المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18130 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الكيرما (KERMA)
23-1-2022
Scholz Conjecture
4-11-2020
language attitudes
2023-09-30
الاقتداء بالأئمّة بأمر الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)
2024-12-12
موارد الصفح
17-6-2016
السلاسل الغذائية المائية Grazing Food Chains
5-7-2018


الغاية من جميع النعم هي الامتحان  
  
1432   03:34 مساءً   التاريخ: 2023-04-18
المؤلف : الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج4 ص 401 - 403
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-24 1302
التاريخ: 2023-09-30 1052
التاريخ: 9-11-2020 17668
التاريخ: 2023-05-11 1213

 

لقد مر في المباحث التفسيرية أن نجاة بني إسرائيل من آل فرعون كانت بلاءً وابتلاء ووسيلة للامتحان الإلهي مما يستلزم أنه حتى الخلاص من أعباء الظلم لن يكون مجرد جزاء خال من المسؤولية بل إن الله عز وجل أورث أولئك (أي المستضعفين الأرض كي ينظر كيف يصنعون وهذا ما صرح به في آية أخرى بقوله: {قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلَفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}. فالمهم هو أن ينظر {كيف تعملون}؛ مثلما أن الممتحن، في أي امتحان ينظر بدقة فيما أنجزه الممتحن.

لذا فإن السر في تبيين نجاة بني إسرائيل من آل فرعون وسائر النعم المتعلقة بالماضين لأولئك المعاصرين للرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) هو هذا أيضاً؛ فالقرآن ليس كتاب قصة وليس تاريخاً يحصي مفاخر قوم أو عشيرة، بل هو كتاب نور وهداية وتبيان للقوانين والسنن الإلهية المهيمنة على العالم، وليبيّن أن الكل سواسية أمامها؛ فالماضون كانوا مسؤولين تجاه تلك السنن، وأنتم أيضاً تتحملون المسؤولية تجاهها. فكل من صارع الحق واشتبك مع حقائق الكون فشل وصرع: "من صارع الحق صرعه" (1)، سواء كانوا آل فرعون أو بني إسرائيل أو آخرين، وكل من خضع بين يدي الحق واتخذ مسلك الطاعة نال السيادة وبلغ النعم المادية منها والمعنوية سواء كانوا بني إسرائيل أو سائر الأقوام والملل.

فالسنة الإلهية الثابتة تقضي أن لا تغيّر نعمة أسبغتها على قوم إطلاقاً، اللهم إلا أن يغيّر المتنعم نهجه في مجال العقيدة والأخلاق. المنطلق، فبعد بيان القانون العام {وذلك بأنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، وفي مقام تطبيقه أثناء قصة فرعون وموسى، يقول عز من قائل: {كدأب ال فرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا الَ فرْعَوْنَ وَكُلِّ كَانُوا ظَالمين}، أي إن ما جر آل فرعون إلى الهلاك كان تكذيبهم وذنوبهم. وأنتم أيضاً يا بني إسرائيل إن قمتم بذلك فستؤولون إلى ذات المآل إذن فليس الغرض من سرد هذه الحكايات هو تكريم قوم وتحقير قوم آخرين، بل الهدف هو أن يعتبر المخاطبون وأن يعبر المكلفين من الخصائص الموجودة إلى فضائل أسمى وأرفع.

وفقاً لهذه القاعدة فإن القرآن الكريم لا يتطرّق  حين روايته للقصص إلى تاريخ وقوعها وتفاصيل الواقعة، بل إنّه يشير فقط إلى روح القضية التي هي روح التاريخ وفيها النور والهداية؛ تماماً مثلما أنه يستند  في سرده لقصة سجن النبي يوسف وما رافقه وأعقبه من أحداث  إلى قوله : {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} وما أجاب به صاحبيه في السجن عندما طلبا منه إنباءهما بتأويل رؤياهما: {إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ باللهِ وَهُمْ بالآخرَةِ هُمْ كَفَرُونَ * وَاتَّبَعْتُ ملَّةَ اباءي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِالله مِنْ شَيْءٍ}؛ أَي إِنه يتطرق إلى نقاط التاريخ الحساسة التي تظهر السنة الإلهية من جهة، وتكون منزهة عن التزمن بزمان خاص والتمكن بمكان معين من جهة أخرى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. نهج البلاغة، الحكمة 408.  




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .