أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-1-2023
1089
التاريخ: 17-1-2020
6539
التاريخ: 28/12/2022
1048
التاريخ: 22-11-2020
2599
|
سادساً : البيئة والتنمية المستدامة
اتسم عقد الثمانينات بزيادة الاهتمام بقضايا حماية البيئة من أجل تحقيق أهداف التنمية واستمراريتها. فالفقر والأوبئة والأمراض والضغط السكاني والتدهور البيئي كلها عناصر تؤدي إلى إبطاء عملية التنمية في البلدان النامية، وتنعكس هذه المشاكل في صورة تكاليف ناجمة عن النشاطات الاقتصادية المختلفة ، وهي التكاليف البيئية التي لا يجب أن تستثنى أو تستبعد من حسابات الناتج الوطني. لذلك أصبح الاهتمام بالتنمية التي تحاول تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي من جهة والمحافظة على البيئة من جهة أخرى، أو تحقيق حاجات الجيل الحالي بدون التضحية بحاجات الأجيال القادمة ، حيث أن نوعية الحياة بالنسبة للأجيال القادمة مستندة إلى حد كبير إلى نوعية البيئة ومدى توفر الموارد الاقتصادية (الأراضي ، المعادن ، المواد الخام الغابات، نوعية المياه)، وأطلق على هذا النوع من التنمية مفهوم "التنمية المستدامة" (1) .
1- نشأة وظهور مفهوم التنمية المستدامة :
ترجع جذور مفهوم التنمية المستدامة إلى الآثار السلبية على البيئة السلبية التي أحدثها نموذج الاقتصاد التقليدي المطبق في القرنين السابقين، والذي ينظر إلى عملية الإنتاج على إنها "نظام مغلق" تقوم من خلاله الشركات ببيع السلع والخدمات ثم توزيع العائد على عناصر الإنتاج، ومثل هذه المعادلة لا تأخذ في الاعتبار استنزاف الموارد وهي تبحث عن تحقيق نمو سريع في الإنتاج. من جهة أُخرى فإن الاقتصاد التقليدي يقيس أداء الاقتصاد ورفاهية المجتمع بارتفاع الناتج المحلي الإجمالي مغفلاً التكاليف المصاحبة للعملية الإنتاجية وفي مقدمتها التلوث البيئي، وحتى مطلع الستينات من القرن الماضي لم تستقطب المشاكل البيئية الانتباه الكافي لمتخذي القرار وواضعي خطط التنمية في معظم بلدان العالم.
ويشكل صدور تقرير نادي روما عام 1972 تحت عنوان " وقف التنمية " نقطة البدء في الاهتمام بالآثار الخارجية المصاحبة للنمو الاقتصادي، حيث دق هذا التقرير ناقوس الخطر حول ما ينجم عن الوتيرة المتسارعة للتنمية الاقتصادية والنمو السكاني من استنزاف للموارد وتلوث الطبيعة وضغط على النظام البيئي(2)، وهكذا بدأ الاهتمام يتزايد بالبحث عن نماذج تنموية تعمل على التوفيق بين متطلبات التنمية والمحافظة على بيئة سليمة ومستدامة.
ذكر مصطلح التنمية المستدامة للمرة الأولى عام 1980 في تقرير "الاستراتيجية الدولية للمحافظة على البيئة الصادر عن الاتحاد الدولي للمحافظة على البيئة، ولكن لم يُشَر إليه بشكل رسمي إلا في تقرير "مستقبلنا المشترك" الصادر عن اللجنة العالمية للتنمية والبيئة عام 1987 برئاسة "برونتلاند" رئيسة وزراء النرويج آنذاك. بعدها تم تبني مفهوم التنمية المستدامة" على نطاق عالمي في مؤتمر "قمة الأرض" الذي عُقد في مدينة ريو دي جانيرو عام 1992 الذي شاركت فيه 178 دولة وتُوّج بإعلان "ريو" الذي كان محور اهتمامه الرئيسي التنمية المستدامة، ومنذ ذلك الحين استحوذ الاهتمام بالعلاقة بين التنمية والاعتبارات البيئية على دول العالم ومنظماته.
وبعد عشر سنوات من مؤتمر "قمة الأرض" انعقد مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة بمدينة جوهانسبرج عام 2002 للوقوف على ما تم تحقيقه منذ قمة الأرض، والتأكيد على أبعاد التنمية المستدامة.(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أنظر: عبد الوهاب الأمين، مرجع سبق ذكره، ص ص: 346-355 .
(2) ضرار الماحي العبيد أحمد، نشأة وتطور مفهوم التنمية المستدامة، مجلة التنوير، دورية علمية ثقافية محكمة تصدر عن مركز التنوير المعرفي بالسودان، العدد5، أفريل 2008، ص ص: 7 – 8 .
3 ـ (1) المرجع نفسه، . ص ص : 9-10.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|