التوزيع الجغرافي لأحجام المدن مقدمة

يعتبر حجم المدينة مؤشرة مركبة ومقياسا عاما لوزن المدينة ، وذلك بسبب أن حجم المدينة يتأثر بضوابط عديدة تعمل على جعل تلك المدينة تتخذ الحجم الذي هي عليه وتطوره نتيجة ارتفاع معدلات النمو السنوية بالمدن، وتبلغ حوالي ضعف معدلات النمو السنوية بالريف ما يعكس مزيد من التركيز السكاني في المناطق الحضرية ، أو تؤثر سلبا عليه وتنقصه إذا كانت الظروف غير مواتية لنموها وتطورها، مما يستدعي هجرة عدد من سكانها إلى مدن أو مناطق أخرى.

ولذا فالمهم في دراسة أي مدينة تحديد نسبة حصص الفئات الحجمية المختلفة في اي هيراركية ( تراتبية ) الحجوم ، ففئات المدن الحجمية ليست دراسة كمية بقدر ما هي الجانب الكيفي في دراسة كمية وهي لذلك كثيرا ما تكون اختزالا بلينا لتوجيه ضوابط جغرافية وقوى بشرية متفاعلة ، كما ويؤثر أيضا التوزيع الجغرافي على الحيز السكاني وتأثرها بحجم وظائف المدينة الكبير وغياب هذه التجمعات في النطقات المحيطة بالمدن، ويتوقف وجودها على الطرق الرئيسية والعمق الجغرافي لمناطق النفوذ، وبطبيعة الحال فإن المراكز الكبيرة ذات التباعد الكبير تكون أكثر نشاطا ، وأغنى في وظائفها المختلفة لذلك تقل مسافة التباعد بين الأماكن المركزية من رتبة متدنية، كما أورد فالتر كرستالر في نظريته عن المكان المركزي .