فعل الرياح في الصحاري- الرياح كعامل ارساب - تراكم الغبار وتكوين اللوس |
1659
02:00 صباحاً
التاريخ: 13/9/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-12-26
140
التاريخ: 27-8-2019
2310
التاريخ: 8/9/2022
1160
التاريخ: 14/9/2022
1762
|
الرياح كعامل ارساب
يحدث الإرساب الهوائي في أي مكان تضعف فيه مقدرة الرياح على النقل، وتستطيع الرياح كما رأينا ان تحمل ذرات الغبار عبر مسافات كبيرة وتلقيها في بقاع بعيدة غريبة عن موطنها الاصلي، أما الرمال فلا تقوى على حملها إلا الرياح القوية، وهي لا تستطيع رفعها كثيرا عن سطح الارض ثم تعيد ارسابها بعد مسافة قصيرة. وتتمثل مظاهر الإرساب الهوائي في تراكم الغبار وتكوين اللوس، ثم في تراكم الرمال وتكوين الكثبان الرملية.
تراكم الغبار وتكوين اللوس Loess: يعتبر سفى الغبار وتساقطه من لزوميات الحياة اليومية في كل أنواع المناخ، على الاقل في فترات الجفاف. والغبار الذي نعنيه لا ينشأ بالضرورة عن التعرية الهوائية فصب، فهناك الغبار الكوني الذي ينشأ عن احتراق الشهب والنيازك وتساقط موادها على الارض، وهناك الغبار البركاني الذي ينشأ عن ثوران البراكين، وهناك الغبار الناشئ عن عمليات التعرية الاخرى ثم الغبار العضوي والغبار الصناعي. هذا الغبار تذريه الرياح ثم يتساقط على الارض من الجو ببطء شديد حين تضعف الريح. ولكنه يتعرض للحمل الهوائي مرة أخرى ما لم تسكن على الارض حين يحميه غطاء نباتي من اعادة سفيه بواسطة الرياح وتعتبر رواسب السيلت والطين والطفل والمارل والملح والجبس والجير هي المصادر الاساسية لتكوين الغبار من الوجهة البتروجرافية والمعدنية، الرواسب هي صحراوية أو نهرية أو بحيرية او رواسب الركامات الجليدية. وأهم مظاهر تراكم الغبار هي لاشك تكوينات اللوس.
ويتركب اللوس من الوجهة البتروجرافية من تكوينات دقيقة الحبيبات بنية اللون فاتحة او مصفرة، وأحيانا رمادية. ومن السهل تفتيتها وسحقها بين الاصابع، وملمسها ناعم، كما أنها تحتوي على نسبة من كربونات الكالسيوم والرواسب غير طباقية في الغالب، وتكتنفها وتختلط بها الكثير من الانابيب أو الشعيرات الكلسية الدقيقة في وضع رأسي، وتميل الرواسب الى تكوين حوائط رأسية، وتبقى في ذلك الوضع فترة طويلة دون أن تنهار (شكل 69).
وفي معظم تكوينات اللوس يسود توزيع معين للحبيبات المكونة له، ويتضح منه أن الحبيبات التي يتراوح قطرها بين 05ر0- 01ر0 ملم هي السائدة، كما أن نسبة المسام في التكوينات عالية. ويتألف اللوس معدينا من الكوارتز (بنسبة 605 – 70%)، ومن كربونات الكالسيوم (10% - 30%) ومن الفلسبار بأنواعه (10 – 20%).
والميكا، ومن معادن ثقيلة كالجرانات Granat وابيدوت Epidot وهورنبلند. فمعدن الكوراتز إذن هو المعدن الغالب في تكوينه. وتوجد كربونات الكالسيوم في اللوس عادة على هيئة غلاف رقيق يحيط بحبيبات الكوارتز وغيرها من المعادن المكونة له، ونسبة الكربونات ترتبط ارتباطا وثيقا بالمصدر الذي اشتق منه اللوس، فكلما كان المصدر غنيا بالجير زادت نسبة الجير في الرواسب. وكربونات الكالسيوم التي توجد عادة موزعة توزيعا منتظما في اللوس كثيرا ما تتغير بمرور الزمن، وبتأثير ظروف معينة، فهي قد تتحول الى أشكال متحجرة تعرف بأطفال اللوس في تكوينات أوربا، وأحيانا تترسب في صحائف أفقية تعرف باسم توسكا Tosca في لوس البامباس Pampas في أمريكا الجنوبية، أو قد تؤثر فيها عوامل التحلل الكيميائي فتذيبها المياه وتسلبها ن التكوينات، وحينئذ يتحول اللوس المثالي الى طفل (لوم) الذي يتميز بلونه الداكن وحبيباته الادق.
وتنتشر تكوينات اللوس انتشارا كبيرا في أنحاء اليابس. وتقع أكبر مناطق توزيعه في وسط آسيا وشرقها، حيث يبلغ سمكه هناك أكثر من 500 متر، وهو سمك ليس له نظير في مناطق توزيعه الاخرى، وهناك ما يزال تراكم اللوس مستمرا (شكل 70). أما في مناطق توزيعه الاخرى بأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية وأوربا، فإن ارسابه ارتبط بالفترات الجليدية أبان عصر البلايوستوسين. فتكوينات اللوس في تلك المنطق ظاهرة تختص به الاراضي التي كانت تتاخ الجليد، والتي تأثرت بوجوده تأثيرا غير مباشر.
ولهذا من الممكن ان نميز نمطين من اللوس: أحدهما قاري والآخر جليدي (بالمعنى المناخي). وفي غرب ووسط أوربا يمتد شريط من تكوينات اللوس من ساحل بريتاني عبر حوض باريس وجنوب بلجيكا الى وسط وجنوب ألمانيان ثم الى سيليزيا وبوهيميا وعبر جنوب المجر ورومانيا الى جنوب روسيا، ويبلغ سمك اللوس أقصاه في وادي الراين حيث يصل الى 30م. وفي أمريكا الشمالية تبلغ تكوينات اللوس أقصى سمكها في ولايا الينوى وأيوا ونبراسكا وكانساس وميسوري.
وحينما ننظر الى اللوس كظاهرة عالمية، سنجد أنه في معظمه عبارة عن نتاج تأثير التعرية وتذرية الرياح في الصحاري، سواء كانت حارة أو برادة صلصالية أو رملية، صغيرة المساحة ا, كبيرتها، سواء كانت قاحلة خالية من النبات، او كانت تحوي نباتات فقيرة لا تستطيع حماية الارض من تأثير الرياح. ويتم ارساب نتاج التعرية من المواد الدقيقة خارج منطقة النشأة، ولهذا نجد اللوس يتكون من مواد غريبة بعيدة الموطن، تراكمت بفعل الرياح السائدة في منطقة توافرت فيه ظروف تساعد على ارسابه، تتلخص في مناخ رطب ووجود حشائش تلتقط ذراته وتحميها من اعادة التذرية. ويعتبر تراكم اللوس في الاراضي المحيطة بالجيد أثناء عصر البلايوستوسن ظاهرة استثنائية في تكوينه. فقد كانت هناك مساحات واسعة خالية من النبات تمكنت الرياح من تذرية موادها الدقيقة ثم ارسبتها حيث توافر غطاء نباتي حشائشي عمل على حمايتها من اعادة سفى الرياح.
ورواسب اللوس عظيمة الخصوبة. فالزراعة قائمة في منطقة للوس بشمال الصين منذ 400 سنة. وتوجد زراعة القمح في سهول أوكرانيا بروسيا وفي سهول البراري بأمريكا الشمالية والبمباس بأمريكا الجنوبية، وكلها تتركب اساسا من تكوينات اللوس. وتستخدم الرواسب في أعمال البناء، ويحفر الصينيون مساكنهم في تكوينات اللوس التي يبلغ سمكها هناك بين 100 – 500 متر. ومن مزايا هذه المساكن أنها سهلة البناء، وهي دفيئة في الشتاء وباردة نسبيا في الصيف، فهي مكيفة الهواء بالطبيعة، ولكنها سهلة الانهيار حين يصيب المنطقة زلزال حتى ولو كان ضعيفا.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|