المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر قناة موصلة للنعم الإلهية
2025-01-12
أسباب ودوافع الكفران وطرق علاجه
2025-01-12
عواقب كفران النعمة
2025-01-12
معنى كفران النعمة
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 2
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 1
2025-01-12



لا تبحث عن السعادة المطلقة وأكتف بمطلق السعادة  
  
2339   03:20 مساءً   التاريخ: 5-7-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تتمتع بحياتك وتعش سعيداً
الجزء والصفحة : ص37ــ38
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-5-2022 1160
التاريخ: 2-9-2016 2608
التاريخ: 23-12-2016 15293
التاريخ: 2023-03-21 1025

إذا كنت تريد السعادة، فلا بد أن تقتنع بما يتوفر لديك منها؛ لأن السعادة المطلقة لا وجود لها إلا في خيال الشعراء. ومن يبحث عن السعادة المطلقة، وفي كل وقت فسوف يجني شقاءً دائماً.

يقول جين أوسال:

(إن الإنسان الذي يظن أنه يستطيع ان يكون سعيداً طوال حياته ليس إلا مجنوناً.. فنحن جميعا نعرف أن الدليل الوحيد على تمتعنا بكامل قوانا العقلية يكمن في قدرتنا على الشعور بالتعاسة، عندما نفاجأ بحدث يعكر صفو حياتنا.. إن الحياة الحقيقية هي السعادة التي نشعر بها من بعد حزن.. هي في صفاء النفوس من بعد خلاف.. هي في الحب بعد المعارك التي تنشب بين الزوجين.. هي في النجاح الذي نصل إليه من بعد فشل.. هي في الأمل الذي يملأ صدورنا بعد أن نكون قد يئسنا من حياتنا وكل ما تحمله لنا الحياة.. هذه هي الحياة، وهذه هي فلسفتها..).

فلا وجود للمطلق في هذه الدنيا، فلا راحة مطلقة، ولا صحة مطلقة، ولا لذة مطلقة. . والسعادة ليست استثناءً من تلك .

صحيح أن الإنسان يتوق إلى المطلق، ويرغب في إمتلاك كل ما يخطر على باله من أسباب السعادة، ولكن من الأفضل أن يستعيض عن البحث عن السعادة المطلقة، بالأمل المطلق..

يقول الطغرائي:

أعلل النفس بالآمال أرقبها             ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

ويقول آخر:

على الرجاء يعيش الناس كلهم       فالدهر كالبحر، والآمال كالسفن

إن الأمل بيوم أفضل من يومك، وحياة أكرم من حياتك، ليس مجرد وقود للحركة والنشاط، بل هو أيضاً سبب رئيسي للسعادة.

يقول دوغلاس مالوك :

«ينبغي لك أن تؤمن بالسعادة، وتأملها، وإلا فإن السعادة لن تأتيك أبداً.. إن العصفور لن تقل زقزقته، ومرحه، وفرحه عندما لا يعثر على غير كسرة خبز..

ينبغي لك أن تأمل هبوب الرياح، حتى وإن بدت ساكنة الآن، وأن تأمل نمو الأعشاب في أيام الثلج. وهذا هو السبب الذي يدفع العصفور إلى أن يزقزق، ففي أحلك أيامه يأمل بالربيع، ويحلم بالأعشاب تحركها الرياح».

وهكذا فإن السعادة... أمل بالأفضل، وليس حصولاً لمطلق السعادة.. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.