أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-01
474
التاريخ: 10-10-2014
8902
التاريخ: 4-12-2015
3100
التاريخ: 2024-08-07
403
|
الخضر عليه السّلام
هو حلقيا ، وقيل : ملقيا ، وقيل : مليقا ، وقيل : إيليا ، وقيل : بليا ، وقيل : أرمياء ، وقيل : تليا بن ملكان ، وقيل : كليان بن عابر ، وقيل : عامر بن ارفخشد بن سام ابن نبي اللّه نوح عليه السّلام ، وأمّه كانت تدعى : لها .
كانت معجزته إذا جلس على خشبة يابسة أو أرض جرداء أزهرت خضراء ، فلقّب بالخضر .
هو أحد الأنبياء الّذين بعثهم اللّه إلى أقوامهم لهدايتهم ودعوتهم إلى توحيد اللّه والإيمان به ، وكان في قمّة الكمال والعلم والصلاح .
كان من أسرة ملكيّة عريقة ، وكان أبوه من ملوك وقته ، ولم يكن لأبيه ولد غيره .
ولدته أمّه في إحدى المغارات وتركته ، فكانت تأتيه شاة كلّ يوم فترضعه ، وفي أحد الأيام عثر عليه صاحب الشاة فأخذه وربّاه .
ولم يزل الخضر عليه السّلام عند صاحب الشاة حتى شبّ وتعلّم القراءة والكتابة ، ومرّة طلب أبوه - ملكان - كاتبا ليكتب له صحف إبراهيم الخليل عليه السّلام وشيث عليه السّلام ، فتقدّم جماعة للكتابة بينهم الخضر عليه السّلام وأبوه لا يعرفه ، فلما تعرّف عليه أبوه فرح به ، ونقله إلى البلاط ، وولّاه أمر الناس ، وزوّجه أكثر من مرة ، عسى أن يرزق منه ولدا ؛ ليرث الملك بعده ، ولكنه كان يمتنع من إتيان الزوجات ؛ ولما كان الخضر عليه السّلام لا يستسيغ حياة الترف والعيش الرغيد في قصور الملوك فضّل الفرار إلى الصحاري والبحار ، فكان أكثر مقامه في الأنهار والبحار .
ولم يزل سائحا حتّى شرب ماء الحياة - ذلك الماء الّذي من شرب منه شربة يخلد حتى يسمع الصيحة في آخر الزمان - ومنحه اللّه القدرة على تصوير وتغيير شكله كيفما شاء .
كانت ولادته قبل عصر إبراهيم الخليل عليه السّلام ، وعن الإمام الرضا عليه السّلام قال : « إنّ الخضر عليه السّلام شرب من ماء الحياة ، فهو حيّ لا يموت حتى ينفخ في الصور ، وإنّه ليأتينا فيسلّم علينا ، فنسمع صوته ، ولا نرى شخصه ، وسيؤنس اللّه به وحشة قائمنا في غيبته ، ويصل به وحدته » .
لما ادّعى موسى بن عمران عليه السّلام أعلميته من جميع الناس أوحى اللّه إليه بأنّ هناك رجلا بمجمع البحرين هو أعلم منك ، فسأل موسى عليه السّلام ربّه كيفية الوصول إليه ؟ فجاء الوحي إليه بأن خذ حوتا وضعه في مكتل ، فأينما يفقد الحوت فهو هناك .
فانطلق موسى عليه السّلام بصحبة يوشع بن نون مع مكتل فيه حوت ، وفي الطريق أخذهما النوم عند صخرة على ساحل البحر ، فخرج الحوت من المكتل وانحدر إلى البحر ، فلما استيقظا واصلا سفرهما ، وبعد أن جاوزا الصخرة وجدا أنّ الحوتة قد خرجت من المكتل عند الصخرة الّتي ناما عندها في مجمع البحرين في خليج السويس .
فرجع موسى عليه السّلام وصاحبه إلى الصخرة فوجدا عندها رجلا - وهو الخضر عليه السّلام - فسلّم موسى عليه السّلام عليه ، وعرّفه بنفسه ، ثم أخبره بأنه جاء إليه لكي يتعلّم منه ، فقال الخضر عليه السّلام : إنّك لن تستطيع معي صبرا ، وإنّي على علم علّمنيه اللّه لا تعلمه أنت ، وأنت على علم من علم اللّه علّمكه اللّه لا أعلمه أنا ، فقال موسى عليه السّلام : ستجدني إن شاء اللّه من الصابرين ولا أعصي لك أمرا ، فقال الخضر عليه السّلام : إن اتّبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أخبرك به ، فوافق موسى عليه السّلام على ذلك .
مرّت عليهم سفينة فركبوها ، وبعد أن أبحرت خلع الخضر عليه السّلام لوحا من ألواحها فكسر جانبا منها ، فقال له موسى عليه السّلام : لما ذا خلعت لوحا منها لتغرق من عليها ؟ فقال الخضر عليه السّلام : ألم أقل إنّك لن تستطيع معي صبرا ، فاعتذر له موسى من اعتراضه عليه ، ولمّا رست السفينة على الساحل خرجا منها ، وبينما هما يمشيان إذ مرّا بمدينة أيلة على شاطئ البحر الأحمر ، وإذا الخضر عليه السّلام يتوجه نحو غلام - كان يلعب مع الغلمان - فقطع رأسه وقتله ، فاعترض موسى عليه السّلام ثانية على الخضر عليه السّلام لقتله الغلام ، فأجابه الخضر عليه السّلام : ألم أقل لك إنّك لن تستطيع معي صبرا ، فقال موسى عليه السّلام معتذرا : إني إن سألتك مرّة أخرى فلا تصاحبني ، ثم تابعا السير حتى وصلا إلى قرية الناصرة بفلسطين ، وقيل : أنطاكية بالشام ، فاستطعما أهلها فلن يضيّفوهما ، ثم وجدا جدارا في القرية يكاد أن يسقط ، فقام الخضر عليه السّلام وأقام الجدار بيده ومنعه من الانهدام ، فاعترض موسى عليه السّلام قائلا : أهل القرية لم يضيّفونا وكان من الأجدر أن تأخذ أجرة على إقامتك للجدار ، فقال الخضر عليه السّلام : هذا فراق بيني وبينك ؛ فافترقا .
وقبل أن يفترقا طلب موسى عليه السّلام من الخضر عليه السّلام بعض النصائح والوصايا ، فقال الخضر عليه السّلام : إيّاك واللجاجة ! أو أن تمشي في غير حاجة ، أو أن تضحك من غير تعجب ! واذكر خطيئتك وإيّاك وخطايا الناس !
يقول بعض المؤرخين : إنّ الخضر عليه السّلام كان على مقدّمة جيوش الإسكندر ذي القرنين .
القرآن الكريم والخضر عليه السّلام
بعد أن خرّب نبوخذ نصر بيت المقدس مرّ عليها الخضر عليه السّلام ، وقيل غيره ، فنزلت فيه الآية 259 من سورة البقرة : { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها . . . }. تحدّث الذكر الحكيم عن محاورته مع موسى بن عمران عليه السّلام بدون ذكر اسمه في سورة الكهف في الآيات التالية :
الآية 65 { فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً }.
والآية 66 { قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً }.
والآية 67 { قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً }.
والآية 68 { وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً }.
والآية 70 { قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً }.
والآية 71 { فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها قالَ أَ خَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً }.
والآية 74 { فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ قالَ أَ قَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً }.
والآية 77 { فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً }.
والآية 78 { قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً }. « 1 »
______________
( 1 ) . الاحتجاج ، ص 266 ؛ الاختصاص ، ص 237 و 323 ؛ الإصابة ، ج 1 ، ص 429 - 452 ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص 192 - 206 ؛ الإكليل ، ص 172 ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص 360 - 366 ؛ الانس الجليل ، ج 1 ، ص 97 ؛ البدء والتاريخ ، المجلد الأول ، ج 3 ، ص 77 ؛ البداية والنهاية ، ج 1 ، ص 275 - 279 ؛ بصائر ذوي التمييز ، ج 6 ، ص 76 و 77 ؛ تاج العروس ، ج 3 ، ص 181 ؛ تاريخ أنبياء ، للسعيدي ، ص 230 - 237 و 378 - 380 ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج 1 ، ص 324 وج 2 ، ص 684 ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ص 168 - 177 ؛ تاريخ حبيب السير ، ج 1 ، ص 96 - 99 ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج 1 ، ص 248 وج 2 ، ص 78 وج 4 ، ص 36 وج 7 ، ص 101 ؛ تاريخ الخميس ، ج 1 ، ص 106 ؛ تاريخ الطبري ، ج 1 ، ص 256 - 264 ؛ تاريخ گزيده ، ص 37 ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص 35 ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج 2 ، ص 320 وج 7 ، ص 70 - 83 ؛ تفسير البحر المحيط ، ج 2 ، ص 290 وج 6 ، ص 147 ؛ تفسير البرهان ، ج 1 ، ص 246 - 249 وج 2 ، ص 474 ؛ تفسير البيضاوي ، ج 1 ، ص 136 وج 2 ، ص 17 ؛ تفسير الجلالين ، ص 301 - 303 و 457 ؛ تفسير أبي السعود ، ج 1 ، ص 252 وج 5 ، ص 234 ؛ تفسير شبّر ، ص 296 ؛ تفسير الصافي ، ج 1 ، ص 264 - 269 وج 3 ، ص 250 - 258 ؛ تفسير الطبري ، ج 3 ، ص 19 وج 15 ، ص 179 - 188 وج 16 ، ص 2 - 7 ؛ تفسير العياشي ، ج 2 ، ص 329 - 339 ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج 1 ، ص 451 وج 3 ، ص 437 ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج 7 ، ص 30 وج 21 ، ص 149 - 162 ؛ تفسير فرات الكوفي ، ص 55 ؛ تفسير القمي ، ج 2 ، ص 37 - 40 ؛ تفسير ابن كثير ، ج 1 ، ص 315 وج 3 ، ص 93 ؛ تفسير المراغي ، المجلد الخامس ، الجزء الخامس عشر ، ص 178 و 179 والمجلد السادس ، الجزء السادس عشر ، ص 3 - 10 ؛ تفسير الميزان ، ج 13 ، ص 352 - 358 ؛ تفسير نور الثقلين ، ج 3 ، ص 270 - 393 ؛ تنوير المقباس ، ص 250 ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج 1 ، ص 176 ؛ تهذيب تاريخ دمشق ، ج 5 ، ص 144 - 164 ؛ التوحيد ، ص 89 و 307 ؛ التوراة ، ص 922 - 1007 ؛ التيجان ، ص 102 ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج 3 ، ص 289 وج 11 ، ص 6 - 45 وراجع فهرسته ؛ جوامع الجامع ، ص 47 و 268 ؛ حياة الحيوان ، ج 1 ، ص 384 - 387 ؛ حياة القلوب ، ج 1 ، ص 200 - 209 ؛ الحيوان ، ج 7 ، ص 204 ؛ الخصال ، ص 111 و 235 و 322 ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج 8 ، ص 347 - 356 ؛ دائرة معارف البستاني ، ج 7 ، ص 404 - 407 ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج 3 ، ص 706 ؛ دراسات فنية في قصص القرآن ، ص 309 - 338 ؛ الدر المنثور ، ج 1 ، ص 333 وج 4 ، ص 236 ؛ ربيع الأبرار ، ج 1 ، ص 397 وج 2 ، ص 238 و 399 وج 3 ، ص 284 وج 4 ، ص 401 ؛ سعد السعود ، ص 162 و 163 ؛ سفينة البحار ، ج 1 ، ص 389 و 390 و 391 ؛ صبح الأعشى ، ج 5 ، ص 237 ؛ عرائس المجالس ، ص 192 - 204 و 297 - 302 و 307 ؛ العقد الفريد ، ج 2 ، ص 11 ؛ علل الشرائع ، ص 59 ؛ فتح الباري ، ج 6 ، ص 334 ؛ فرهنگ معين ، ج 5 ، ص 482 ؛ فرهنگ نفيسى ، ج 2 ، ص 1374 ؛ فصوص الحكم ، ج 1 ، ص 202 وج 2 ، ص 302 و 305 ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص 52 - 56 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 21 ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص 328 - 340 ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج 2 ، ص 131 - 141 و 200 - 224 ؛ قصص الأنبياء ، للنجار ، ص 295 و 296 ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص 120 - 122 ؛ الكامل في التاريخ ، ج 1 ، ص 160 ؛ الكشاف ، ج 2 ، ص 730 - 742 ؛ كشف الأسرار ، ج 5 ، ص 717 - 730 ؛ كمال الدين ، ص 385 - 392 ؛ لسان العرب ، ج 4 ، ص 248 وراجع فهرسته ؛ لغتنامه دهخدا ، ج 21 ، ص 607 ؛ مجمع البحرين ، ج 3 ، ص 288 - 290 ؛ مجمع البيان ، ج 2 ، ص 639 وج 6 ، ص 746 - 754 ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص 204 ؛ المحبر ، ص 388 و 392 ؛ المدهش ، ص 99 - 101 ؛ مرآة الزمان ، - السفر الأول - ، ص 456 - 459 ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج 3 ، ص 71 - 76 ؛ المعارف ، ص 25 ؛ معاني الأخبار ، ص 49 و 200 ؛ معجم أعلام القرآن ، ص 107 - 109 ؛ المعمرون ، ص 3 ؛ مفاتيح الغيب ، ج 4 ، ص 333 ؛ المفصل في تاريخ العرب ، ج 1 ، ص 405 ؛ منتهى الإرب ، ج 1 ، ص 323 ؛ مواهب الجليل ، ص 390 ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص 758 .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|