أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2021
2072
التاريخ: 21-3-2022
2389
التاريخ: 2023-05-22
1402
التاريخ: 2023-09-18
1376
|
ما إن فرغ النبي (صلى الله عليه وآله)، من فتح مكة حتى بانت في الأفق بوادر معركة حنين بعد فترة وجيزة من ذلك، فما كان من النبي (صلى الله عليه وآله)، إلا أن قام بتجهيز جيشه وإشخاصه إلى خارج مكة استعداداً للمواجهة. وكان من اللازم أيضاً من جهة أخرى أن يستخلف على مكة التي استخلصها تواً من أيدي المشركين شخصاً كفوءاً مدبراً لشؤونها، سيما وأنها تمثل آنذاك ثقل الجزيرة العربية ومحط أنظار القبائل والناس كافة. هذا بالإضافة إلى أن مثل هذا الاستخلاف أن يأخذ على أيدي المشركين ويحول دون أي محاولة عبث بأمن مكة واستقرارها. وقد اختار النبي (صلى الله عليه وآله)، لهذا الأمر الخطير من بين أصحابه شاباً في الحادية والعشرين من عمره اسمه عتاب بن أسيد فقلده ذلك، وكتب له كتاباً بولايته:
وولى (صلى الله عليه وآله)، عتاب بن أسيد وعمره إحدى وعشرون سنة أمر مكة وأمره (صلى الله عليه وآله)، أن يصلي بالناس وهو أول أمير صلى بمكة بعد الفتح جماعة(1).
ثم التفت (صلى الله عليه وآله)، لعتاب مبيناً له خطورة هذه المسؤولية قائلاً: (يا عتاب تدري على من استعملتك؟! إستعملتك على أهل الله (عز وجل)، ولو أعلم لهم خيراً منك استعملته عليهم)(2).
وكان من الطبيعي أن يثير مثل هذا القرار حفيظة وجهاء مكة وكبرائها، فكتب النبي (صلى الله عليه وآله)، كتاباً طويلاً توقياً لاعتراضهم جاء في آخره:
ولا يحتج محتجٌ منكم في مخالفته بصغرِ سنهِ فليس الأكبر هو الأفضل، بل الأفضل هو الأكبرُ(3).
هذا وقد بقي عتاب بن أسيد والياً على مكة إلى آخر حياة النبي (صلى الله عليه وآله)، وكان حَسنِ التدبير والولاية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ السيرة الحلبية: ج3، ص104.
2ـ أسد الغابة: ج3، ص549، الرقم3538.
3ـ بحار الانوار: ج21، ص123، ح20.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|