أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2014
2250
التاريخ: 2024-11-23
241
التاريخ: 3-12-2015
2155
التاريخ: 2023-07-25
1024
|
1- إنّ أي تحديد يبيَّن في ثواب الحسنة فهو ناظر إلى نفي النقص؛ أي إن الثواب ليس بأقل من مقدار العمل الصالح قطعاً، ولن يكون أبداً راجعاً إلى إثبات المعادل أو تعيينه. من هنا فإن ثواب الحسنة سيكون خيراً منها وأكثر منها.
2- إن أي تحديد يُطرح في عقاب السيئة فهو ناظر إلى نفي الزيادة؛ بمعنى أن العقاب لن يكون بأكثر من العمل الطالح قطعاً، ولن يكون أبداً راجعاً إلى إثبات المعادل أو تعيينه على نحو الضرورة. من هذا المنطلق، فإنه من الممكن أن يكون العقاب أقل من مقدار الذنب. كما أن عبارة جَزَاء وفاقا أيضاً هي في العقاب فحسب، وليس في الثواب وهي ناظرة كذلك إلى نفي الزائد، وليس إلى إثبات المعادل والمماثل؛ كما أن رسالة الآية {سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [الشورى: 40] ، تنطوي أيضاً على نفي الزائد، لا تعيين المماثل. من هنا فإنّه كما يتصور تخفيف العذاب بالنسبة لبعض المجرمين وفقاً لاقتضاء الحكمة الإلهية، فإنه يتصور العفو الكلي عنهم أيضاً بحسب تلك الحكمة.
3- إنّ الله سبحانه وتعالى يدعو عباده إلى مكارم الاخلاق التي أول درجة فيها العدل، ودرجاتها الأرقى هي الإحسان، والتخفيف، والعفو، والصفح، و.... الخ: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90] ، {... كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ... فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 178].
كما أنه سبحانه نفسه متصف بمعالي الأخلاق، والمكارم والفضائل والفواضل وكل الكمالات الأسمى منها؛ مثلما يقول عز وجل العفو عن الذنب: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25] وبناءً على ذلك فإن العفو عن بعض المجرمين ممكن.
4- إن ما يرجع إلى الخبر من التهديد والتهويل الإلهيين يكون تحققه في المعاد ضرورياً، وإن اصطلاح الضرورة الشائع في الحكمة ذاته المذكور في اصطلاح الوحي الإلهي بعنوان: {لَا رَيْبَ فِيهِ} [آل عمران: 25،9] ؛ أي إنّه لا شك إطلاقاً في أصل النار والتعذيب، والعقاب لمن يستحقه، وإن ما يرجع إلى "الإنشاء" - وليس الخبر - من التخويف والترهيب والتحذير والوعيد القرآني، فلا ينتفي فيه احتمال التخفيف أو العفو الموضعي والمقطعي على نحو القضية المهملة التي تكون في قوة القضية الجزئية، ومثل هذا الاحتمال من شأنه أن يبعث على الرجاء فحسب؛ كما أن مثل هذا التخويف هو سبب للخوف، وإن المؤمن مكلف أن يعيش بين حالتي الخوف والرجاء.
5- إن المقربين من العتبة الإلهية - ممن ارتحلوا عن درجة الأدب والحاجة وحلوا في مقام الدلال والغُنج، وحصلوا من الساحة الربوبية المقدسة على الإذن بالمناجاة بغنج ودلال: "مدلاً عليك"(1) - يقولون للباري جلت آلاؤه: "إن أخذتني بجُرمي أخذتك بعفوك"(2)؛ يعني إن آخذتني أنت بذنبي، آخذتك أنا بعفوك، فإن قلت لي: لم أذنبت؟ قلتُ لك: لمَ لم تعفُ وتتكرّم؟ فكما أنَّ "حسنات الأبرار سيئات المقرّبين"(3)، فإن العدل الذي هو حسن ممثل وهو صُلب الحسنة - يُعد، بالنسبة لمقام الإحسان ومنزلة العفو والكرم، سيّئة. من هنا فإنَّ العقاب العادل في بعض الموارد، وإن تمتّع بحُسن العدل، لكنه يكون مفتقراً لحُسن الإحسان والصفح.
وما يهمنا هنا هو الالتفات إلى هذا الأصل المحوري وهو أنَّ هذا المقام ليس بميسور للخواص من العلماء، فكيف بالأشخاص العاديين من المؤمنين العدول، ناهيك عن الفساق من المسلمين، ولا يفكرن أحد ونستثني من ذلك الممتازين من أهل المعرفة والولاية بخياله الساذج، وهوسه غير الناضج بالمرور من هذا الزقاق الأمن والحرم والحمى والحصن المستور، وإلا لرماه هتاف الغيب ورجمه وطرده: "فقال مبتسماً: منذ متى وأنت تعاملني هكذا؟!"(4).
هذا على الرغم من أنه "ألف مرحباً بالبلاء الذي يأتي من الحبيب"(5). "شقشفَةٌ هَدَرَت ثُمَّ قَرَّتْ"(6).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مفاتيح الجنان، دعاء الافتتاح مثل هذه المنزلة التي هي المصداق الكامل للقرآن الصاعد، لا تُنال أبداً من قبل أصحاب الدرجة المتوسطة من أهل النجوى، فما بالك بالمبتدئين من أهل النداء.
(2) مفاتيح الجنان، المناجاة الشعبانية.
(3) بحار الأنوار، ج ٢٥، ص ٢٠٥.
(4) في إشارة إلى مصرع بيت بالفارسية لحافظ الشيرازي من ديوان غزلياته القصيدة، 215: به خنده كفت: كبت با من ابن معامله بود؟!".
(5) في إشارة إلى مصرع بيت بالفارسية لحافظ الشيرازي من ديوان غزلياته، القصيدة ۳۷۰ "بلاىى كز حبىب آىد هزارش مرحبا گفتىم".
(6) نهج البلاغة، الخطبة 3، المقطع ١٨.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|