المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر قناة موصلة للنعم الإلهية
2025-01-12
أسباب ودوافع الكفران وطرق علاجه
2025-01-12
عواقب كفران النعمة
2025-01-12
معنى كفران النعمة
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 2
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 1
2025-01-12

معنى شروط العقاب
17-4-2017
الوحي الحضوري الشهودي
30-05-2015
ما ورد في أعداد الكبائر
17-7-2021
إعادة تكوين الحادث
14-3-2016
مقارنة بين النقل العام والنقل الخاص - المقارنة من حيث التأثيرات البيئية
1-5-2019
Nitration of Alkanes
26-12-2021


ظاهرة السرقة عند الأطفال  
  
1165   09:32 صباحاً   التاريخ: 14/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص311ــ312
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2018 2193
التاريخ: 30-12-2016 1499
التاريخ: 2024-03-18 790
التاريخ: 22/11/2022 1479

من جملة المسائل والمشا كل العويصة التي تواجه قطاع التربية والتعليم هي ظاهرة السرقة بين الاطفال، وهي ظاهرة تثير وراءها الكثير من الجدل لدى الكثير من الأسر والمدارس والمصانع، وتستأثر باهتمام مختلف المؤسسات والاجهزة القضائية في كل المجتمعات.

يلاحظ أحياناً ان اطفالاً يجلبون الى منازلهم مأكولات او العاباً او اشياء أخرى لا تعود ملكيتها لهم ويخفونها عن الانظار، وهذه الحالة متفشية بين صغار الاطفال وتبقى ملازمة لهم الى ما يقارب سن الثامنة، واذا لم تعالج منذ السنوات الاولى من عمر الطفل فانها ستتفاقم في السنوات اللاحقة وتتخذ طابعاً اكثر خطورة، وتلحق بذلك الشخص ومجتمعه الكثير من المشاكل والمصاعب وتنسحب تأثيراتها حتى على مرحلة النضج وتخلق لنا أناساً نطلق عليهم اسم اللصوص.

صورة السرقة

المفهوم المتداول لمصطلح السرقة هو الاستحواذ خفية على مال او شيء تعود ملكيته للغير ومثل هذا الفعل يمارسه عادة الكبار والصغار على حد سواء . فلابد وأننا قد لاحظنا اطفالا يختطفون كتاباً او قلماً او دفتراً من أيدي اترابهم ويأخذونه لأنفسهم، او قد يأخذون نقوداً من جيب الأب او محفظة الأم ويشترون بها ما يشتهون من الاشياء والماكولات، وفي المدرسة وقاعة الدرس يأخذ خلسة ادوات او ألعاب زميله ويخفيها في حقيبته .

والسرقة بهذا المفهوم موجودة لدى الاطفال والمسنين. ولكن ثمة انواع من السرقة أخطر، قلما يجري الحديث عنها . فنذكر على سبيل المثال الموظف الذي يقصر في ساعات عمله، وامين المخزن الذي يقتطع لنفسه حصه اكثر من غيره، ومن يبخس الميزان ويستوفي ثمن السلعة كاملاً ويعطيها ناقصة، والمحتال الذي يغش في الطعام والدواء والامتحان، والبزاز الذي يأخذ ثمن قماش من نوع معين ويعطي نوعاً غيره هؤلاء كلهم لصوص.

فنحن لا نرى وجود اي فارق بين اختطاف اموال الناس من ايديهم، او تسوّر جدران بيوتهم، والامتناع عن دفع الضرائب لخزينة الدولة، أو نشل جيوب الاخرين، او الاختلاص من بيت المال، وتقاضي اجور ثمان ساعات عمل في مقابل سبع ساعات.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.