الصحافة الإلكترونية في الوطن العربي

أدت التطورات الايجابية في استخدام الإنترنت في الوطن العربي إلى تشجيع الكثير من الناشرين العرب إلى الدخول في عالم النشر الإلكتروني، فمنذ السنوات الأولى لظهور الشبكة العالمية فكر الناشرون العرب في استثمار النشر على الخط المباشر ، حيث شجعهم على ذلك ازدياد أعداد القراء الذين ارتبطوا بالإنترنت.

وبدأت العديد من الصحف العربية تعي اهمية الظهور بالإنترنت وباشرت بإنشاء صفحات خاصة بها، وتعد المطبوعات الصحفية المستفيد الأكبر، والموقع الأكثر ترددا من بين وسائل الإعلام الأخرى بالإنترنت، ويوما بعد يوم يتزايد عدد الصحف العربية المرتبطة بها.

ودخل العالم العربي مجال الإنترنت دون أن يتأخر كثيرا عن العالم، وربما تكون الإنترنت أسرع وسيلة اتصال تبناها العرب بعد ان تبناها الغرب بسنوات قليلة بالقياس الى انشار الطباعة والراديو والتلفزيون في العالم العربي، ففي التاسع من سبتمبر 1995 توافرت الصحيفة اليومية العربية الكترونيا لأول مرة عبر شبكة الإنترنت وهي صحيفة الشرق الأوسط على شكل صور، وتلتها في نفس العام صحيفة الوطن الكويتية وصحيفة الأيام البحرينية.

وكانت الصحيفة الرابعة التي توافرت على الإنترنت هي صحيفة النهار اللبنانية التي أصدرت طبعة إلكترونية يومية خاصة بالشبكة ابتداء من 1 يناير 1996، تلتها جريدة الحياة في الأول من يونيو 1996 والسفير في نهاية العام نفسه. ثم توالت الصحف العربية في إنشاء مواقع لها على شبكة الإنترنت وتطبيقات خاصة للبث والتفاعل وحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي، حتى أنه لا تكاد دولة تخلو من وجود مواقع لصحفها . أو لبعضها . على شبكة الإنترنت.

وتنمو الصحافة العربية في شبكة الإنترنت بشكل واضح رغم المعوقات، ولا تمضي مدة قصيرة إلا وتؤسس صحيفة جديدة أو قديمة لنفسها موقعا على الإنترنت، وتنضم صحف عريقة مع أخرى جديدة إلى الوجود الصحفي العربي في الإنترنت، حتى وصل الأمر إلى ظهور صحف عبر تطبيقات الكترونية فقط على الاجهزة الذكية.

ويمكن القول أن المجتمع العربي مازال يتلمس الطريق بصعوبة نحو العالم الإلكتروني فقد أكدت دراسة علمية متخصصة أن الصحافة العربية على شبكة الإنترنت وبرغم حضورها الكبير في السنوات الأخيرة ما زالت لا تقدر على مواكبة سرعة وتطور الصحافة الإلكترونية العالمية.