العوامل الجغرافية المؤثرة في توزيع استخدامات الأراضي

تمثل دراسة العوامل التي تؤثر على توزيعات استخدامات الأراضي إحدى الدراسات التي توضح الكيفية التي نمت بها المدن، بجانب دراسة العوامل التاريخية، وكيف أثرت هذه العوامل على اشكال توزيعات استخدامات الأراضي، وما صاحب ذلك من مشاكل واقتصادية وعمرانية حي ارتبطت عمليات صياغة أشكال توزيع استخدامات الأراضي بتلك العوامل المؤثرة لصياغتها ارتباطا وثيقا يصعب معه فصل عامل عن الأخر حيث تأثرت بعدة عوامل أساسية هي:

العوامل الطبيعية: تشتمل العوامل الطبيعية علي مجموعة من العوامل الفرعية وهي: - البنية الجيولوجية

من خلال متابعة التاريخ الجيولوجي لتكوين السهل الرسوبي يتبين أن السهل كان امتدادا لوجود كتلة صلبة ضمن هضبة جزيرة العرب التي هي جزء من القارة القديمة والتي كان يطلق عليها كواندونالند والتي تمتاز بصلابتها ومقاومتها للحركات التكتونية، تعود صخورها إلى العصرين (الجوارسي، الكرياستي) فالأقسام القريبة منها حافظت على انبساطها وخلوها من التضاريس المعقدة مثل الهضبة الغربية التي تقع إلى الغرب والجنوب الغربي من مصبات الأنهار .

أما السهل الرسوبي الذي فيتشكل جزءا منه فلقد تعددت نظريات تكونه والتي منها أنه تكون بفعل الرواسب التي كانت تحملها الأنهار وروافدهما اللذان كانا يحملان الرواسب من المقاطع التي يمر بها من خلال عملية التعرية ثم يبدأ بالترسيب في منطقة الجزيرة العربية، وسط وجنوب العراق وبلاد الشام ، وهذا السهل يعود إلى العصور البلاستوسيني الذي اتصف مناخه بأنه ممطر وشبه ممطر وذو رطوبة عالية على عكس مناخ الوقت الحاضر. وأن منطقة سهل الرسوبي في العديد من المدن العربية كانت أصلا جزءا من بحر تيشيس الذي كان يغطي مناطق كبيرة من أفريقيا والعراق وبلاد الشام والذي أنحسر بفعل العمليات التكوتونية إلى أن وصل إلى الخليج العربي مخلفا وراء الرواسب الغرينية والطينية والرملية، الأمر الذي انعكس على التربة والتي تتكون من الحصى والرمل والغرين والطين .