العلاقة بين الموارد وحجم السكان

كثيرا ما يصبح حجم السكان الضخم عالة على الدولة اذا لم تتمكن من توفير الطعام لهم. ولذلك فقد يصبح التزايد السكاني عامل ضعف اكثر منه عامل قوة. وليس هناك حجم افضل للسكان يمكن اعتباره مقياسا للدول تسعى الى تحقيقية. وقد رأى أرسطو أن افضل حجم للسكان هو الحجم الذي لا يترك فراغات كبيرة في الدولة. وهو الحجم الذي يمكنه الدفاع عن ارض الدولة والذي يتناسب مع حجمها او مساحتها ومواردها.

والواقع أن التناسب مع الموارد المتاحة للدولة هو في غاية الأهمية. والحجم الافضل للسكان هو الذي يحقق الرفاة والدخل الجيد. وقد استخدم اصحاب الفكر الجيوبولتيكي الالماني وعلى رأسهم کارل هسوفهر، فكرة التضخم السكاني والزيادة السكانية، وعدم كفاية الموارد المحلية لتبرير دعواتهم للحرب، والتمدد على حساب الدول المجاورة. ولا شك في أن القادة السياسيين والعسكريين اليهود في فلسطين المحتلة يفكرون بنفس الطريقة التي انتهجها اصحاب الفكر الجيوبولتيكي الالماني فيما يتعلق بالعلاقة بين حجم السكان وكفاية الموارد الطبيعية في الدولة. فنراهم يشجعون الهجرة اليهودية الى فلسطين برغم معرفتهم بعدم كفاية الموارد الطبيعية فيها كالأراضي الزراعية والمياه، والخامات المعدنية، وغيرها. وغايتهم في ذلك استخدام العامل البشري والتضخم السكاني اليهودي في تبرير رفضهم لعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، وإبطال قرارات الأمم المتحدة الداعية الى عودة اللاجئين والنازحين الى ديارهم. وفي محاولة لتبرير احتلالهم للأراضي العربية التي احتلوها عام 1967، وأية أراضي يسيطرون عليها بالقوة في المستقبل. وكما كان النازيون يعارضون فكرة تحديد النسل لحل مشكلة شح الموارد الطبيعية فان المفكرين اليهود ينهجون نفس النهج في تشجيعهم العائلات اليهودية لزيادة النسل، في الوقت الذي يشكون فيه من زيادة معدلات النسل عند العرب في فلسطين.