أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2014
2134
التاريخ: 2024-09-02
439
التاريخ: 14-11-2020
5042
التاريخ: 8-11-2020
1943
|
قال تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة: 40]
يبحث الخطاب الإلهي تارة بلحاظ محتواه، وأخرى من منطلق عنوانه، وثالثة من حيث كونه مباشراً أو غير مباشر.
فمن حيث المحتوى فهو وعد حيناً، ووعيد حيناً آخر، وهو وعيد وتحقير حيناً، ووعد وتشريف حيناً آخر، ... الخ.
وبلحاظ العنوان فهو يأتي تارة بعناوين من قبيل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} ، {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ} ، {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، وتارة أخرى بعناوين مثل: }أُولِي الْأَبْصَارِ{ }أُولِي الْأَلْبَابِ{، و... الخ، وتارة ثالثة بعنوان: {يَا أَيُّهَا الرُّسُل}، وأخيراً بما يسمو على الخطاب والنداء الذي يكون بعنوان }أُولُو الْعَزْمِ{ وهو النداء الشخصي إلى الأفضل من بين أولي العزم من الأنبياء ألا وهو النبي محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله) مثل: {يَا أَيُّهَا النبي} {يا أيُّهَا الرَّسُول}، {يَا أَيُّهَا المُزمل}، {يَا أَيُّهَا المُدَّثر} حيث إن هذا الخطاب والنداء مع لوازمه - أي الصادر الأول أو الظاهر الأول لا يوجد خطاب أرقى منه. ومن حيث كونه مباشراً أو غير مباشر أيضاً؛ من قبيل {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} وهو مباشر، و{قُل يَا أَيُّهَا ..} وهو غير مباشر.
وما جاء في الآية محط البحث هو بلحاظ العنوان من ألقاب التشريف، ومن حيث أنه بلا واسطة فهو يتمتع بميزة خاصة أيضاً. ومن حيث المحتوى فعلى الرغم من طرح مسائل كالتذكير بالنعمة والإنعام الإلهيين، إلا أنه في مرحلة العهد والوفاء به فقد ذكر بشكل مطلق ليغطي جميع درجات العهد والوفاء به؛ كما أن ما طُرح في آخر الآية هو الرهبة من الله وليس الخوف من جهنّم والبرزخ، ولا الخشية من نقمة الدنيا وعذابها، هذا وإن كانت جميع تلك المراحل المتوسطة والدانية تقع ضمن إطار الرهبة من الله عزّ وجلّ. وتأسيساً على ذلك، فإن محتوى الآية وشكلها يستحقان اهتماماً وعناية فائقتين.
يفهم من التوضيح المبين سلفاً بخصوص كلمة "إسرائيل"، أن خطاب (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ) نظير خطاب (يَا بَنِي آدَمَ) وعلى خلاف خطاب (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) ، هو خطاب تشريفي؛ إذ أن إسرائيل هو لقب يعقوب (عليه السلام) الا ذلك النبي الذي كان "صفوة الله" والذي يذكره الله سبحانه وتعالى بكل تبجيل وتعظيم بقوله: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ} [يوسف: 68]. وإن كون خطاب (يَا بَنِي آدَمَ) خطاباً تشريفياً يأتي من منطلق أن المخاطبين به منسوبون إلى من هو معلم الملائكة، والذي سجدت له، والعالم بجميع الأسماء الإلهية.
والخطاب في الآية حاله حال خطاب "يا بن الكرام" أو "يا بن الأبرار"، علاوة على انطوائه على تكريم المخاطب، فإن فيه إشارة إلى أنه من اللائق أن تقتفوا أثر أبيكم يعقوب، ولا تنسوا قدر وعظمة جدكم؛ بالضبط كما أنه عندما يذكر مجموع أبناء يعقوب وأبناء إسماعيل على أنهم أبناء إبراهيم الخليل ويسمي إبراهيم الخليل أباً لهم فهو ناظر إلى هذا المعنى أيضاً.
من دون ريب فإن أبوة إبراهيم لا تختص بأولاده من صلبه بل هي شاملة لكل أهل التوحيد والمسلمين قاطبة الذين هم الأبناء المعنويون لهذا العظيم؛ لأن هناك فرقاً بين التعبير بقوله "أب" والتعبير بقوله "والد"؛
فالأول غير مخصوص بالأب الصلبي، بل يطلق على المعلم والمربي وأمثالهما أيضاً، على خلاف "الوالد" الذي يختص بالأب الصلبي.
ومن هذا القبيل أيضاً ما جاء في سورة "الحج" من خطاب للمسلمين: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ... مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ} [الحج: 78] ، إذ من المسلم أن مرجع الضمير "كم" لا يقتصر على بني إسرائيل المنتسبين إلى إبراهيم عن طريق إسحاق وبني إسماعيل المنتهي نسبهم إلى إبراهيم عن طريق إسماعيل، بل إن المسلمين العرب وغير العرب قاطبة مشمولون بهذا الخطاب. وكما جاء عن الرسول الأكرم : "أنا وعلي أبوا هذه الأمة" (1).
________________________
(1) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري، ص ٢٦٢، ح١٩٠؛ وبحار الأنوار، ج ٢٣، ص ٢٥٩.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
قسم الإعلام يقيم ندوة تعريفية عن موقع مشاريع العتبة العباسية الإلكتروني
|
|
|