أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-2-2016
2394
التاريخ: 16-6-2021
2584
التاريخ: 2-02-2015
2248
التاريخ: 2023-02-23
1522
|
أمّا ناقة صالح فقد جاء وَصْفُها في القرآن بأنّها معجزةٌ ، صَاحَبَتْ دعوةَ صالح حين طَلَبَها قومُه للتصديق : {قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً} [الأعراف : 73] (1) وهكذا طَلَبت ثَمود تلك الخارِقة فاستجاب الله لعبده صالح وأَعطاه هذه الخارِقة في صورة ناقة ، ولا يَذكر تفصيلاً عنها سِوى كونها بيّنةً من ربّهم وأنّها ناقة الله وفيها آية منه .
قال سيد قطب : ومِن هذا الإسناد نَستلهم أنّها كانت ناقةً غير عاديّة ، أو أنّها أُخرِجت لهم إخراجاً غير عاديّ ممّا يَجعلها بيّنةً من ربّهم وممّا يجعل نَسْبتَها إلى الله ذات معنى ، ويَجعلها آيةً على صدقِ نبوّته ، ولا نَزيد على هذا شيئاً ممّا لم يَرِد ذِكره من أَمرها في هذا المصدر المُستَيقَن ، قال : ولا نَخوض في وَصْفِها كما خاضَ المُفسّرون القُدامى ؛ لأنّه ليس لدينا سندٌ صحيحٌ نَعتمد عليه في هذا الوَصْف ، فنكتفي بأنّها كانت خارِقةً كما طَلبت ثَمود (2) .
نعم جاءت الإشارة إلى جانب خارِقيّتِها بشأن قِسْمَة الماء بينهم وبينها : {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبّئْهُمْ أَنّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ } [القمر : 27, 28] ، {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [الشعراء : 155، 156] ، قال الحسن : كانت ناقةً من النُوق ، وكان وجه الإعجاز فيها أنّها كانت تَشرب ماءَ الوادي كلّه في يومٍ (3) ، وهو ماء ٌمعيّنٌ كان مُخَصَّصاً للشُرب كما سَنَذكر .
هذا جُلّ وَصْفِ تلك الناقة الخارِقة حَسبما جاء إجماليّاً في هذا المَصدر الوثيق ، أمّا كيف أُخرِجت الناقة ، وكيف كان إرسالُها تأَكل في أرضِ الله بِلا أنْ تتعرّض لسوءٍ ، وكيف كانت قِسْمَة الماء بينها وبين القوم ، والماء لديهم كثير {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} [الشعراء : 146 - 148].
قال الشيخ مُحمّد عَبده ـ ما مُلخّصه ـ : دلَّ مجموعُ الآيات على أنّ آيةَ الله في الناقة أنْ لا يَتعرّض لها أحدٌ مِن القَوم بسوءٍ في نفسها ، ولا في أَكلها ولا في شُربها ، وأنّ ماءَ ثَمود قِسْمَة بينهم وبين الناقة ؛ إذ كان الماءُ قليلاً ، فكانوا يَشربونه يوماً وتَشربه هي يوماً ، ورُوي أنّهم كانوا يَستعيضونَ عنه في يومِها بِدَرِّ لبنِها الوفير ، وهي آية لهم !
ولعلّ الماء كان مُعيّناً خاصّاً لشُربهم دون سَقي الأرض والمواشي ؛ إذ ذُكِر في سورة القمر مُعرَّفاً بلام العهد : {وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ } ، وفي الحديث : أنّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) دلَّ المسلمينَ على البِئر التي كانت تَشرب منها الناقة حين مَرّوا بديار ِقومِ صالح في غزوة تَبوك ، وأَمَرهم أنْ يَستَقوا منها ويُهَرِيقوا ما استَقَوا من غيرها من تلك الآبار ، قال العلماء : وقد عَلِمَها بالوحي (4) .
________________
(1) الأعراف 7 : 73 .
وصِيغةُ الطَلبِ جاءت في سورة الشعراء 26 : 153 ـ 154 ( قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا أَنْتَ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) .
(2) راجع : في ظِلال القرآن ، ج 8 ، ص 212 وج 19 ، ص 92 .
(3) مجمع البيان ، ج 4 ، ص 440 .
(4) راجع : تفسير المنار ، ج 8 ، ص 502 ـ 503 ، وشَطَب على ما وَرَد في الروايات مِن أَوصافٍ في خَلق الناقة وفصيلِها وتفاصيل لم يَصحّ شيء منها بل وآثار الوَضْع والمُبالغة فيها لائحة ! والحديث رواه البخاري في كتاب الأنبياء من جامعه ، ج 4 ، ص 181 ، باب ما وَرَد في ثَمود .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|