أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-04
1786
التاريخ: 15-10-2015
3464
التاريخ: 2023-05-06
1935
التاريخ: 2-08-2015
3610
|
الإمام الحسن بن علي العسكري هو المعصوم الثالث عشر والإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .
نشأ وتربّى في ظلّ أبيه الذي فاق أهل عصره علما وزهدا وتقوى وجهادا . وصحب أباه اثنين أو ثلاثا وعشرين سنة وتلقّى خلالها ميراث الإمامة والنبوّة فكان كآبائه الكرام علما وعملا وقيادة وجهادا وإصلاحا لامّة جدّه محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) .
وقد ظهر أمر إمامته في عصر أبيه الهادي ( عليه السّلام ) وتأكّد لدى الخاصة من أصحاب الإمام الهادي والعامة من المسلمين أنه الإمام المفترض الطاعة بعد أبيه ( عليه السّلام ) .
تولّى مهامّ الإمامة بعد أبيه واستمرّت إمامته نحوا من ست سنوات ، مارس فيها مسؤولياته الكبرى في أحرج الظروف وأصعب الأيّام على أهل بيت الرسالة بعد أن عرف الحكّام العباسيون - وهم أحرص من غيرهم على استمرار حكمهم - أن المهدي من أهل بيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ومن ولد علي ومن ولد الحسين ( عليه السّلام ) فكانوا يترصّدون أمره وينتظرون أيّامه كغيرهم ، لا ليسلّموا له مقالد الحكم بل ليقضوا على آخر أمل للمستضعفين .
لقد كان الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) أستاذ العلماء وقدوة العابدين وزعيم المعارضة السياسية والعقائدية في عصره ، وكان يشار إليه بالبنان وتهفو إليه النفوس بالحبّ والولاء كما كانت تهفو إلى أبيه وجدّه اللذين عرف كل منهما بابن الرضا ( عليهما السّلام ) ، كل هذا رغم معاداة السلطة لأهل البيت ( عليهم السّلام ) وملاحقتها لهم ولشيعتهم .
وقد فرضت السلطة العباسيّة الإقامة الجبرية على الإمام الحسن العسكريّ ( عليه السّلام ) وأجبرته على الحضور في يومين من كل أسبوع في دار الخلافة العباسية .
وقد وصف حضور الناس يوم ركوبه إلى دار الخلافة بأن الشارع كان يغصّ بالدوابّ والبغال والحمير ، بحيث لا يكون لأحد موضع مشي ولا يستطيع أحد أن يدخل بينهم فإذا جاء الإمام هدأت الأصوات وتوسّد له الطريق حين دخوله وحين خروجه .
لقد كان جادّا في العبادة طيلة حياته ولا سيّما حين كان في السجن حيث وكل به رجلان من الأشرار ، فاستطاع أن يحدث تغييرا أساسيا في سلوكهما وصارا من العبادة والصلاة إلى أمر عظيم ، وكان إذا نظر إليهما ارتعدت فرائصهما وداخلهما ما لا يملكان .
وقد لا حقت السلطة العباسية الإمام العسكري ( عليه السّلام ) وأحاطته بالرقابة وأحصت عليه كلّ تحرّكاته لتشلّ نشاطه العلمي والسياسي وتحول بينه وبين ممارسة دوره القيادي في أوساط الأمة .
ومن هنا كان الإمام مهتمّا كآبائه ( عليهم السّلام ) بالعمل السرّي غاية الاهتمام بالإضافة إلى إحكامه لجهاز الوكلاء ليكون قادرا على أداء دوره القيادي بشكل تام وفي ظل تلك الظروف العصيبة حتى استطاع أن يقضي على محاولات الإبادة لنهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) .
لقد خاض الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) كآبائه الكرام ( عليهم السّلام ) ملحمة الكفاح السياسي لمواجهة الظلم والارهاب والتلاعب بالسلطة ومقدرات الأمة ومصالحها فحافظ على أصول الشريعة والقيم الرسالية ، ومهّد بذلك خير تمهيد لعصر الغيبة الذي أخبر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والأئمة من أهل بيته ( عليهم السّلام ) عن حتميّته وضرورته .
وقد زخرت مدرسة أهل البيت ( عليهم السّلام ) في عصر الإمام العسكري بالعلم والدعوة إلى خطّ أهل البيت والدفاع عن الشريعة الإسلامية من خلال كوكبة أصحاب الإمام ورواة حديثه وطلّاب مدرسته .
وكان الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) - بالرغم من حراجة ظروفه السياسية - جادّا في الدفاع عن الشريعة ومحاربة البدع وهداية المترددين والشاكّين وجذبهم إلى حضيرة الدين .
وعاصر الإمام ( عليه السّلام ) مدة إمامته القصيرة جدّا كلا من المعتز والمهتدي والمعتمد العباسي ولا قى منهم أشدّ العنت والتضييق والملاحقة والارهاب ، كما تعرّض للاعتقال عدّة مرّات .
وازداد غيض المعتمد من إجماع الأمة - سنّة وشيعة - على تعظيم الإمام ( عليه السّلام ) وتبجيله وتقديمه بالفضل على جميع العلويين والعباسيين في الوقت الذي كان المعتمد خليفة غير مرغوب فيه لدى الامّة . فأجمع رأيه على الفتك بالإمام واغتياله فدسّ له السمّ . وقضى نحبه صابرا شهيدا محتسبا ، وعمره دون الثلاثين عاما . فسلام عليه يوم ولد ويوم جاهد في سبيل رسالة ربّه ويوم استشهد ويوم يبعث حيّا .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|