أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016
13783
التاريخ: 10-6-2022
1813
التاريخ: 19-10-2015
3591
التاريخ: 14-11-2017
4010
|
كان الشرط الأول - وكما مرّ علينا - هو أن يسلّم الإمام الأمر لمعاوية على أن يعمل بكتاب اللّه وسنّة نبيّه وسيرة الخلفاء الصالحين .
وقد وقف الإمام الحسن ( عليه السّلام ) عند عهده رغم الضغوط الكثيرة من أصحابه ومخلصيه ، مع أنّ الإمام كان في حلّ من شرطه لو أراد ؛ لأنّ التسليم كان مشروطا ، ولم يف معاوية بأيّ واحد من الشروط التي أخذت عليه .
أمّا معاوية فلم يلتزم بالشرط الأول ، وأمّا عن الشرط الثاني - وهو أن يكون الأمر من بعده للحسن ثم للحسين وأن لا يعهد إلى أحد من بعده - فقد أجمع المؤرّخون على أنّ معاوية لم يف بشرطه هذا ، بل نقضه بجعل الولاية لابنه يزيد من بعده[1].
وفيما يتعلّق بالشرط الثالث - وهو رفع السبّ عن الإمام عليّ ( عليه السّلام ) مطلقا أو في حضور الإمام الحسن خاصة - فقد عزّ على معاوية الوفاء به ، لأنّ سبّ عليّ يمثّل لديه الأساس القوي الذي يعتمده في إبعاد الناس عن بني هاشم ، وقد ركّز معاوية بعناد وقوة على لزوم اتّباع طريقته في سبّ أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) في وصاياه وكتبه لعمّاله[2].
وبخصوص الشرط الرابع فقد قيل : إنّ أهل البصرة حالوا بين الإمام الحسن وبين خراج أبجر ، وقالوا : فيئنا[3] ، وكان منعهم بأمر من معاوية لهم[4].
وأما الشرط الخامس - وهو العهد بالأمان العام ، والأمان لشيعة عليّ على الخصوص ، وأن لا يبغي للحسنين ( عليهما السّلام ) وأهل بيتهما غائلة سرّا ولا جهرا - وللمؤرّخين فيما يرجع إلى موضوع هذا الشرط نصوص كثيرة ، بعضها وصف للكوارث الداجية التي جوبه بها الشيعة من الحكّام الأمويين في عهد معاوية ، وبعضها قضايا فردية فيما نكب به معاوية الشخصيات الممتازة من أصحاب أمير المؤمنين ، وبعضها خيانته تجاه الحسن والحسين خاصة[5].
وأكّد جميع المؤرخين أنّ الصلح بشروطه الخمسة لم يلق من معاوية أيّة رعاية تناسب تلك العهود والمواثيق والأيمان التي قطعها على نفسه ، ولكنّه طالع المسلمين بشكل عام بالأوليات البكر والأفاعيل النكراء من بوائقه ، وشيعة أهل البيت ( عليهم السّلام ) بشكل خاص ، فكان أول رأس يطاف به في الإسلام منهم - أي من الشيعة - وبأمره يطاف به ، وكان أول إنسان يدفن حيّا في الإسلام منهم ، وبأمره يفعل به ذلك .
وكانت أول امرأة تسجن في الإسلام منهم ، وهو الآمر بسجنها ، وكانت أول مجموعة من الشهداء يقتلون صبرا في الإسلام منهم ، وهو الذي قتلهم ، واستقصى معاوية بنود المعاهدة كلّها بالخلف ، فاستقصى أيمانه المغلّظة بالحنث ، ومواثيقه المؤكّدة التي واثق اللّه تعالى عليها بالنقض ، فأين هي الخلافة الدينية يا ترى ؟ ![6].
وبقي آخر شقّ من الشروط وهو الأدقّ والأكثر حساسية ، وكان عليه إذا أساء الصنيع بهذا الشقّ أن يتحدّى القرآن صراحة ورسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) مباشرة ، فصبر عليه ثماني سنين ، ثم ضاق به ذرعا ، وثارت به امويّته التي جعلته ابن أبي سفيان حقا بما جاء به من فعلته التي أنست الناس الرزايا قبلها .
وهي أول ذلّ دخل على العرب ، وكانت بطبيعتها أبعد مواد الصلح عن الخيانة ، كما كانت بظروفها وملابساتها أجدرها بالرعاية ، وكانت بعد نزع السلاح والالتزام من الخصم بالوفاء ، أفظع جريمة في تاريخ معاوية الحافل بالجرائم .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تطلق مسابقتها الثقافية الخاصة بذكرى ولادة الإمام علي (عليه السلام)
|
|
|