أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
5254
التاريخ: 2024-11-05
305
التاريخ: 8-11-2014
5420
التاريخ: 25-09-2014
4778
|
بغية عدم ابتلاء السواد الأعظم من الناس باتباع دين يُفرض عليهم بالقوة أو التزوير نرى أن القرآن الكريم يدعوهم إلى التعقل كي يجتازوا مرحلة الحس ويعمدوا إلى إسناد المعجزات إلى العقل وبرهنتها به، وإلا فسيتمكن مستبد طاغ كفرعون من أن يحمل المجتمع على اعتناق دين باطل حتى يصل الأمر إلى أن يقول: {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ} [غافر:26]
وسيستطيع مخادع محتال كالسامري من أن يُلبس عبادة العجل زي الدين السماوي فيقول من خلال إضلال جماعة من بني إسرائيل: {هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} [طه:88]
ومن أجل جعل المعجزة برهانية لابد في المرحلة الأولى من فهم التباين الماهوي بين المعجزة والعلوم الغريبة كالسحر والشعوذة والطلسم، وفي المرحلة الثانية لابد من التشخيص، وفقاً للبراهين العقلية، فيما إذا كانت الحادثة الفلانية أو ذلك الموجود المعين مصداقاً للمعجزة، وليس مصداقاً لعلم من العلوم الغريبة، ليُصار في المرتبة الثالثة إلى التحليل في مجال وجود التلازم العقلي بين المعجزة وصدق دعوى النبوة.
وبطي تلك المراحل البرهانية الثلاث سوف يخرج الدين من حيز الاتكال على الحس ولن يترك خوار العجل المصطنع من قبل السامري أثراً يُذكر. وإن لم تُبيَّن تلك المعارف الإلهية على نحو صحيح فسوف لن يرتكز الدين إلا على الحس، الأمر الذي سيحدوا بالإنسان ذي النزعة الحسية إلى اتباع عصا موسى (عليه السلام) اليوم، والانصياع إلى عجل السامري غداً.
وهذا ما يفسر التأكيد الشديد للدين على التعقل والكياسة؛ كما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "حبّذا نوم الأكياس وإفطارهم" (1)؛ أي طوبى للعاقلين الذين نومهم وإفطارهم أفضل من يقظة وصيام الجهال المتنسكين، وفي كلام نوراني آخر يقول محذراً المجتمع من الجهالة والنزعات التي تنم عن الجهل: "فاعرف الحق تعرف أهله" (2)، أي إذا رمت التعرف على أهل الحق فعليك أولاً معرفة الحق نفسه، وإلا فمن أراد اتباع أشخاص بعينهم وجعل كلامهم معياراً للحق أو الباطل قبل أن يعرف الحق فإنه وفقاً لقول الإمام الصادق (عليه السلام) سوف يدخل الدين اليوم بكلام شخص، ويخرج منه غداً بقول شخص آخر (3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. نهج البلاغة، الحكمة 145.
2. الأمالي للطوسي، ص 626؛ ووسائل الشيعة، ج27، ص135.
3. عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) أنّه قال: "من دخل في هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه"، الغيبة، ص 22؛ وبحار الأنوار، ج 2، ص 105.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|