المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

حكم القضاء عن المسافر لو مات في سفره ولم يتمكن من القضاء.
19-1-2016
نهاية الدولة الاموية
27-5-2017
بداية المشهد
2023-04-03
من جملة من روى عن الباقر
14-8-2016
Zosterin
8-10-2020
استعدادات المراسل أو المندوب الصحفي
21-5-2022


فوائد التربية  
  
2212   08:51 صباحاً   التاريخ: 22/11/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص10ــ14
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-26 384
التاريخ: 2024-09-28 327
التاريخ: 2024-07-29 748
التاريخ: 2024-07-14 681

للتربية فوائد جمة لا يتسع المجال لذكرها وبيانها مسهبة ضمن هذه الدراسة الموجزة، إلا ان ما يمكن عرضه في هذا المجال يمكن تلخيصه في ما يأتي:

١ -على الصعيد السياسي: تؤدي التربية إلى ايجاد النضج والتحول، وتخلق عند الاشخاص محفزات الرقي والتطور، ويمكن بواسطتها ان يجعل من الحكومة حكومة شعبية، وان يصار إلى تنمية المجتمع، وايجاد التنظيمات البناءة واشاعة سبل تقدم المجتمع بين عموم الناس.

فعن طريق التربية يمكن ايجاد تحولات كبرى في المجتمع الانساني، لتطويره وصيانة استقلاله، والبلد الذي يروم الوقوف على قدميه في ظل هذا الصراع والتناحر، وبلوغ مرحلة الاكتفاء الذاتي، وانهاء حالة التبعية، لابد ان ينتهج الاسلوب التربوي لبلوغ هذه الغايات.

التربية هي المعيار المعول عليه في التأخر أو التقدم في عالم اليوم وفي عالم الغد وما أكثر المجتمعات التابعة للشرق أو الغرب في جميع المجالات ومرد ذلك هو عجزها عن الوقوف على اقدامها والاتكال على قدراتها الذاتية وذلك لعدم انتهاجها الطريق التربوي السليم.

التربية هي المحور في استقلال المجتمع، لأن توفير الحرية المشروعة للجميع، والحياة المستقرة، والعلاقات الداخلية السليمة القائمة على المحبة والوئام والتعاون، والعلاقات الخارجية المبنية على التفاهم وحسن الجوار، والقوانين الصحيحة، والمؤسسات التنفيذية الصالحة، والاجهزة القضائية العادلة والفاعلة، تتحقق باجمعها في ظل التربية.

٢ -على الصعيد الاجتاعي: أما على الصعيد الاجتماعي فيمكن للتربية ان تخلق الفرد الصالح والنافع لبلده، والذي يعمل في سبيل خدمة مجتمعه. التربية هي التي تجعل الطفل يتعرف تدريجياً على العالم المحيط به؛ فاذا لم يتلق التربية الصالحة فسوف ينشأ نشأة مدارها الانانية وحب الذات، ولاهم له سوى تحقيق مصالحه الشخصية.

والتربية هي التي تجعله يفهم وجوب الالتفات إلى مصالح ومراعاة حقوق الناس، ولا سيما الاهتمام بشؤون من هم بحاجة إلى مساعدة.

التربية هي التي تنشىء الانسان المضحي والقادر على البذل، وتغرس فيه بذور المساواة وتدفعه إلى خدمة الناس على طريق التكامل الاجتماعي، وتحثه على بذل امكاناته الذاتية والتضحية براحته واوقاته من اجل رفاه وسعادة الآخرين.

التربية تمنح الحياة العائلية رونقاً وطراوة، وتجعل كل واحد من الزوجين شريكاً ومعيناً للآخر وتدفعهما إلى الاهتمام بالاولاد ليجعلا منهم مصدر فخر واعتزاز وسعادة لأنفسهم ومدعاة لخير الابناء ورقيهم.

واخيراً فالتربية تمهد لاستغلال أوقات الفراغ واغناء الجوانب المجدبة في الحياة، وتحفز الفرد على التمسك بالعدل في علاقاته مع الآخرين والتنازل عن بعض حرياته في الحدود المتعارفة لصالح الآخرين، والسعي سوية على طريق بناء المجتمع الانساني والمثالي.

٣ -على الصعيد الاقتصادي: للتربية قدرة على خلق الفرد المنتج والكفوء والقادر على رفع مستوى الانتاج في المجتمع وايصال البلد إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، وذلك عن طريق تعليمه الفنون وتدريبه على اساليب الانتاج لتقليل تكاليف العمل إلى ادنى حد ممكن ورفع مستوى المنفعة الى اقصى غاية. وبامكان التربية ان توفر للعاملين فرصاً للعمل عن طريق رفع مستوى الابداع والخلاقية فتخلق لديهم الاستعداد لاستثمار اوقات العمل والفراغ من اجل بلوغ مرحلة الاكتفاء الذاتي، والتقليل من تكاليف الحياة، والسعي جهد الامكان في سبيل رقي وتقدم بلدهم.

والتربية تعلم الانسان سبل الاستثمار السليم لامكانات البر والبحر والجو على أفضل وجه ممكن، تعلمه كيفية استغلال اقل رقعة من الارض للحصول على اكبر كمية من المنفعة، وكيف يمكن استخراج المعادن بادنى جهد ممكن وتحويلها إلى مواد مفيدة؟، وكيف يمكن استثمار الجو لتحسين مستوى العيش وتطوير الصناعة وللحفاظ على سلامة الانسان وصحته؟ وأخيراً كيف يمكن استثمار البحار واستغلال خيراتها على أفضل صورة ممكنة؟

فخيرات كل بلد لا تقتصر على ما فيه من معادن وغابات ومناجم. بل تشمل أبضاً العقول المستنيرة لابناء ذلك البلد والقادرة على استغلال تلك الخيرات على افضل وجه، فنحن كثيراً ما نرى بلداناً يعيش اهلها في منتهى درجات التعاسة مع وفرة ما فيها من الخيرات والثروات، وما اكثر البدان التي يعيش ابناؤها في بحبوحة من الرفاه والنعيم مع افتقارها للموارد الاقتصادية الهامة.

٤ -على الصعيد الثقافي: إذ اعتبرنا الثقافة هي مجموعة المعارف والعلوم والاخلاق والفنون والآداب

الأخرى، فلابد لنا من القول ان للتربية دوراً فاعلاً في الاستفادة من هذ الشؤون؛ فعن طريق التربية يمكن اداء ثلاث مهام كبيرة وهي:

أ- نقد الثقافة:

ومعنى هذا هو لقدرة على تحليل ونقد الابعاد والجوانب الثقافية التى نراها سواء كانت خاصة بمجتمعنا أم من الثقافة الوافدة علينا من المجتمعات الاخرى، لنتحقق من صحة أو سقم كل بعد من ابعادها.  

ب- نقل الثقافة:

يمكن نقل القيم الثقافية الصحيحة إلى الجيل الجديد أو إلى فئات معينة من الناس عن طريق التربية، لنجعل منهم اناساً يتصفون بنفس تلك القواعد والقيم ويتقبلون نفس تلك العادات والتقاليد، وهذ ما ينطبق أيضاً على الدلالات والصور الاجتماعية التي تنقل إلى الآخرين عن طريق التربية والتخطيط لنقلهم إلى حالة التمدن.

ج- الاثراء الثقافي:

والتربية قادرة أيضاً على تنضيج الثمار الثقافية واغناء التراث الثقافي، وذلك عن طريق هضم الثقافة الموروثة من الاجيال السالفة ووضعها على محك النقد والتقييم، واغنائها وتحويلها إلى الاجيال اللاحقة.

٥ -على الصعيد الاخلاقي والمعنوي: وتلعب التربية دوراً هاماً في صياغة الشخصية أو الشخصيات المثالية والانسان القدوة. فهي قادرة من خلال انتهاج بعض الاساليب على صياغة الانسان الذي يتحلى بالفضائل ومكارم الاخلاق، ليكون نصيراً وفياً للانسانية، ومعيناً للمحرومين والضعفاء وعنصراً اجتماعياً صالحاً ومحباً للحق والشرف. ويتسم بالكرامة والعزة و... الخ.

وبامكان التربية ان تعلم الناس كيفية توثيق صلتهم بالله تعالى، وكيفية الخضوع له الانصياع لاحكامه ونيل رضاه وكيف يكونوا موضعاً لرعايته ورحمته.

التربية تخلق للمرء صديقاً صالحا، وللزوج زوجاً رؤوفاً، وللابن أباً صالحاً أو أماً حنوناً، وللتلميذ معلماً حريصاً، وللدائرة موظفاً مخلصاً، وللوطن ابناً باراً، وللحكومة مسؤولاً صادقاً، وللجيش جندياً مخلصاً، وفي المجموع تخلق عباداً صالحين لله تعالى




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.