الشكل المستطيل:

ويمكن القول بان شكل الدولة مستطيل إذا كان طولها يبلغ ٦ أضعاف عرضها في المتوسط. وتنطبق هذه القاعدة على شيلي والنرويج والسويد وتوجو وغامبيا وإيطاليا وبنما وملاوي ولهذا الشكل تبعات اقتصادية واستراتيجية . إن شدة الاستطالة هذه تؤدي إلى تنوع البيئات الطبيعية الأمر الذي يفت في عضد الدولة، علاوة على أنها تعرقل حركة النقل والمواصلات بها ، كما أنها تعمل على إطالة الحدود السياسية لها مما يضاعف من احتمال تعرضها للخطر.

وتمتد شيلي من الشمال إلى الجنوب في مسافة طولها ٢٦٠٠ ميلاً وبعرض لا يزيد عن ١٠٠ ميلاً ، وهذا هو وضع النرويج أيضاً . وقد عمل هذا الشكل على خلق مشاكل إدارية وسياسية معقدة لكلتا الدولتين . فليس بأي من شيلي أو النرويج . خط سكة جديد واحد يمتد بكامل طولهما . وكل ما في النرويج عبارة عن طريق بري يقطعها من الشمال للجنوب ، ولا يتوفر مثل هذا الطريق في شيلي" ولذلك أصبح كل منهما يعتمد إلى درجة كبيرة على الطريق البحري للمواصلات والنقل.

أما في حالة الدفاع فان الدولة المستطيلة تحتاج إلى حماية حدود طويلة يقع قسم كبير منها بعيداً عن مركز امدادات وتجهيزات متطلبات الدفاع . وهذا ينطبق على الحدود الطويلة التي يتصف بها الكيان الصهيوني في الأرض العربية المحتلة حيث تعتبر هذه الحدود التي خلقها الشكل الطولي لهذه المنطقة من أبرز نقاط ضعف هذا الكيان إضافة إلى تطويقها بالدولة العربية من جميع الجهات ونضال المقاومة الفلسطينية من الداخل ان عجز العصابة الصهيونية من الدفاع عن حدودهـا الطويلة جعلها تتشبث بحلول للتغلب على هذا العجز ومن جملتها تأسيس المستوطنات العسكرية على طول الحدود ومحاولة حمايتها بأجهزة الرادار للسيطرة على العمليات الفدائية ومطالبتها بإيجاد ما يسمّى (بالحدود الآمنة), وأخيراً مد هذه الحدود الى عوارض طبيعية كقناة السويس والضفّة الغربية من الأردن غربي نهر الأردن والبحر الميت وفي الشمال عند هضبة الجولان السورية. ولاشك ان من بين فوائد الشكل المستطيل هي إمكانية تمتع الدولة بأكثر من إقليم طبيعي، مما يساعد على التخصص الاقتصادي بين المناطق المتباينة ومن ثم ميزة ظهور الاعتماد المتبادل بين تلك المناطق فيما يتعلق بالموارد الطبيعية والنشاطات الاقتصادية المترتبة عليها.