ، سورة الكهف : 18/29 ، سورة التحريم : 66/6 ،
سورة المرسلات : 77/30 ـ 31 ، سورة الهمزة : 104/8 ـ 9.
2) مجمع البيان / الطبرسي 6 : 519.
(3) نهج البلاغة / صبحي الصالح : 384 ـ الكتاب (27).
(4) راجع سورة البقرة : 2/81 و86 و161 ـ 162 و217 ، سورة النساء : 4/10
و14 و56 و93 و145 ، سورة التوبة : 9/34 و63 ، سورة يونس : 10/7 ـ 8 و52 ، سورة هود
: 11/15 ـ 16 ، سورة النحل :16/85 ، سورة الكهف : 18/102 ـ 106 ، سورة طه : 20/74
و124 ـ 127 ، سورة الفرقان : 25/11 ، سورة السجدة : 32/12 ـ 14 ، سورة الزمر :
39/60 ، و71 ـ 72 ، سورة غافر : 40/60 و 70 ـ 72 ، سورة ق : 50/24 ـ 26 ، سورة
الجن : 72/17 و23 ، سورة المدثر : 74/41 ـ 46 ، سورة النازعات : 79/37 ـ 39.
(5) نهج البلاغة / صبحي الصالح : 235 ـ الخطبة (164).
(6) نهج البلاغة / صبحي الصالح : 316 ـ الخطبة (199) والآية من سورة
المدّثر : 74 / 42.
(7) الاعتقادات / الصدوق : 77.
(8) التوحيد / الصدوق : 407/6. جماعة المدرسين ـ قم.
(9) راجع : سورة البقرة : 2/90 و104 و114 و162 ، سورة النساء : 4/56 ،
سورة الأنعام : 6/70 ، سورة الأعراف : 7/41 ، سورة إبراهيم : 14/16 ـ 17 و49 ـ 50
، سورة الكهف : 18/29 ، سورة طه : 20/74 ، سورة الأنبياء : 21/98 ـ 100 ، سورة
الحج : 22/19 ـ 22 ، سورة المؤمنون : 23/104 ، سورة الفرقان : 25/12 ـ 14 ، سورة
العنكبوت : 29/54 ـ 55 ، سورة الأحزاب : 33/64 ـ 68 ، سورة فاطر : 35/36 ـ 37 ،
سورة الصافات : 37/62 ـ 68 ، سورة ص : 38/55 ـ 64 ، سورة الزمر : 39/71 ، سورة
غافر : 40/70 ـ 76 ، سورة الدخان : 44/43 ـ 50 ، سورة محمد : 47/15 ، سورة الطور :
52/13 ـ 16 ، سورة القمر : 54/47 ـ 48 ، سورة الرحمن : 55/41 ـ 44 ، سورة الواقعة
: 56/41 ـ 44 و51 ـ 56 ، سورة الملك : 67/5 ـ 11 ، سورة الحاقة : 69/31 ـ 37 ،
سورة المزمل : 73/12 ـ 13 ، سورة الدهر : 76/4 ، سورة المرسلات 77/30 ـ 33 ، سورة
النبأ : 78/21 ـ 30 ، سورة الليل : 92/14 ـ 16 ، سورة الهمزة : 104/4 ـ 9.
(10)
نهج البلاغة / صبحي الصالح : 162 ـ الخطبة (109).
(11) راجع : سورة البقرة
: 2/161 و166 ـ 167 ، سورة الأنعام : 6/27 ـ 31 و124 ، سورة الأعراف : 7/53 ، سورة
إبراهيم : 14/44 ، سورة الإسراء : 17/18 و39 ، سورة المؤمنون : 23/103 ـ 108 ،
سورة الشعراء : 26/95 ـ 102 ، سورة العنكبوت : 29/23 ، سورة الأحزاب : 33/66 ـ 68
، سورة سبأ : 34/33 ، سورة فاطر : 35/36 ـ 37 ، سورة الزمر : 39/71 ، سورة غافر :
40/73 ـ 76 ، سورة الشورى : 42/45 ، سورة الزخرف : 43/77 ، سورة الملك : 67/15 ،
سورة المطففين : 83/15 ـ 17.
(12)
بالنظر لكون أغلب مضامين المبحث الأخير المتعلق بوصف الجنة والنار ، قد استوحيناها
من القرآن الكريم ، لذا نحيل إلى مصادر الحديث لمن أراد الإطلاع على مضامينه التي
توسعت في وصف نعيم الجنة وعذاب النار ، فراجع : بحار الأنوار / المجلسي 8 : 116 ـ
222 ، و380 ـ 329 ، إحياء علوم الدين / الغزالي 5 : 385 ـ 392 و374 ـ 381.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|