أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2017
3400
التاريخ: 23-7-2016
28211
التاريخ: 19-1-2020
1411
التاريخ: 26-7-2017
13363
|
لما كان لكل حضارة طابعها الخاص، او نظرتها الخاصة إلى الحياة بحيث تولد (وهي تحمل معها صورة وجودها) فقد كان من الصعب على الحضارة الاسلامية الناشئة ان تفهم صور الحضارات الاخرى على نحو حقيقي صادق، وذلك اذا شئنا ان نصغي إلى ما يقوله "شبنجلر" في نظريته الحضارية الشهيرة من ان لكل حضارة طابعها او طرازها الخاص الذي يتجلى في شتى مظاهرها الدينية، والعلمية ، والفنية التي لا يمكن فهم احدها بمعزل عن الآخر، وايضاً فإن لكل حضارة ما هو خاص بها وما هو غريب عنها، ولذا يستحيل على من ينتمي الى حضارة ما ان يفهم حضارة اخرى فهماً صادقاً، دقيقاً، شاملاً لما تنطوي عليه من عناصر غريبة، فاذا حاول فإما ان يكون هذا الفهم ناقصاً كاذباً، او محرفا خاضعاً لطابع حضارته الخاصة(2). وسواء اكانت
هذه النظرية صوابا
ام غلطا، فيلوح انها تنطبق على محاولة النقاد العرب فهم طبيعة الشعر اليوناني بوجه
عام، ونظرية المحاكاة بوجه خاص، فلا ريب ان هذا الفهم كان ناقصاً طورا، ومحرفاً
طورا آخر، وخاضعاً غالباً لطابع الشعر العربي، ذلك ان "متى بن يونس"
حاول منذ البداية تطبيق ظواهر الشعر اليوناني على الشعر العربي، فترجم المأساة
بالمديح، والملهاة بالهجاء، ويبدو أنه لم يكن ثمة مناص من هذا، لان الشعر العربي
مظهر من مظاهر الحضارة العربية، و"متى" كان يقرأ "هوميروس" من
خلال "امرئ القيس"، ولعله لم يكن يتصور نمطاً من الشعر يختلف عن النمط
العربي، والحق انه لو قدر "لأرسطو" ان يقرأ امرأ القيس" فربما كان
قرأه من خلال "هوميروس" ايضاً، وليس في ذلك غض من الفكر العربي أو
اليوناني وانما هو ملاحظة تنبئ عنها طبيعة الحضارة ولا سيما من خلال نظرية
"شبنجلر".
لا غرابة اذن في
ان العرب ترجموا افكار "ارسطو"، ولكنهم فهموا افكار "افلاطون"
ذلك ان مفهوم "افلاطون" عن المحاكاة كان أقرب إلى طبيعة الشعر العربي،
ولكن المعضلة حقاً هي انه كان ايضاً علة حملته على الشعر. فكأن النقاد العرب أقروا
"افلاطون" على ان الشعر تصوير حسي لمظاهر الاشياء، ولكنهم لم يجعلوا ذلك
سبباً في ازدراء الشعر وانما جعلوه ــ تبعاً لطابع شعرهم ــ مظهر الابداع الفني.
وربما كان ابلغ كان ابلغ دليل على الشكل الفني المحرف الذي ظهرت به نظرية المحاكاة
عند العرب، هو ان النقاد ــ والفلاسفة منهم خاصة ــ فهموا من الناحية النظرية
غالباً مذهب "ارسطو" في المحاكاة، ولكنهم كانوا يقعون في الغلط عندما
يحاولون تطبيقه على الشعر العربي على نحو يشير إلى انهم ظلوا يجهلون التناقض بين
محاكاة ارسطو، ومحاكاة العرب، ولعل اهم ملاحظة في هذا المجال هي ان الذهن العربي
لم يجد مصطلحاً يقابل مصطلح المحاكاة سوى مصطلح التشبيه(3). وحقاً ان
التشبيه قد يصدق على مفهوم "افلاطون" للمحاكاة، بيد أنه لا يصدق على
مفهوم "ارسطو" مطلقاً، ولقد كان لتفسير المحاكاة بالتشبيه ابلغ الاثر في
قصر الشعر العربي على دائرة المجاز، من خلال الاعتقاد بأن المجاز عموماً، والتشبيه
خصوصاً هو غاية الفن، ويبدو أنه لم يكن ثمة سبيل إلى فهم الشعر من حيث محاكاته للأخلاق
والأفعال الانسانية، لأن النقد كان يغالي كثيراً في جعل التشبيه معياراً
للفن، حتى غدا اسير هذه المغالاة، فإذا
نظرنا في مفهوم التشبيه عند النقاد وما يشترطونه من حسيته ووضوحه، وتطابق حديه،
ادركنا ما خلفه ذلك التفسير من أثر في النقد العربي على نحو حرمه فرصة التحرر من
إسار الحس.
________________________
(1) المصدر نفسه: ص62-63.
(2) شبنجلر تدهور
الحضارة الغربية بيروت ــ مكتبة الحياة انظر مقدمة المترجم الاستاذ احمد الشيباني:
1/12-14.
(3) حقاً لقد ورد
أيضاً مصطلح "التخييل" ولكن لم يكن ثمة فارق دقيق واضح بين "التشبيه"
و "التخييل بحيث كان يرد أحدهما في موضع الآخر غالباً.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|