أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016
3065
التاريخ: 16-6-2022
4863
التاريخ: 19-10-2015
3533
التاريخ: 6-4-2016
3040
|
روى الخوارزمي أنّ معاوية سافر إلى يثرب فرأى تكريم الناس وحفاوتهم بالإمام وإكبارهم له ممّا ساءه ذلك ، فاستدعى أبا الأسود الدؤلي والضحّاك بن قيس الفهري ، فاستشارهم في أمر الحسن وأنّه بماذا يوصمه ليتّخذ من ذلك وسيلة للحطّ من شأنه والتقليل من أهميّته أمام الجماهير ، فأشار عليه أبو الأسود بالترك قائلا :
« رأي أمير المؤمنين أفضل ، وأرى ألّا يفعل فإنّ أمير المؤمنين لن يقول فيه قولا إلّا أنزله سامعوه منه به حسدا ، ورفعوا به صعدا ، والحسن يا أمير المؤمنين معتدل شبابه ، أحضر ما هو كائن جوابه ، فأخاف أن يرد عليك كلامك بنوافذ تردع سهامك ، فيقرع بذلك ظنوبك[1] ، ويبدي به عيوبك ، فإنّ كلامك فيه صار له فضلا ، وعليك كلا ، إلّا أن تكون تعرف له عيبا في أدب ، أو وقيعة في حسب ، وإنّه لهو المهذّب ، قد أصبح من صريح العرب في عزّ لبابها ، وكريم محتدها ، وطيب عنصرها ، فلا تفعل يا أمير المؤمنين » .
وقد أشار عليه أبو الأسود بالصواب ، ومنحه النصيحة ، فأيّ نقص أو عيب في الإمام حتى يوصمه به ، وهو المطهّر من كلّ رجس ونقص كما نطق بذلك الذكر الحكيم ؟ ولكنّ الضحّاك بن قيس قد أشار على معاوية بعكس ذلك فحبّذ له أن ينال من الإمام ويتطاول عليه قائلا :
« امض يا أمير المؤمنين فيه برأيك ولا تنصرف عنه بدائك ، فإنّك لو رميته بقوارص كلامك ومحكم جوابك لذلّ لك كما يذلّ البعير الشارف[2] من الإبل » .
واستجاب معاوية لرأي الضحّاك ، فلمّا كان يوم الجمعة صعد المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ، وصلّى على نبيّه ، ثم ذكر أمير المؤمنين وسيّد المسلمين علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) فانتقصه ، ثم قال :
« أيّها الناس ! إنّ صبية من قريش ذوي سفه وطيش وتكدّر من عيش أتعبتهم المقادير ، فاتّخذ الشيطان رؤوسهم مقاعد ، وألسنتهم مبارد ، فأباض وفرخ في صدورهم ، ودرج في نحورهم ، فركب بهم الزلل ، وزيّن لهم الخطل ، وأعمى عليهم السبل ، وأرشدهم إلى البغي والعدوان والزور والبهتان ، فهم له شركاء وهو لهم قرين وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً وكفى لهم مؤدّبا ، والمستعان اللّه » .
فوثب اليه الإمام الحسن مندفعا كالسيل رادّا عليه افتراءه وأباطيله قائلا :
« أيّها الناس ! من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبي طالب ، أنا ابن نبيّ اللّه ، أنا ابن من جعلت له الأرض مسجدا وطهورا ، أنا ابن السراج المنير ، أنا ابن البشير النذير ، أنا ابن خاتم النبيّين ، وسيّد المرسلين ، وإمام المتّقين ، ورسول ربّ العالمين ، أنا ابن من بعث إلى الجنّ والإنس ، أنا ابن من بعث رحمة للعالمين » .
وشقّ على معاوية كلام الإمام فبادر إلى قطعه قائلا : « يا حسن ! عليك بصفة الرطب » ، فقال ( عليه السّلام ) : « الريح تلقحه والحرّ ينضجه ، والليل يبرده ويطيبه ، على رغم أنفك يا معاوية » ثم استرسل ( عليه السّلام ) في تعريف نفسه قائلا :
« أنا ابن مستجاب الدعوة ، أنا ابن الشفيع المطاع ، أنا ابن أول من ينفض رأسه من التراب ، ويقرع باب الجنّة ، أنا ابن من قاتلت الملائكة معه ولم تقاتل مع نبيّ قبله ، أنا ابن من نصر على الأحزاب ، أنا ابن من ذلّت له قريش رغما » .
وغضب معاوية واندفع يصيح : « أما أنّك تحدّث نفسك بالخلافة » .
فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) عمّن هو أهل للخلافة قائلا : « أمّا الخلافة فلمن عمل بكتاب اللّه وسنّة نبيّه ، وليست الخلافة لمن خالف كتاب اللّه وعطّل السنّة ، إنّما مثل ذلك مثل رجل أصاب ملكا فتمتّع به ، وكأنّه انقطع عنه وبقيت تبعاته عليه » .
وراوغ معاوية ، وانحط كبرياؤه فقال : « ما في قريش رجل إلّا ولنا عنده نعم جزيلة ويد جميلة » .
فردّ ( عليه السّلام ) قائلا : « بلى ، من تعزّزت به بعد الذلّة ، وتكثّرت به بعد القلّة » .
فقال معاوية : « من أولئك يا حسن ؟ » ، فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) : « من يلهيك عن معرفتهم » .
ثم استمر ( عليه السّلام ) في تعريف نفسه إلى المجتمع فقال :
« أنا ابن من ساد قريشا شابا وكهلا ، أنا ابن من ساد الورى كرما ونبلا ، أنا ابن من ساد أهل الدنيا بالجود الصادق ، والفرع الباسق ، والفضل السابق ، أنا ابن من رضاه رضى اللّه ، وسخطه سخطه ، فهل لك أن تساميه يا معاوية ؟ » ، فقال معاوية : أقول لا تصديقا لقولك ، فقال الحسن : « الحق أبلج ، والباطل لجلج ، ولم يندم من ركب الحقّ ، وقد خاب من ركب الباطل ( والحقّ يعرفه ذوو الألباب ) » فقال معاوية على عادته من المراوغة : لا مرحبا بمن ساءك[3].
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|